يخطيء من يظن أن الأزمة الراهنة مع قطر وليدة اليوم ولكن الأزمة بدأت فعليا عام 1995 بعد أن نجح انقلاب القصر في إزاحة الأمير خليفة آل ثاني بتدبير محكم بين ابنه الأمير حمد وشيطان السياسة القطرية حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق. منذ أن وقع الانقلاب مرت العلاقات بين قطر وسائر الدول العربية بفترات عصيبة نتيجة إصرار الدوحة علي تشويه السياسات الوطنية لكل قطر عربي علي حدة من خلال قناة الجزيرة التي ولدت مع مولد الانقلاب وتفننت في ابتكار ألوان خبيثة من الحروب النفسية لتوجيه دعايات مسمومة إلي الشعوب العربية بغية تحريضها ضد أنظمة الحكم خدمة لأهداف القوي الدولية الكبري وعلي رأسها أمريكا التي تبنت استراتيجية نشر الفوضي الهدامة تحت مسمي الربيع العربي، لكي يتسع نطاق الحروب الأهلية وتنتشر النزاعات العرقية والطائفية والمذهبية. ولو تأملنا تلك السنوات العشرين منذ انقلاب القصر في الدوحة وحتي اليوم بنظرة شاملة فإننا نري أسوأ صورة لاستخدام دولة عربية ليس فقط كقاعدة عسكرية لمن يوفر لها الحماية وإنما باتجاه نشر الفوضي وتأجيج الصراعات وإثارة العقد والحساسيات داخل كل قطر عربي علي حدة وبين كل قطر عربي وجيرانه إلي الحد الذي جري فيه مسخ المعاني النبيلة للحرية والديمقراطية بعد أن حولها إعلام الجزيرة إلي ألفاظ فارغة ضاع منها كل مضمون ومعني لأنه كان من المستحيل علي العقل العربي أن يصدق دعوات التحريض باسم الحرية والديمقراطية التي لا وجود لها في الدوحة التي تستضيف الجزيرة وتنفق عليها مليارات الدولارات سنويا. وأظن أن دموع التماسيح التي تسيح الآن في شوارع الدوحة لن تكتسب تعاطفا من أحد لأن الكل يعلم أن سياساتهم العبثية هي التي فرضت حتمية المقاطعة حيث لم يعد في مقدور الأمة العربية أن تواصل دفع أثمان باهظة جراء هذه السياسات الحمقاء! خير الكلام: إنسان بلا عقل مثل جواد بغير لجام ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;