وسط مظاهرات وأعمال عنف غير مسبوقة، اختتم قادة مجموعة العشرين اجتماعاتهم الساخنة أمس فى مدينة هامبورج الألمانية بالاتفاق على قضايا الاقتصاد والتجارة والإرهاب والتوصل إلى تسوية حول قضية المناخ تتضمن دعم التنفيذ السريع لاتفاقية باريس الخاصة به،ولكن مع شروط لإرضاء الولاياتالمتحدة ولتجنب قطيعتها نهائيا فى هذا الصدد خاصة بعد إعلان انسحابها من هذا الاتفاق . فاقتصاديا، اتفق القادة أمس على تحفيز النمو الاقتصادى العالمى لتوفير المزيد من فرص العمل فى جميع أنحاء العالم. وأقر زعماء دول وحكومات الدول الصناعية والصاعدة العشرين الكبرى خطة عمل مشتركة تنص على إبقاء مشاركة الولاياتالمتحدة فى تنظيم أسواق المال. وتحدثت الخطة التى تحمل اسم «خطة عمل هامبورج» عن المناخ المواتى للاقتصاد العالمي، إلا أنها أشارت فى الوقت نفسه إلى «أن سرعة النمو الاقتصادى كانت أضعف من المأمول»، وأن مخاطر تراجع النمو الاقتصادى لا تزال قائمة. وجاء فى الخطة أن من التحديات طويلة المدى التى تواجه نمو الاقتصاد العالمى ضعف النمو الانتاجى وعدم التكافؤ فى الدخول وشيخوخة المجتمعات. واعترفت مجموعة العشرين فى الخطة بأنها لن تستطيع على ما يبدو تحقيق الهدف الذى اتفقت عليه عام 2014 بزيادة الناتج المحلى الإجمالى لدولها بنسبة 2٪ بحلول عام 2018. وتجاريا، نجحت مجموعة العشرين فى التوصل إلى حل وسط إزاء أزمة الحمائية، حيث أدانت المجموعة فى بيانها الختامى الحمائية التجارية، مع الاعتراف بحق الدول فى الدفاع عن مصالحها التجارية فى حالة ارتكاب ممارسات غير قانونية. وأشارت مصادر مقربة من المفاوضات الجارية فى هامبورج إلى أن الولاياتالمتحدة كانت متحفظة فى الإعلان عن الالتزام «بمكافحة الحمائية» فى إطار مجموعة العشرين لأنها تريد حماية الوظائف الأمريكية من تأثيرات العولمة. فى الوقت نفسه، تضمن البيان الختامى للقمة 21 نقطة تندد ب«آفة الإرهاب»، مع التأكيد على التزام كافة الدول بمكافحة تمويل الإرهاب والدعاية له. ومن ناحيته، هنأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على القمة «الرائعة» رغم المظاهرات العنيفة التى شهدتها شوارع المدينة، والتى اضطرت زوجته ميلانيا إلى البقاء فى الفندق أمس الأول. وكانت المظاهرات وأعمال العنف غير المسبوقة قد خيمت على مباحثات قادة الدول الكبرى فى هامبورج، حيث عبر تيمو زيل المتحدث باسم شرطة المدينة عن حالة الصدمة من حجم أعمال الشغب غير المسبوقة التى وقعت. وقالت الشرطة إن عناصرها تعرضوا لهجوم من قبل متظاهرين مسلحين بزجاجات وحجارة ومقاليع، وأن متجرا قريبا من مقر انعقاد القمة تعرض للنهب من حوالى 500 شخص أشعلوا فيه النيران. وذكرت تقارير أن الأحداث أسفرت عن إصابة 213 رجل شرطة على الأقل، واعتقال 203 أشخاص. وتم استدعاء رجال إطفاء وأطقم إنقاذ فى هامبورج أكثر من 200 مرة خلال اليومين الماضيين للتعامل مع هذا العنف. كما أعلنت ميركل خلال مؤتمر صحفي فى ختام القمة استضافة المملكة العربية السعودية لاجتماعات مجموعة العشرين للعام 2020.