الحقائق علي الأرض بالأرقام تقول إن تراخيص بناء المستوطنات فى الضفة الغربيةوالقدس، خلال النصف الأول من العام الحالى هى الأعلى منذ عام 1992، الاستيطان وأمريكا وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن لعاقل أن يتصور بالمطلق أن الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب يمكن أن تعمل علي تقديم خطوات فعلية لعملية السلام المتوقفة بسبب الاستيطان وجرائم الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين. وحسب تقارير من الصحافة العبرية إن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ينتظران خطة أميركية يفترض أن يطرحها البيت الأبيض علي الجانبين من أجل استئناف المفاوضات، وأن يطرح الأمريكيون خطة للحل تتضمن أفكارا أمريكية جاهزة حول القضايا الأكثر حساسية، وهي: الحدود، والقدس واللاجئين، علي أن تجري مناقشة هذه الأفكار وتعديلها خلال المفاوضات بطريقة ترضي الطرفين، ورغم أنه لا توجد ملامح واضحة للتصور الأمريكي المرتقب، لكنه سيضع رؤية لطبيعة الحلول بالنسبة للقضايا المصيرية والتي هي محل خلاف كبير، وحسب التقارير الإعلامية أن الرؤية الأمريكية ستتضمن أفكارا سياسية وخططا أمنية، باعتبار الولاياتالمتحدة ضامنا للحل، بما في ذلك الحل الأمني الذي ستشارك فيه. ويفترض أن يسافر وفد فلسطيني مكون من 5 مسئولين، إلي الولاياتالمتحدة من أجل مباحثات مع وفد أمريكي مكون من 5 مسئولين أيضا، لبحث تفاصيل متعلقة بالملفات النهائية للحل،. استمرار السيطرة العسكرية بعد زيارة ترامب لإسرائيل ولفلسطين وعقد مؤتمرات ومباحثات سياسية اصبح واضحا ان المساعي الامريكية للحل غير واضحة المعالم،، لكن تعهد نيتانياهو باستمرار السيطرة العسكرية والأمنية علي الضفة الغربيةالمحتلة في إطار أي اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية، رافضا الحديث عن حق العودة ، وأعرب عن اعتقاده بان الفرصة الأفضل حالياً هي البدء بالتصالح مع الدول العربية المعتدلة والتطبيع معها وبعدها العودة للمسيرة السلمية لأن فرصة نجاح هذه الخطة أفضل من البدء بالفلسطينيين، ودفع نيتانياهو بادعاء المظلمة متهما الفلسطينيين بانهم يريدون إنهاء اسرائيل ولكي يثبتوا حسن النوايا عليهم الاعتراف بالدولة اليهودية . ويتطلع الفلسطينيون لأن تأخذ الادارة الامريكية القضية الفلسطينية على محمل المسئولية و ألا تمارس الانحياز السياسى لصالح إسرائيل وأيضا ألا تطالب بتقديم تنازلات من أجل إنجاح خطتها او رؤيتها والتي حتى الآن المعلن منها هو الاعتماد علي اتفاق الطرف الفلسطينى مع الاسرائيلى وهذا بالضبط نفس الخطأ والخديعة التي مارستها الادارة الامريكية متعمدة بعد بدء تنفيذ اتفاق أعلان المبادئ أوسلو حتي وصلت الامور الي الصدام السياسي وتفريغ الاتفاق من مضمونة وتعطيل جميع المسارات، وكان واضحا ان الهدف هو عدم الوصول الي الخطوة الثانية بما تمثل الملفات النهائية ومنها القدس والحدود والمياه واللاجئيين، وملفات أخرى كان الهدف منها هو السيادة الفلسطينية علي جميع الأراضى التي تتسلمها وبما يشمل جميع الحدود البرية والمائية والجوية. التطبيع أولا ما قاله نيتانياهو عن العلاقات العربية ودورها في التوصل لخطة سلام ردده وزير الحرب الإسرائيلى افيجدور ليبرمان خلال لقاء مع القناة العبرية الثانية «إن تطوير العلاقات مع الدول العربية قد يؤثر علي قرار الحكومة الإسرائيلية ويدفعها لقبول صفقة سلام مع الفلسطينيين»، وقال إن «الطريق مفتوح أمام خيارات جديدة لعملية سلام تتضمن اتفاقاً مع جميع الدول العربية المعتدلة بفتح سفارات وتسيير رحلات جوية مباشرة وبناء علاقات تجارية. وكل ذلك بالطبع تحت مقصلة التوسع الإستيطاني. ليبرمان لم يتوقف عند ذلك بل اصر علي الكشف عن وجهه الاستيطانى وأكد أن تراخيص بناء المستوطنات هذا العام الأعلي منذ 25 عامًا، ونقلت صحيفة «هاآرتس» العبرية عن ليبرمان انتقاده خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية، للتصريحات التي أطلقها قادة المستوطنين ضد الحكومة بشأن سياساتها حول البناء في المستوطنات، وعملية الربط بين السلام والخطوات الإقليمية من خلال التفكير في شكل من أشكال التحالف الإقليمي تكون إسرائيل طرفاً فيه، ومحاربة واستئصال كل أشكال الإرهاب والقضاء علي تنظيم داعش وغيره لما يشكله من عنصر عدم استقرار في المنطقة. يتماشي مع ما انتجته القمة العربية في عمان من حيث الشكل ،لكن فىالمضمون اشترطت دولة فلسطينية اولا قبل دمج إسرائيل من خلال علاقات متبادلة، . خمسة استنتاجات فى مقال مطول للدكتور مصطفىالبرغوثيىرئيس المبادرة الوطنية يشرح فيه الموقف الراهن شديد التأزم والضبابية، ويخلص الي خمسة استنتاجات مهمه، الأول ،أنه رغم العدوان الإسرائيلي الشرس، صمد الشعب الفلسطيني في وجه هذا الاحتلال، وأصر علي البقاء علي أرضه ، مستلهما الحكمة من تجربة التهجير القاسية عام 1948 ، وبصموده فإنه صنع أهم إنجاز بخلق وجود ديموغرافى مقاوم ألحق الفشل بالمشروع الصهيونى. الاستنتاج الثانى، أن كل حكومات اسرائيل من يسارها الي يمينها لم ولا تريد السلام ، بل أرادت احتلال كل فلسطين ونشر الاستيطان الاستعمارى والذي تشاركت في انشائه وتوسيعه كل حكومات اسرائيل بغض النظر عن طبيعة الحزب الحاكم أو رئيسه. وجميعهم. الاستنتاج الثالث، أنه لا سبيل لدي الشعب الفلسطينى سوى تغيير ميزان القوى لصالحه، وان مفاوضات تجرى بدون تغيير ميزان القوى هى دعوة للاستسلام، ولن تكون نتيجتها سوى أن تستخدم غطاء للتوسع الاستيطانى.الاستنتاج الرابع، أن ما يواجهه الشعب فلسطينى غير مسبوق في التاريخ الحديث، فهو امام نظام قمعى احتلالى معقد مدعوم باكبر قوة عسكرية «الولاياتالمتحدة». الاستنتاج الخامس، أن شعب فلسطين طوال هذه السنوات من الاحتلال لم يرضخ ولم يستسلم وقاوم هذا الظلم الاحتلالى والاستيطانى وما زال يقاومه وسيبقى يقاومه ويصر علي حقوقه. وبعد أن تجاوز عدد الفلسطينيين على أرض فلسطين التاريخية عدد اليهود الإسرائيليين يبدو ان المشروع الصهيونى يراوح في مكانه إن لم يكن يتراجع للوراء، رغم كل الجبروت العسكرى والاقتصادى لإسرائيل، ورغم الدعم الأمريكى اللامحدود.