كل أسبوع نُبحر بين ضفاف سطور مقال جديد لنعيش معاً رحلة مختلفة في عالم الحب تفتح لنا باب لتذوق عبادة الله، واكتشاف حب النفس دون التخلي عن الرحمة بالأخر.. واليوم تأخُذنا السطور لنتذوق طعم جديد في عالم الحب.. طعم القلب؛ لندرك أن للقلب طعم يذوب في اللسان، كلما صلح القلب تعطر اللسان بصالح القول و رُزق الأنسان بحُب الله وحُب من أحبه الله. بداية الرحلة كانت مع عم صادق.. الراجل العجوز صاحب اللحية والقلب الأبيض الذي فتح لي باب المعرفة علي مصرعيه للدخول في عالم الحب، مراد الله في الأرض، والعجيب أن تصل رحلتي اليوم بجملة من هذا الرجل الصالح لتدخل وتتذوق القلب "يا رب حلي قلبي".. كنت مع عم صادق نتحدث وبين الجملة والأخرى يتمتم بهذا الدعاء.. عندما سألته لماذا يكرر هذا الدعاء بين الحين والأخر، تبسم وهو يقول " لقد ذهب ظمأ العطش بعد المغرب فمتي يذهب ظمأ القلوب؟! .. هذا الدعاء ليتذوق لساني حلاوة قلبي ليفيض بعذب الكلام.. فطعم قلبك يا صغيرتي باب لحبك" تعجبتُ من كلامه وتاه عقلي أكثر بين كلماته التي كلما تعمقتُ في معناها فتحت لي باب جديد في عالم الحب.. صمتُ ليستمر في حديثه الممتع، حتي قال " بعد نهاية كل يوم أسألي نفسك كيف كان طعم قلبي اليوم؟! فكما قال يحي بن معاذ رضي الله عنه القلوب كالقدور تغلي بما فيها والسنتها مغارفها.. فانظر إلي الرجل حين يتكلم، فان لسانه يغترف لك مما في قلبه، حلو.. حامض.. عذب.. أجاج وغيرها، ذلك يبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه.) يستقيم كلام اللسان عندما يستقيم قلبك، وهذا ما أكده رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) كلما تخير اللسان كلامه ووزن الفاظه قبل أن ينطق وبعد عن المغالاة في كل شيء وتحلي بالوسطية والحق، كلما تعطر القلب بالحب ولمس حب الله له من حب الناس... عزيزتي أنه عالم الحب كلما زرعنا في قلوبنا الرحمة انتزع منها الحقد والغل وتحلي اللسان بجمال القلب ورُزقنا بحب الله وحُب من أحبه الله." صدقت يا عم صادق اللهم حلي لساني وأذهب عني ظمأ القلوب وارزقني يا الله قلباً مُحباً رحباً سليماً، يري الجمال في كل شيء.. تمت رحلتي اليوم مع عم صادق لكن لا أحد يدري لعلها تكون خطوة لرحلات أخري تضيء البصيرة قبل البصر. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;