أعلن الدكتور «مارتن سليجمان» أحد رواد علم النفس الإيجابى - الذى يعتمد أساسا على التقوية الذاتية لجهاز المناعة بجسم الإنسان ويهدف إلى المساعدة على الشفاء من الأمراض بطرق غير تقليدية، أن الشعور بالسعادة والفرح يرفع من كفاءة النظام المناعى للجسم وبذلك يتمكن من مقاومة مختلف الأمراض وبشكل خاص السرطان وأمراض الشرايين والدورة الدموية. وقد أيدت أبحاث جامعة كولومبيا وهارفارد ذلك حيث أثبتوا أن مشاعر السرور والبهجة المصاحبة للعطف والحنان نحو الآخرين يحفز الشعور بالسعادة والطمأنينة. وفى هذا تقول الباحثة «اليزابيث دان» إن الدراسة العلمية اثبتت أن الإنسان الذى يقوم بالتبرع للخير بوازع من ضميره ولحب الخير راضيا لإعانة الآخرين على سبيل تقديم المساعدة لهم يكون أكثر سعادة من الانفاق على أنفسهم لأن الإنسان عندما ينفق على نفسه يعتبر ذلك تصرفا عاديا يؤديه دون مشاعر البهجة التى يشعر بها عندما يعين محتاجا قدم له بيديه ما يقضى حاجته وشعر بأنه عمل عملا خيرا. وحسب البحث المنشور فى مجلة «العلوم النفسية عام 2010» فقد ثبت باستخدام الميكروسكوب الالكترونى أن الخلايا التائية والأكولة المهاجمة وهى أساسيات جهاز المناعة قد نشطت نشاطا ملحوظا فى وظائفها القيادية داخل جسم هؤلاء الذين قاموا بأعمال الخير للآخرين. كما أعلن الدكتور «دافيد هاملتون» أيضا أن المخ بمجرد أن نقدم شيئاً للآخرين يبدأ بإفراز الموصلات العصبية بسلاسة منقطعة النظير مثل «الدوبامين» والذى يجعل الإنسان يشعر بالسعادة والفرحة وعند إفرازه من الجسم يحرك شعور الإنسان نحو الرضا وبأنه يقوم بالشيء الصحيح. وفى هذه الدراسة يقول الدكتور هاملتون: إنه عند القيام بأفعال العطف والحنان من خلال فعل الخير تشتد فاعلية النظام المناعى الذى يتمتع به الذين يقومون بأعمال الخير ذوو التفكير الإيجابى من البشر عند منح السعادة للآخرين، إن الله سبحانه وتعالى فى جميع الرسائل السماوية هو الذى أمرنا بالإكثار والمسارعة فى فعل الخيرات وقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم: «أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ»، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أمرنا بقوله: «داووا مرضاكم بالصدقة». أستاذ متفرغ بطب القاهرة