في نهاية القرن الماضي ومع مطلع القرن الحالي اهتم العلماء اهتماما خاصا بما يسمي علم النفس الإيجابيPositivePsychology ا لذي يعتمد أساسا علي تقوية جهاز المناعة الذاتية بجسم الانسان وهو يهدف الي المساعدة علي الشفاء من الأمراض بطرق غير تقليدية وشمل هذا التخصص الحديث البحث عن الطرق الفعالة التي تقوم بتقوية جهاز المناعة في الانسان لمواجهة الامراض بالبعد عن الاكتئاب والقلق والتوتر التي تدمر فاعلية مناعة الانسان وذلك بالبحث عن الاشياء التي تجلب السعادة والسرور للإنسان. فقد أعلن الدكتور مارتن سليجمان أحد رواد هذا العلم أن الشعور بالسعادة والفرح يرفع من كفاءة النظام المناعي للجسم وبذلك يتمكن من مقاومة مختلف الأمراض وبشكل خاص السرطان وأمراض الشرايين والدورة الدموية... وقد أيدت أبحاث جامعة كولومبيا وهارفارد ذلك حيث أثبتوا أن مشاعر السرور والبهجة المصاحبة للعطف والحنان نحو الآخرين يحفز الشعور بالسعادة والطمأنينة وفي هذا تقول الباحثة اليزابيث دان أن الدراسة العلمية اثبتت أن الإنسان الذي يقوم بالتبرع للخير بوازع من ضميره ولحب الخير راضيا لإعانة الآخرين علي سبيل تقديم المساعدة لهم يكون أكثر سعادة من الانفاق علي أنفسهم لأن الانسان عند ينفق علي نفسه يعتبر ذلك تصرفا عاديا يؤديه دون مشاعر البهجة التي يشعر بها عندما يعين محتاجا قدم له بيديه مايقضي حاجته وشعر أنه عمل عملا خيرا! و حسب البحث المنشور في مجلة العلوم النفسية(PsychologicalScience) عام2010 فقد ثبت باستخدام الميكروسكوب الالكتروني أن الخلايا التائية والاكولة المهاجمة وهي أساسيات جهاز المناعة قد نشطت نشاطا ملحوظا في وظائفها القيادية داخل الجسم في هؤلاء الذين قاموا بأعمال الخير للآخرين...وأضافت الابحاث المكملة أن الأمان والطمأنينة قد خفف الاجهادات الجسدية للاعضاء الحيوية من خلال تنظيم عمل الغدد الانفعالية بالجسم مما قلل من افراز هرمونات الانفعال والاجهاد وعلي رأسها هرمون الكورتيزون ومركبات الادرينالين الذي يسبب زيادته اجهاد الدورة الدموية وعضلة القلب وهذه الهرمونات الانفعالية تعمل علي تثبيط قدرة الجهاز المناعي مما يسبب انفلاتا في مواجهة الامراض التي تغزو جسم الانسان في كل لحظة ومواجهة التغيرات السرطانية في أجسامنا والمخ بمجرد أن نقدم شيئا للآخرين يبدأ بإفراز الموصلات العصبية بسلاسة منقطعة النظير مثل الدوبامين والذي يجعل الانسان يشعر بالسعادة والفرحة وعند افرازه من الجسم يحرك شعور الانسان نحو الرضا وبأنه يقوم بالشيء الصحيح. وفي هذه الدراسة يقول الدكتور هاملتون: أن عند القيام بأفعال العطف والحنان من خلال فعل الخير تشتد فاعلية النظام المناعي الذي يتمتع به الذين يقومون بأعمال الخير ذوي التفكير الإيجابي من البشر عند منح السعادة للآخرين, إن الله سبحانه وتعالي في جميع رسائله السماوية هو الذي أمرنا بالإكثار والمسارعة في فعل الخيرات وقال الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم:أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما أمرنا بقوله: داووا مرضاكم بالصدقة إن السعادة مطلب العقلاء فلنطلبها في طاعة الله سبحانه وتعالي وفي حبه... فلنطلبها في العمل الصالح... فلنطلبها في الخير والتسامح والوصول اليه.. السعادة تأتي من داخل النفس والبعد عن التفكير والقلق... فالشعور بالسعادة أو غيرها أو عكسها ينبع من داخلنا ومن تفكيرنا ومن عملنا.... فحسبما نفكر ونريد سيكون حالنا....