فعلا فقد زاد الموضوع عن حده واستفحل للدرجة التي تستدعي ضرورة تدخل جميع الجهات المعنية , ولهذا استبشرت خيرا وربما غيري كثيرون يتفقوا معي في تفاءلي , بالتقارير الواردة من الهيئة الوطنية للأعلام والتي رصدت فيها العديد من السلبيات بل والتجاوزات التي طالت غالبية مسلسلات رمضان 2017 أن لم تكن جميعها علي الاطلاق! وربما لا يكون هناك جديد فما تضمنته التقارير إذ أن ما تناولته من سلبيات ليس وليد هذا العام وإنما هي ظاهرة انتشرت منذ عدة سنوات, لكن الجديد في الأمر أنها لا تتوقف بل تزداد وتتوغل وتستمر سنة بعد أخري , حتى وصلت هذا العام لدرجة غير مسبوقة من التوحش ! وإلا يدلنا أحد علي مسلسل واحدا من المعروضين حاليا يخلوا من تلك الموبقات مثل الدعارة والجنس والمشاهد الساخنة والمخدرات والعنف والبلطجة والسوقية والشتائم بالألفاظ البذيئة , وحتى الأمهات اللاتي كن يوما ما فيما سبق نعتبرهن من المقدسات , أصبحن الآن علي يد الأعمال الرمضانية عرضة للسب العلني ولا مانع أيضا من الخوض في سمعتهن وأخلاقهن وأعراضهن , وكله تحت زعم الكوميديا وخفة الدم بينما الحقيقة أن ما نشاهده لا يخرج عن بند التهريج الرخيص والتهييس والإسفاف ! ويبدو أن صناع الدراما لا يريدوا حرمانا من أي شيء لذلك أضافوا موضوع " زنا المحارم " علي بعض مسلسلات هذا العام , وكان من بينها " لأعلي سعر " حيث جسدت الممثلة سارة سلامة دور زوجة علي علاقة بشقيق زوجها ! و" كله كوم " وتفشي ظاهرة الملابس القصيرة " كوم ثاني أخر" , وبدلا ما كانت المنافسة تشتد بين النجمات علي لقب أفضل ممثلة , تحول الأمر إلي منافسة من نوع خاص لمن تحصل علي أقصر ملابس , وبالفعل فقد فازت بهذا اللقب كل من غادة عبد الرازق في "أرض جو " ودينا الشربيني في " خلصانة بشياكة " , ومن غير المعقول طبعا وطالما تواجدت هيفاء وهبي آلا يكون لها من هذه الألقاب نصيب , وهناك غيرها أيضا وما أكثرهن في شهر العبادة والصيام ! واستأثرت غادة عادل فى مسلسل " عفاريت عدلي علام " علي نصيب الأسد من الضجة والجدل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعى بسبب ملابسها التي اعتبرها الجميع مستفزة , لأنها تبرز اكثر مما تخفي دون مراعاة شهر رمضان الكريم , ومن ضمن التعليقات الساخرة التي جاءت علي ملابسها ان " الفنانة قد احتفلت بصيام أبنائها من خلال الاعلان التي شاركت فيه , بينما قررت ان يفطر جميع افراد الشعب علي المشاهد الخاصة بها في المسلسل ! ولم تكن الإعلانات أفضل حالا من المسلسلات بل ربما جاءت أسوأ وأضل سبيلا , فبجانب التجاوزات الأخلاقية والإيحاءات الجنسية الصريحة فيما تعرضه من الملابس الداخلية والشرابات القطنية , رأينا أيضا إعلانات تنحصر فقط في إما التبرعات وكأن مصر لا تعيش وتحيا فقط إلا علي الشحاتة والتسول والاستجداء,أو الكمبوندات الفاخرة التي تبدو وكأنها تتعامل مع بلد أخر غير بلدنا مصر ! علي أي حال نحن ننتظر تفعيل دور الهيئة الوطنية للإعلام في إعادة تصحيح حال الدراما عندنا , وأن كان هذا لا يعني أبدا كما يدعي البعض بأنه بداية لتدخل الدولة في تقييد الحريات , لأن هناك فرق كبير بين حرية الفكر الإبداع التي نرفض كلية عمل قيد عليها أما ما نشاهده الآن في العديد من مسلسلات رمضان وما يحدث علي الساحة الفنية عموما لا يندرج أبدا ضمن تلك المسميات, بل هو وهذا أقل وصف له بأنه انحطاط فني وتدني أخلاقي غير مسبوق, ولكي نستطيع أن نصححه ونقومه ونعيده لسيرته الأولي في أسرع وقت فهو لا يحتاج هيئة واحدة فقط وإنما إلي بوليس الآداب ومكافحة المخدرات ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;