عشرة أيام من البهجة والمتعة والفن الراقى يعيشها أبناء حى الأسمرات بالمقطم هذه الأيام. هذا المشروع الكبير الذى حقق لأهله من البسطاء العدالة الاجتماعية، ومن تلك النقطة انطلق د.هشام الشريف وزير التنمية المحلية، لتحقيق فكرة العدالة الثقافية أيضا من خلال ليالى الأسمرات الرمضانية، التى تقدم كل ليلة فاعليات فنية ودينية وثقافية وتستمر حتى 25 رمضان الجاري. وفيها بدأت تتفتح مواهب هذا الحى ليكتب تاريخه الحضارى الجديد بيد أبنائه من الأجيال الجديدة. وقد شهدت الليالى عدة مفاجآت، منها مثلا الطفلة «حور» التى اكتشف موهبتها الغنائية الشاعر جمال بخيت فى ليلة الافتتاح التى أبهرت الجمهور بصوتها الدافئ عندما شدت بأغنيات «يا رايحين للنبى الغالي» و«حبيبتى من ضفايرها طل القمر». كما دفع أطفال الحى بسام الشماع إلى النزول من المنصة والتحاور معهم خلال ندوته عن عظماء العرب فى التاريخ، بل ورددوا معه التواريخ والأسماء وتسابقوا للإجابة عن اسئلته الثقافية. بينما أصر أهالى الأسمرات على زيادة مدة عرض فرقة محمد عوت للسيرة الهلالية لتفاعلهم الشديد معها وتكرر الأمر أيضا مع فرقة الجميزة وتراث الصعيد، فى حين انهالت أسئلتهم واستفساراتهم على د. سعد الدين الهلالى خلال ندوة التنشئة الدينية السليمة التى تعلموا منها الكثير. ويرى د. أحمد مجاهد مستشار وزير التنمية المحلية للشئون الثقافية أن تفاعل الجمهور الكثيف مع الفاعليات وخاصة من السيدات والأطفال وسرعة استجابتهم كانت مفاجأة للجميع، وهو ما يعد حافزا لاستمرار مثل تلك الفاعليات لهذه النوعية المستهدفة من الرعاية لأنها تمثل المستقبل الحقيقي.