نجحت وزارة التنمية المحلية في أول اختبار لها في العمل الثقافي. حيث اختارت أن تقيم أول نشاط ثقافي رمضاني لها في حي الأسمرات. وهو اختيار ذكي نظرا لحاجة أهالي هذا الحي إلي من يهتم بهم ثقافياً ويكتشف مواهب أطفالهم ويرعاها . فضلا عن أن ذلك يعكس وعي وزارة التنمية المحلية بالدور الثقافي الذي يجب عليها القيام به . فهي هنا لاتدخل في منافسة مثلا مع وزراة الثقافة أو أي جهة معنية بالشأن الثقافي. لكنها تختار المجال المناسب والضروري الذي يجب أن تتحرك فيه وتقدم اسهامها عبره. وبذلك يحدث مايمكن تسميته بالتكامل مع أنشطة وزارة الثقافة. ونظراً لأن د.هشام الشريف وزير التنمية المحلية من أكثر الوزراء اهتماما . علي المستوي الشخصي. بالثقافة والمثقفين وتربطه بمعظمهم علاقات طيبة . فقد جاء اختياره للدكتور أحمد مجاهد مستشاراً ثقافياً له موفقاً. نظراً للخبرات الكبيرة التي يتمتع بها د. مجاهد في هذا الشأن. وهو ما انعكس علي النشاط الثقافي الذي أقيم في حي الأسمرات. فقد جاء البرنامج متوافقاً مع طبيعة المنطقة واحتياج أهاليها . وهو ماأدي إلي إقبال جماهيري كبيركل ليلة من ليالي النشاط العشر التي تنتهي الجمعة القادمة. استطاع د.أحمد مجاهد أن يحشد مجموعة كبيرة من المثقفين والادباء والمفكرين والفنانين الذين لبوا الدعوة. وذهب أغلبهم إلي هذا المكان لأول مرة في حياته وعاد بانطباع جيد عن إمكانية تقديم شئ مهم ومفيد يسهم في تنمية الوعي الثقافي لأهالينا البسطاء الذين يحتاجون بالفعل إلي من يهتم بهم ثقافياً ويذهب إليهم في مكانهم ولايتعالي عليهم. ومن يتأمل البرنامج الثقافي الذي وضعه د.أحمد مجاهد يدرك أنه وضعه بوعي شديد مراعياً ظروف وطبيعة سكان الأسمرات. هناك رواة للسيرة الهلالية مثل أحمد سيد حواس الذي يمثل رواة الوجه البحري . ومحمد عزت نصر الدين الذي يمثل رواة الوجه القبلي ويعد أصغر راو للسيرة الهلالية في مصر. ويقدم حواس ونصر الدين واحد من أكثر المخلصين للسيرة الآن وهو الشاعرالكبير مسعود شومان. وهناك فرق الإنشاد الديني ومنها فرقة الفنان أحمد سعد . وفرقة النيل . وفرقة الحور . وجيش التواشيح للفنان أحمد إسماعيل. وفضلا عن ذلك هناك الأمسيات الشعرية الغنائية مثل أمسية الشاعر جمال بخيت مع الفنان أحمد إسماعيل . وأمسية وحوي ياوحوي لمسعود شومان وعهدي شاكر. وكذلك أمسيات ماجد بوسف وزين العابدين فؤاد وسعيد شحاتة وغيرهم. اشتمل البرنامج أيضاً علي محاضرات فكرية ودينية . لقاءات مع د.سعد الدين الهلالي . ود.ثروت الخرباوي حول تجديد الخطاب الديني. ولقاء من د.عصان الشماع. وندوة حول دراما وأغاني رمضان لمحمد فاضل وفوزي إبراهيم. وأمسية حول فن الكاريكاتير لمحمد عبلة وسعد عبدالغني. هي توليفة ثقافية مختارة بعناية فائقة لتلامس احتياجات أهالي الحي وتجذب أطفالهم إليها. ومن الأشياء اللافتة في هذه الليالي أن أطفال الحي لم يكتفوا بدور المتلقي حيث حرص د.مجاهد علي إشراكهم في الانشطة ودعا الموهوبين منهم إلي تقديم مواهبهم الفنية والأدبية. فبعد الصوت الرائع للطفلة حور التي قدمها الشاعر جمال بخيت. واصل الشاعر مسعود شومان في ليالي الأسمرات الثقافية اكتشاف المواهب الشعرية والغنائية لأطفال الحي. مما يبشر دائما بأن مصر ولادة. وأن الاهتمام برعاية الأطفال ثقافيا وفنيا هو بوابة المستقبل. وجدير بالذكر أن الشاعر جمال بخيت طلب من د.أحمد مجاهد رعاية بعض أصوات أطفال الأسمرات. وقد وعد مجاهد بمحاولة عمل كورال أطفال الأسمرات. كما قام بتغيير بعض فقرات البرنامج لصالح الاهتمام بالطفل الذي يمثل كثافة حضورية في ليالي الأسمرات. وأثناء ندوة بسام الشماع عن عظماء العرب عبر التاريخ. لاحظ بسام الشماع أن معظم الجمهور من الأطفال. فنزل إليهم من المنصة. وتحاور معهم. وجعلهم يرددون معه بعض التواريخ والأسماء. وطرح عليهم الأسئلة فيما قاله لهم. وتنافس الأطفال الحاضرون علي الإجابة. وقدم بسام هديتين كتابين من عنده لاثنين من الفائزين. مما كان له أثر كبير جدا في نفوس الأطفال الذين انتبهوا للندوة واستوعبوها سعداء وخرجوا منها بدرس في التاريخ. التجربة الأولي لوزارة التنمية المحلية في العمل الثقافي جاءت ناجحة ومبشرة بالخير. ولعلها تستمر بعد رمضان مستهدفة التجمعات السكانية الجديدة التي لاتضم قصورا أو بيوتا للثقافة وكذلك القري والنجوع في أقاليم مصر البعيدة لتتكامل أنشطتها مع أنشطة وزارة الثقافة لأننا في وقت نحتاج فيه أن نتكاتف جميعا لصالح الوطن وثقافته