تواصلت ردود الفعل على الصعيدين المحلى والدولي، على البيان الرباعى الذى صدر أمس الأول عن كل من مصر والسعودية والامارات والبحرين، والذى عبر عن اتفاقها التام على إدراج 59 فردا و12 كيانا، مرتبطين جميعهم بقطر، على قوائم الإرهاب ليكشف بذلك خطط وأجندات الدوحة المشبوهة فى دعمها وتمويلها للتنظيمات الإرهابية، فى إطار جهودها المبذولة لمواجهة التهديد طويل الأمد والمستمر من أنشطة صندوق قطر الأسود ودعمها الجوهرى للمنظمات التكفيرية. وبحسب كثير من المحللين، تشير هذه الأسماء إلى حقيقة دولة قطر كممول رئيسى للإرهاب بالرغم من النداءات المتكررة من دول الخليج والمجتمع الدولى بالتوقف عن هذه الممارسات، إذ يعتبر إدراج هذه الأسماء على قوائم الإرهاب ردا مباشرا على رفض حكومة قطر المستمر لاتخاذ إجراءات جدية لقمع أنشطة شبكاتها الإرهابية. وقد أصدر أمس مجلس الوزراء الإماراتى قرارا بشأن اعتماد قائمة الأفراد والتنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن جميع الجهات الرقابية متابعة، وحصر أى أفراد أو جهات تابعة أو مرتبطة بأى علاقة مالية أو تجارية أو فنية أو أى علاقة أخرى مهما كان نوعها مع الأسماء المدرجة فى القائمة واتخاذ الإجراءات اللازمة بحسب القوانين فى دولة الامارات، وفى الحقيقة، فإن العديد من هؤلاء الأفراد والهيئات المدرجة أسماؤهم مرتبطون بشكل مباشر مع حكومة قطر. ويقول محمد الحمادى كاتب ومحلل سياسى إن البيان الذى أصدرته الدول الأربع بالأسماء والهيئات يكشف عن تورط الدوحة بتمويل جماعات إرهابية بملايين أو ربما بمليارات الدولارات حيث تضع حكومة قطر فى موقف لا تحسد عليه أخلاقيا وقانونيا. وأضاف الحمادى أن قطر سوف تدفع ثمن أخطائها عاجلا أم آجلا وهى الآن لا ترغب فى الاعتراف بأخطائها وغير قادرة على الدفاع عن نفسها. وأوضح الكاتب الاماراتى أن أيادى قطر السوداء امتدت لجماعات ارهابية كالإخوان المسلمين والقاعدة والحوثى والنصرة وغيرها من الجماعات التكفيرية فى المنطقة. وتساءل الحمادى بعد كل ما تكشف امام العالم من لجوء الدوحة للأماكن والأشخاص الخطأ، كيف ستدافع عن نفسها وتكفر عن الجرائم التى ارتكبتها بأموالها القذرة؟ من ناحية أخري، تناولت الصحف الاماراتية الصادرة أمس فى افتتاحياتها اصرار الدوحة على المضى فى الطريق المعاكس وتسخير امكاناتها وثرواتها لدعم المنظمات الإرهابية واحتضان رموزها والاستقواء بدولتين غير عربيتين هما ايران وتركيا ضد شقيقاتها داخل مجلس التعاون الخليجى والجامعة العربية. وقالت صحيفة الوطن الاماراتية إن جميع دول الخليج والدول العربية أكدت أن الإجراءات التى اتخذت تستهدف تجنب التداعيات الخطرة التى تنتهجها قطر وهى لا تعنى بأى حال الشعب القطرى الشقيق. وأضافت الوطن أن القطريين ،وكما أكدت بيانات جميع الدول وخاصة الخليجية، هم شعب شقيق تربطهم به روابط الدم والنسب والدين والجوار. وفى السعودية، لم يكن البيان الرباعى الذى صدر عن مصر والسعودية والإمارات والبحرين بإدراج 59 فردا و12 كيانا مدعومة من قطر فى قوائم الإرهاب أمرا مفاجئا بحسب الخبراء والمحللين السياسيين السعوديين، حيث أكدوا أنه جاء فى الوقت المناسب بعد أن طفح الكيل ونفد الصبر مع حكومة قطر ، لأنه كانت هناك حقائق على الأرض معروفة للجميع منذ سنوات وكان يجب إعلانها منذ زمن طويل. وصعد الإعلام السعودى من هجومه على قطر بسبب دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة، حيث ذكرت صحيفة الرياض أن المواقف المتواترة المؤيدة للإجراءات التى اتخذتها مصر والمملكة ودول خليجية وعربية وإفريقية وآسيوية فى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، وتزايد أعداد المنضمين إلى المقاطعة كل حسب رؤيته، يعطى انطباعا أن الأزمة مع قطر ليست محصورة فى دول مجلس التعاون، وأن التدخلات القطرية زعزعت أمن واستقرار تلك الدول تنفيذا لأجندة عدوانية مهما كان فكرها أو هدفها، تلك الأجندة امتد شرها إلى العديد من الدول وأسهمت فى انتشار الفوضى والقلاقل فيها. وأضافت صحيفة الرياض: »الصهاينة هم الذين يسعون دائما إلى إيجاد بؤر التوتر فى العالمين العربى والإسلامي، خدمة لأهدافهم التى تعطى فرقة العالم العربى وتشتت العالم الإسلامى أولوية قصوي«. وتساءلت الصحيفة ما الذى تهدف إليه قطر من محاولة إثارة الفتن والقلاقل فى منطقتنا الخليجية التى هى فى ذات الوقت المنطقة التى تحتضن قطر، حتى لو حاولت قطر إيجاد تحالف سياسى هنا أو هناك، فهذا لن يكون إلا على حساب مصالحها واستقلال قرارها، فلا يوجد تحالف دون فائدة، وفى الحالة القطرية ستكون هى الحلقة الأضعف فى تحالف تعقده ليعوضها عن الخليج الذى لا يمثل فقط بعدا سياسيا واقتصاديا، ولكنه أيضا بعد عقدى واجتماعى وتاريخى لا يمكن الانفصال عنه بأى حال من الأحوال. وتحت عنوان »جهود المملكة لمكافحة الإرهاب«، أكدت صحيفة اليوم السعودية فى كلمتها أمس، أن ما أدلى به الرئيس الأمريكى أمس الأول خلال كلمة ألقاها فى إحدى فعاليات مدينة كونيتيكت بولاية أوهايو حول ما تقوم به السعودية من جهد مميز لمنع تمويل الإرهاب يضيف بعدا جديدا من دولة كبرى لأبعاد متعددة تمارسها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لملاحقة ظاهرة الإرهاب وتضييق الخناق على الإرهابيين أينما وجدوا، هو بعد ما زالت المملكة تمارسه بكل مثابرة وتواصل، فمنع تمويل الإرهاب يعد مسألة جوهرية لقطع دابر تلك الظاهرة، بل هو بداية النهاية للإرهاب، كما جاء فى صلب كلمة الرئيس الأمريكي، فالإرهابيون فى كل مكان يمار سون أفاعيلهم الشيطانية الخبيثة بتمويلات مالية تتدفق عليهم من أعوانهم ليمارسوا جرائمهم فى كثير من أجزاء هذه المعمورة، فالتمويل يعد من أهم الأساليب التى تساعد الإرهابيين على ممارسة جرائمهم وتجاوزاتهم. وأضافت الصحيفة: لقد أدى دعم قطر المكشوف لحركة الإخوان المسلمين ولحزب الله اللبنانى الإرهابى ولتنظيم داعش والقاعدة والميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية وارتماؤها فى أحضان النظام الإيرانى الدموى إلى استفحال خطر الإرهاب وسريان ألسنته الشريرة إلى كثير من أقطار العالم وأمصاره كما تسرى النار فى الهشيم، وهو دعم لم يعد خافيا عن أنظار المراقبين السياسيين وزعماء العالم وشعوبه. وتحت عنوان »العزلة فى ازدياد«، توقعت »عكاظ« ازدياد حدة الأزمة الناشبة بسبب قطر، فوتيرة قطع العلاقات مع حكومة قطر وسحب السفراء ما زالت مستمرة.