جاءت قصة الهروب المفاجئ للاعب الايفوارى سليمانى كوليبالى لاعب النادى الاهلى بتفاصيلها الغريبة لتطل علينا وتعيد الى الاذهان حالات هروب اخرى شهدتها اندية الدورى المصرى . وان كانت حالة كوليبالى غريبة لان اللاعب لم يمر على وجوده فى القلعة الحمراء سوى بضعة اشهر وتألق فى المباريات التى لعبها ،رغم قلتها ، حتى انه سجل اسمه فى سجل هدافى الفريق لهذا الموسم وعقدت عليه الجماهير والجهاز الفنى العديد من الامال بل انه اصبح الحصان الذى يراهن عليه الجميع فى الفترة المقبلة خاصة وان الفريق مقبل على مباريات غاية فى الاهمية فى دورى الابطال الافريقي..الغريب ان هروبه جاء بعد ان نجح فى تثبيت اقدامه فى التشكيلة الاساسية للفريق ..كما انه وجد تعاونا من زملائه فى الملعب .. وهاهو الان يفتح باب المفاوضات للانتقال لنادى بورتسموث الانجليزى .. فلماذا لم يقدم العرض بشكل رسمى لادارة الاهلى ؟! فى الثمانينات من القرن الماضى ومن أولى الحالات التى شهدتها الاندية المصرية كانت حالة فاروق جعفر لاعب الزمالك واسامة خليل لاعب الاسماعيلى وقتها حيث اختفى كلاهما واتضح بعد ذلك انهما احترفا فى امريكا التى كانت فى بداية معرفتها بكرة القدم وعاد مايسترو خط الوسط بعد عام بينما ظل اسامة خليل عدة اعوام هناك ثم عاد لمصر. ثم شهدت الملاعب المصرية بعد ذلك حالات اخرى كثيرة منها من نجح واثبت صحة قراره بالرحيل ومنها من فشل وعاد سريعا .. اشهر تلك الحالات التى هربت فى سن صغيرة احمد حسام ميدو الذى رحل الى بلجيكا للاحتراف فى نادى جنت ومنه الى اياكس الهولندى ثم اكمل مسيرته الاحترافية فى اوروبا وفى الفترة نفسها تقريبا كان هانى سعيد لاعب الاهلى الذى رحل الى ايطاليا للاختبار فى اودونيزى ولكنه احترف فى بارى ثم فيورينتينا ثم عاد الى مصر بعد رحلة طويلة ليلعب فى الاسماعيلى ثم المصرى ثم الزمالك وحاليا فى مصر للمقاصة. ابراهيم سعيد احد لاعبى الاهلى ايضا الذى هرب الى بلجيكا وانضم لجنت الا انه عاد سريعا بعد فترة قصيرة. وشيكابالا الذى ذهب الى اليونان للاحتراف فى نادى باوك ثم عاد بعد عامين تقريبا وحسين ياسر المحمدى الذى كان يحمل الجنسية القطرية بجانب الجنسية المصرية لعب فى صفوف الزمالك ثم الاهلى ثم هرب الى بلجيكا للاحتراف فى صفوف ليرس واحمد حسن كوكا الذى هرب فى سن صغيرة الى البرتغال عن طريق روى نجل مانويل جوزيه ليحترف فى صفوف ريو افى ومنه الى سبورتنج براجا وكذلك حازم امام الصغير الذى هرب الى السعودية ليلعب فى صفوف الفيصلى بعد فاصل من الايقافات من جانب الجهاز الفنى للزمالك بسبب كثرة مشاغباته ومشاكله مع الفريق. اما الحالة الاشهر بين اللاعبين المصريين فكانت حالة عصام الحضرى الذى اختفى فجأة ليظهر فى سويسرا وتحديدا مع نادى سيون الا ان فترة احترافه لم تستمر لفترة طويلة كما انه لم يكمل مسيرته فى ناد اكبر على المستوى الاوروبى وفى الوقت نفسه اتخذت ادارة القلعة الحمراء قرارا بعدم اللعب فى الاهلى مرة اخرى مدى الحياة لانه لم يحافظ على ما حققه من انجازات وتاريخ مع الفريق .. حسبما رأت ادارة النادى الاهلى وقتها. هذا على مستوى اللاعبين المصريين اما على مستوى اللاعبين الافارقة فالحالات كثيرة .. منها البوركينى محمد كوفى الذى تالق مع بتروجت ثم انتقل الى الزمالك الا انه هرب الى نادى الاتفاق السعودى بسبب ازمة مع مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك ولكن الاخير نجح فى الوصول الى اتفاق مع النادى السعودى لشراء عقد اللاعب. الكاميرونى اليكسس موندومو هرب الى السعودية بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية . جورج الحسن لاعب غانى احترف فى صفوف النادى الاهلى فى الثمانينات وكان من افضل مهاجمى القارة الافريقية هرب من النادى بعد اقل من عام دون معرفة الاسباب الحقيقية وراء هروبه. البرازيلى هندريك ايضا احد اللاعبين الذين هربوا من القلعة الحمراء بعد ان قضى موسما فاشلا مع الاهلى وكذلك الغانى جورج ارثر الذى قضى ثلاثة مواسم دون ان يقدم اى شىء يذكر مع الاهلى على الرغم من انه كان احد نجوم المنتخب الغاني. احدث الوجوه الهاربة من الدورى المصرى فى الفترة الاخيرة هو الغانى ايمانويل بناهينى الذى لعب للاسماعيلى مع انطلاق هذا الموسم الا انه اختفى من مصر بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية. اما على مستوى المدربين .. فيعد الالمانى راينر هولمان هو الاشهر على الاطلاق فبعد ان حقق مع الاهلى الفوز بالدورى الممتاز مرتين وكاس مصر مرة واحدة وكاس العرب مرة واحدة اذا به يغادر القاهرة فجأة فى عام 1998 بناء على تحذيرات من السفارة الالمانية له بمغادرة البلاد. وبنظرة سريعة على الحالات السابقة نجد ان هروب اللاعبين المصريين سببه الرغبة فى تحقيق الذات وخوض تجربة الاحترف وجميعها جاءت فى سن صغيرة وما دفعهم الى ذلك عدم موافقة انديتهم على العروض الرسمية التى يتلقاها النادى والمغالاة فى الطلبات المادية مما يدفع اللاعب للهرب .. ولذلك نطالب الاندية دائما بعدم المغالاة فى الطلبات المادية لفتح باب الاحتراف امام لاعبينا فى سن صغيرة حتى يستفيد النادى ماديا ،دون ان يصل الى اقصى استفادة، ويستفيد اللاعب فنيا مما يعود بالنفع على منتخبنا الوطنى وتصبح لدينا قاعدة عريضة من اللاعبين صغار السن المحترفين فى اوروبا. اما مع اللاعبين الافارقة فكلها بسبب خلافات مادية مع انديتهم التى تتعاقد معهم وهى ليست لديها القدرة على الوفاء بالتزاماتها المادية تجاههم .. وعلى الرغم من ان حالة كوليبالى مختلفة عن ما سبق .. فهو لم يهرب لخلافات مادية او فنية الا انها لن تكون الاخيرة.