المخللات سلاح ذو حدين.. كما تسميها د.فاطمة لبيب أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلى بجامعة حلوان حيث تحتوى المخللات على نوعين من الأملاح هما الأملاح الطبيعية الموجودة بالخضراوات وهى لا تؤذى الإنسان، والثانية الأملاح الصناعية المضافة، ولا شك أن الأملاح مفيدة بشكل عام للجسم. كما أن الخضراوات المستخدمة أيضا مليئة بالفيتامينات والمعادن وهى غالبا لا تتأثر بالتمليح، ولكن لابد أن تكون نسبتها معتدلة لأن نقصانها قد يؤدى إلى هبوط فى الدورة الدموية، أما زيادتها فقد تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم والتعرض لخطر الإصابة بالسكتات القلبية وغيرها من الأمراض نتيجة احتوائها على كمية كبيرة من الحامض والخل والملح مما يزيد من نسبة الصوديوم فى الدم إذا تم تناولها بكثرة. وتتمثل أضرار المخللات فى توفيرها لبيئة جيدة لنمو الفطريات وتكاثر البكتيريا إذا تم تخزينها بشكل غير صحى، مما يزيد من نسبة السموم فى الجسم وخاصة فى خلايا الكبد وعضلات القلب والجهاز العصبى والكليتين والعضلات بشكل عام وتجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، وتؤدى أيضا إلى التهابات الجهاز الهضمى والقولون، وتزيد من انتفاخات البطن، وكذلك زيادة نسبة الإصابة بالبواسير. وتشير إلى فئات يجب أن تبتعد عن تناول المخللات مثل مرضى القولون لاحتوائها على الألوان الصناعية مما يزيد من تهيجه، وقد تظهر أعراض مثل القىء والاسهال والغازات والصداع. مرضى السكر حيث يتسبب فى ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل فى الجسم مما يؤدى إلى انتفاخ وتورم الوجه. مرضى المعدة لأن الألوان الصناعية وأيضا المذاق الحار يسبب التهاب المعدة والإثنى عشر والحموضة وحرقان المعدة مما يزيد من حدة الالتهابات، ونحذر المريض الذى يعانى من التهاب سابق من قرحة بالمعدة. مرضى المسالك البولية لأن الأملاح تزيد من نسبة اليوريك أسيد والاوكزالات والفوسفات، والتى تؤثر على عملية التمثيل الغذائى، وتخرج هذه الأملاح عن طريق الكلى مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة إدرار البول، وتكوين حصوات فى المسالك البولية. مرضى السمنة المفرطة لأن الأملاح تؤدى إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم. الحوامل لأن نسبة الأملاح الكبيرة قد تضر بصحة الأم والجنين. وتنصح د.فاطمة بإعداد المخللات بالمنزل حتى نضمن جودتها من حيث غسل اليدين أو ارتداء «جوانتى» وغسل الخضر المنتقاة جيدا والخالية من البكتيريا التى تسبب التعفن فتحدث تغييرا فى صفات الخضار، والإناء المستخدم فى التخزين وكذلك الأدوات المستخدمة، ونضمن أيضا عدم وجود ألوان صناعية ومواد حافظة مع مراعاة جودة التخزين، وكلها عوامل قد لا تتوافر فى المخللات الجاهزة. وبشكل عام هناك معايير وضوابط فى تناولها سواء للأصحاء أو المرضى وهى التأكد من سلامة الخامات قبل التناول، وجودة المذاق وشكله الخارجى ورائحتها، وخلوها من الحشرات، مع الابتعاد عن المخللات المكشوفة لأن البائع قد يكون مصدرا للعدوى. وأخيرا تنصح بتناول كمية معتدلة على مائدة الافطار فى رمضان نتيجة فقد كمية كبيرة من الأملاح، مع الابتعاد عنها نهائيا فى السحور، سواء أصحاء أو مرضى، ويفضل تناول الخضراوات طازجة مع كوب زبادى لتجنب العطش.