أهم ملمح نستخلصه من أعمال مهرجان كان هذا العام هو غياب الحب فى الغرب .فيلسوف السينما الروسية المعاصرة اندرييه زفياجينتسيف يقدم لنا صورة قاتمة عن قسوة القلوب هناك حتى تجاه الأبناء الصغار. فيحكى عن زوجين على حافة الطلاق يكرها بعضهما بعنف. كل منهما غارق فى علاقة حب اخر ولا ينتبه ايا منهما لابنهما الصغير الذى يصاب أمامهما بنوبات من الهلع والبكاء نتيجة عراكهما. يقضى الفيلم اكثر من نصفه فى البحث عن الطفل الذى هرب وكأنه ينبهنا بأن انانية الكبار تجاه أطفالهم لا يستحقوا بسببها الا التعاسة. نفس الرؤية الكابوسية للعالم هى نفس سمات فيلم ( هابى اند) للمخرج النمساوى الكبير مايكل هانيكه. وهو يحكى هنا عن اسرة فرنسية شديدة الثراء متوارثة بيزنس كبير لمقاولات البناء. تمضى الاسرة ايامها فى منزل شديد الفخامة لكنها تعيش فى تعاسة حقيقية. الام منشغلة فى علاقة حب مع رجل بريطانى وابنها شاب مضطرب نفسيا لا يشعر بالحب من اى شخص. والاخ غارق فى علاقة خيانة لزوجته. وابنته الطفلة غريبة الاطوار تعترف لجدها القعيد بانها حاولت ان تقتل احدى زميلاتها بمعسكر صيفي، ويعترف لها الجد انه قتل زوجته التى كانت مريضة ليريحها من آلامها و يطلب منها ان تقتله ليستريح من الحياة. نفس التعاسة نجدها بالفيلم الامريكى موت الفهد المقدس للنجمان نيكول كيدمان و كولين فاريل. والاخير يلعب دور جراح ناجح مشهود له بالكفاءة ويعيش فى حياة رغدة مع ابنه الطفل وابنته المراهقة. حتى يظهر فى حياته مراهق غريب الاطوار و ما هى الا لحظات قليلة حتى نرى ابن الجراح يصاب بالشلل و يشرح له المراهق السبب وهو ان الجراح اجرى عملية قلب لوالد المراهق وكان ثملا وقتله. لكن لا احدا لم يعرف. و يقول له ان الحل ان يختار الجراح احد افراد اسرته ويقتله طواعية ليكون « الضحية» مكان والده الذى قتله الجراح بدلا من ان تصيب اللعنة كل الاسرة وتموت تباعا. رؤية رمزية لحياة امريكية رغدة ظاهرا وكابوسية باطنا.