لازالت الأعمال الأدبية الشهيرة تمثل مادة خصبة للشباب المسرحى وتدفعهم إلى التحدى فى تناولها بروح تناسب العصر، بل انها تعد كذلك نصوص حية تمس حياتنا اليوم. وفى سهرات رمضان بتياترو الإسكندرية نلتقى خلال هذا الأسبوع مع ليلتين مع المسرح السويدى والأدب الروسى تقدمها لنا فرقة عكس عكاس للفنون والمسرح حيث تعرض لنا الفرقة من إخراج طارق نادر «الأقوى» من تأليف أوجست ستريدنبرج (أداء: تقى مجدى - هانيا الكردى - محمد عصام) والعرض المسرحى "يرحمكم الله" عن قصة "وفاة موظف" للكاتب "أنطون تشيكوف (أداء: مازن الكردى - معتز وجدى - أحمد سامح - محمد غزاوي). قدم العرضين من قبل فى ديسمبر الماضى وكانا نتاج ورشة أداء وتمثيل لأعضاء الفرقة التى تأسست فى مارس 2011 وتسعى من خلال عروضها إلى تقديم ما هو مغاير ومختلف. وخلال كل عام تسعى «عكس عكاس» إلى ثقل موهبة أعضائها والعمل على تطوير أدواتهم الفنية. وخلال ورشة استديو 2016 تم أعداد هذين العرضين اللذان ينتميان إلى نوعية مسرح الغرفة ويتم عرضهما ببدروم تياترو الإسكندرية. برغم أن «الأقوى» هى مسرحية من فصل واحد كتبها المؤلف السويدى أوجست سترندبرج فى 1889 إلا أننا كثيرا ما نجد موضوعها يتماس مع مشكلات مجتمعنا الحالي. فهى عبارة عن مونولوج درامى يلخص مواجهة بين امرأة وصديقتها عشيقة زوجها. حيث تدور الأحداث فى مقهى تلتقى فيه الصديقتان لتبدأ الزوجة فى مونولوج طويل يكشف عن الحقائق بينما تظل الصديقة وعشيقة الزوج صامتة. وفى النهاية تقرر الزوجة الدفاع عن زوجها وحياتها وتقرر العودة إلى بيتها. كذلك نجد قصة الساخرة تشيكوف « موت موظف « التى كتبت فى 1883 تقترب ،فى مفارقتها، بأوضاع الكثيرين منا وبالعلاقة المهنية والنمطية بين الرؤساء والمرؤوسين فى المصالح الحكومية. ففى احد المناسبات عطس موظف بسيط وتسبب فى بلل احد المسئولين وظل طوال الليل مؤرقا ماذا قد ينتج عن فعلته وكيف له انه يقوم بالاعتذار بشكل لائق. وقد أعد صياغتها فى لهجة عامية ساخرة أحمد سامح، من خلال ديكور بسيط ومستغلا لفضاء بدروم التياترو يسعى طارق نادر إلى خلق جو من الحميمية بين الجمهور والممثلين. ففى عرض «الأقوى» يصبح الجمهور هم رواد المقهى الذى تلتقيان فيه السيدتان، وفى عرض « يرحمكم الله» يشارك الجمهور كجزء من حضور الحفل الذى يرتاده الموظفين بالمصلحة.