صحيح أن قصر القامة لا يعتبر مرضا خطيرا إلا أنه يترك آثارا سلبية على نفسية الطفل المصاب به. وتستمر هذه الآثار معه سنوات عمره, لما للطول من صفات جمالية، وما يؤمنه من زيادة فرص العمل والنجاح فى الحياة.. متى يجب أن تقلق الأم على طفلها وتذهب به إلى الطبيب للتأكد من أن نموه فى الحدود الطبيعية، ومتى يجب أن يتدخل الطبيب بوصف العلاج؟ أسئلة أجاب عنها المتخصصون فى المؤتمر الذى عقد أخيرا بسبب انتشار حالات قصر القامة وأطلقت فيه إحدى شركات الأدوية عقارا جديدا ينضم إلى العقاقير الآمنة لحالات قصر القامة. د. منى سالم أستاذ طب الأطفال والسكر والغدد الصماء بجامعة عين شمس، أوضحت أن مرض نقص هرمون النمو يحدث عند عدم قدرة الغدة النخامية على إنتاج ما يكفى للنمو. وتنتشر هذه المشكلة بين الأطفال، حيث يعانى حوالى 1 بين كل 7000 مولود. فالطفل الطبيعى عند الولادة يكون طوله حوالى 50 سم، وبعد العام الثانى يزيد حوالى 12 سم، وعندما يقترب نحو سن البلوغ تحدث طفرة ويكون النمو سريعا فى هذه المرحلة حتى سن 18 أو 19 سنة.. مشيرة إلى أهمية التشخيص المبكر وعلى الأم ملاحظة نمو طفلها ومقارنته بأقرانه حتى يأتى التدخل بالعلاج المبكر بثماره، وعند ملاحظة دلائل بسيطة على الطفل مثل طول بنطلونه الذى لا يتغير يجب أن تتوجه به الأم الى الطبيب الذى يطبق عليه منحنيات النمو، وإذا تبين بعد الفحوصات أنه يعانى من نقص النمو يصف العلاج على الفور. وتشير د.منى إلى أنه يجب عدم الخلط بين قصر القامة وفشل النمو أو تأخره، ومن الضرورى معرفة أن تأخر النمو حالة مرضية تستدعى العلاج، بينما قصر القامة يمكن أن يكون حالة طبيعية وليست طبية، وتضيف د.منى أن علاج مرض نقص هرمون النمو ممكن، وعادةً يتم شفاء الذين يتم تشخيص حالتهم فى وقت مبكر. أما الذين يعانون من عيب خلقى فى هرمون النمو عادة ما يتم علاجهم بهرمون النمو حتى يصلوا إلى سن البلوغ. ومع ذلك، قد يستمر بعضهم فى تناول العلاج مدى الحياة. وعن أسلوب العلاج قالت د. شيرين عبد الغفار أستاذ طب الأطفال والسكر والغدد الصماء بجامعة القاهرة: إن المرضى الذين يتم علاجهم بهرمون النمو يحتاجون إلى حقنة هرمون نمو بشرى يوميًا، ويتطلب العلاج التزامًا شديدًا من جانب المريض حتى يحصل الطفل على النتيجة المرجوة من العلاج الذى يقلل الدهون ويزيد كثافة العظام، والعلاج يكون عن طريق الحقن تحت الجلد طوال أيام الأسبوع ليلا قبل النوم ولابد من الالتزام بالجرعة لأن عدم الالتزام بها يؤثر على نتيجة العلاج وفاعلية الدواء. ولابد من توعية الأهل بتصحيح المعتقدات الخاطئة بأن علاج نقص النمو آمن تماما وأن التغذية السليمة من العوامل المساعدة فى العلاج ولكنها ليست الأساس لاكتمال النمو إذا حدث نقص به، وإنما لابد من التدخل العلاجى.