كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أخلاقًا، وأرفقهم حتى مع الخدم، فعن أنس قال: «خدمت النبي عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لمَ فعلت كذا وهلا فعلت كذا». وكان صلى الله عليه وآله وسلم، قرآنًا يسير في الناس، وكان القرآن روحًا ينتقل، وكان قلبًا ينبض، وكان لسانًا ينطق بالهداية والإرشاد. ووصف الله تعالى المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسراج الذي يُرى به الطريق ويبين الهدى والرشاد، فبيانه أقوى وأتم وأنفع من نور الشمس، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا*وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا» [الأحزاب: 45-46]. وامتزج الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن - روحًا وقلبًا وجسمًا - وامتزج القرآن به عقيدة وأخلاقًا وتشريعًا. والمتأمل في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يستطيع الإحاطة بأخلاقه، فصلوات ربي وسلامه عليه كان خلقه القرآن، فكما أن القرآن يتفتح لقارئه كل يوم عن معاني إنسانية جديدة، كذلك الذي يتدبر في حياة أفضل الخلق. دار الإفتاء