فى الرد على ضلالة استباحة الجماعات المتطرفة لحرمة الدم بكل أشكاله، يشير كتاب «ضلالات الإرهابيين وتفنيدها» إلى أنه يتضح من ممارسة هذه الجماعات للأعمال الإجرامية من القتل وغيره، تحريفهم للمَوَاطِن التى يتم فيها تطبيق النصوص القرآنية المرتبطة بأحكام القتال، واتخاذ ذلك وسيلة لاستحلال دم الأبرياء من المسلمين وغيرهم، كذلك يتضح مما تحمله كلمات هذه الجماعات، أنهم يكرهون الأمة الإسلامية عامة كرها شديدا، وذلك بمحاولاتهم الدائمة قلب الحقائق، بتغيير المواضع التى ذكر فيها الجهاد فى سبيل الله تعالي، وبما يصدر عنهم من أفعال يندى لها جبين الإنسانية، فهم يقومون بحرق البشر أحياء، وذبح آخرين أمام كاميرات التصوير ويفتخرون بذلك، ولم يرد عن أحد من الأنبياء عليهم السلام، أنه فعل ذلك أو أجازه، لا فى السلم ولا فى الحرب، حتى يتجرأ هؤلاء الأفاكون المجرمون ويفترون على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أمر بذلك أو فعله أو أشار به، افتراء عليه وعلى سنته صلى الله عليه وسلم، فالشرع الحنيف نهى عن القتل، إلا بالحق الذى يثبت عند ولى الأمر، وليس لآحاد الناس، أما استباحة دماء العباد بهذه الطريقة، إنما هو فتح لباب الهرج الذى حذر منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد عد النبى الكريم صلى الله عليه وسلم سفك الدماء بغير حق من السبع الموبقات التى تفسد الحياة وتهلك المجتمع، ومن الدواهى العظيمة أيضا استباحتهم دم غير المسلم وماله وعرضه، ونسبتهم ذلك زورا وبهتانا إلى السنة النبوية، متجاهلين تماما وعمدا قول الله سبحانه وتعالي «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» .