فى ضوء المواجهة الشاملة للفكر المتطرف، أعدت وزارة الأوقاف خطتها لمواجهة الإرهاب، فى 25 محورا رئيسيا، تتمثل فى تنظيم نحو 5600 ملتقى فكرى بالمساجد الكبرى خلال شهر رمضان، وإقامة ملتقى الفكر الإسلامى بساحة مسجد الإمام الحسين، والذى افتتحته الوزارة مساء، أمس الأول، ويستمر حتى 24 رمضان يومياً عقب صلاة التراويح بمشاركة العلماء والمفكرين والأئمة المتميزين على مستوى محافظات الجمهورية، مع التركيز على القيم السلوكية والوطنية، والتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة لإقامة ملتقى «القيم والأخلاق والمواطنة» كلقاء يومى مفتوح مع الشباب بمركز شباب الجزيرة طوال شهر رمضان تحت عنوان «مع الشباب» بعد صلاة العصر ولمدة 35 دقيقة. وتم اعتماد نحو 200 واعظة كدفعة أولى للعمل بمصليات النساء بالمساجد الكبرى وتكليفهن بالتركيز على القيم والأخلاق وكل ما يتعلق بتعميق الولاء والانتماء الوطني، لمنع نساء الجماعات الإرهابية وغيرهن من السيطرة على مصليات النساء. كما قررت الوزارة توزيع 100 ألف شنطة من السلع الغذائية بالمجان على الأسر الأكثر فقرا بمختلف المحافظات. وحول استعدادات الوزارة وملامح خطتها الدعوية، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الوزارة أعدت خطة دعوية شاملة وغير مسبوقة خلال الشهر الكريم سواء من حيث القوافل والندوات والدروس والملتقيات الفكرية أم من حيث تنظيم معارض الكتب، وتنظيم صلاة التراويح وصلاة التهجد والاعتكاف ومصليات العيد، كما يجرى حاليا الإعداد للملتقي، واختيار نخبة من كبار العلماء والدعاة, ومن المفكرين والمثقفين والكتاب، وذلك لمناقشة القضايا العصرية. وردا على الجدل الدائر حول قرار الوزارة بمنع استخدام مكبرات الصوت فى صلاة التراويح، أوضح الوزير أنه يوجد عدد من القرارات التنظيمية ومنها ما يتصل بقصر مكبرات الصوت على الأذان وخطبة الجمعة، مع الاكتفاء بالسماعات الداخلية خلال صلاة التراويح، وما تقتضيه الضرورة من السماعات الخارجية حال عدم اتساع المسجد للمصلين واضطرار بعضهم للصلاة خارجه، على أن يكون ذلك على قدر الضرورة ومن خلال التنسيق والاعتماد المسبق من الإدارات والمديريات والقطاع الدينى حتى لا يخرج الأمر عن مقاصده الشرعية، فرسالتنا هى تيسير العبادة لا حصول المشقة فيها، مع عدم السماح لأى جماعة أو فكر متشدد باختراق العمل الدعوى فى الشهر الفضيل. وأشار إلى أن خطة الوزارة خلال شهر رمضان تتضمن تنظيم ملتقى القيم والأخلاق بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة حيث يلتقى كبار الأئمة والمثقفين والعلماء مع شباب مصر بمركز شباب الجزيرة. من جانبه قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالأوقاف، إنه سيتم تنظيم دروس يومية والتواصل مع رواد المساجد للإجابة عن الفتاوى، وهناك توجيهات للأئمة بمنع غير المتخصصين من إلقاء الدروس الدينية أو الخطب، وستكون هناك دروس يومية بين ركعات التراويح، وهناك مساجد سوف تصلى التراويح بجزء من القرآن يوميا، وستكون هناك حملات تفتيش مستمرة على المساجد، للتأكد من تنفيذ الخطة الدعوية، ومواجهة غير المرخص لهم وغير المتخصصين. وأشار طايع إلى عقد ملتقى الفكر الإسلامى بساحة مسجد الحسين بالقاهرة، يوميا عقب صلاة العشاء والتراويح، ويتضمن لقاءات ثقافية وفكرية مع المثقفين والبرلمانيين والسياسيين والمختصين فى مختلف المجالات وذلك بعد توقفه لعدة أعوام تأكيدا لاستعادة مصر كامل أمنها واستقرارها. وأوضح أن هذا الملتقى كان له دور كبير فى توعية المسلمين، وكان يعد أهم مظاهر شهر رمضان المبارك، وقررت الوزارة إعادة عقد الملتقى هذا العام، وسيتم مناقشة العديد من القضايا التى تهم المسلمين، بمشاركة كبار العلماء والدعاة والمفكرين، وسيكون هناك تنظيم جيد وإعداد متميز للقضايا التى تعرض للنقاش. كما تنظم الوزارة لقاءات يومية مع الشباب بمركز شباب الجزيرة بالتعاون بين وزارتى الأوقاف والشباب، ويناقش مفاهيم المواطنة والقيم الأخلاقية لدى الشباب ومواجهة الفكر المتطرف ضوابط الاعتكاف وحول الضوابط التى وضعتها الوزارة لتنظيم الاعتكاف فى العشر الأواخر، أوضح طايع أنه لا مجال فى الاعتكاف لغير أئمة الوزارة والمصرح لهم بأداء الخطبة والدروس الدينية من خريجى الأزهر، ويكون ذلك فى المساجد التى تحددها الوزارة للاعتكاف فى كل منطقة من خلال الإدارات والمديريات، وتم وضع ضوابط للاعتكاف بأن يكون بالمسجد الجامع لا بالزوايا ولا بالمصليات، فالزوايا والمصليات تكون لأداء الصلوات الراتبة فقط، وأن يكون الاعتكاف تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف، أو واعظ من وعاظ الأزهر، أو خطيب مصرح له، وأن يكون المكان مناسباً من الناحية الصحية، ومن حيث التهوية وخدمة المعتكفين، وأن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافياً، وأن يقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين فى الاعتكاف، وفق سعة المكان، قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل، وأن تكون إدارة الأوقاف التابع لها المسجد، مسئولة مسئولية كاملة عن إدارة شئون الاعتكاف، وعن أى خلل يحدث فيه، وعليها متابعته متابعة تامة، وأن يتم اعتماد المسجد من قبل الوزارة.