لاحديث للشارع المصرى سوى عن «توحش الأسعار» فهو حديث الحرمان والألم، فقد تحولت الأسعار الى «غول« مخيف يصل الى حد لإرهاب الأسر الفقيرة والمعدمة، بعد أن تلاشت الطبقة المتوسطة وأنزلقت الى مستوى الفقيرة التى تكاد تدبر احتياجاتها اليومية «بالعافية»، وليت «غول» الاسعار يتوقف رحمة «بالغلابة» ولكن يبدو أنهم سوف يصبحون وقودا لانتهازية «وجشع التجار» فماذا نحن فاعلون لحماية هؤلاء، فشبكات الحماية الاجتماعية لم تعد كافية أمام جنون الاسعار والانفجار السكانى مع انصراف المشتغلين بالدين الى «تكفير الآخرين« سعيا وراء مغانم دنيوية وسياسية ، دون التحدث الى الناس فى شئون دنياهم وتدبير أمور حياتهم وفقا لظروف المجتمع وضروراته ، فى بلد فقير لا ينتج ما يأكله، فضلا عن توحش الرأسمالية الطفيلية دون الاكتراث بمعاناة الفقراء، صحيح أن الدولة تحاول جاهدة دعم هؤلاء لملء بطونهم الخاوية ، بتوفير السلع الضرورية بأسعار مخفضة ، ولكن «سعار» المتاجرين بقوت الشعب يلتهم جهود الحكومة، قبل أن يشعر الفقراء بإلاشباع، فقد توسعت الحكومة فى إقامة معارض « أهلا رمضان» كما اتفقت مع السلاسل التجارية الكبرى على عرض السلع بأسعار مخفضة ، ولكن كل ذلك يضيع سدى مع تكالب «الدلالات» وتجار السوق السوداء على سحب هذه السلع قبل وصولها للمستهدفين بها، وهنا أتساءل لماذا لاتؤمن الاجهزة المعنية « قوت الغلابة ؟، وأين شرطة التموين من ذلك؟ ولماذا تقف موقف المتفرج من سارقى طعام البسطاء ؛؛ ، فالأمن الغذائى لهؤلا وقاية للمجتمع من أمراض الجريمة والانحراف الاخلاقى والفساد المالي، فالجائع لا تطعمه تصريحات مسئول ولا تشبعه كلمات «شو إعلامي« فهو لن يسمع الا بعد أن «يأكل». لمزيد من مقالات مريد صبحى;