فى إطار تحقيقاتها المستمرة لكشف ملابسات هجوم مانشستر الإرهابي، أعلنت الشرطة البريطانية أمس القبض على مشتبه به عاشر على صلة بمنفذ الهجوم، مشيرة فى الوقت نفسه إلى استئناف تبادل المعلومات المخابراتية مع الوكالات الأمريكية المختصة، بعد وعود أمريكية بالتحقيق فى واقعة تسريب التحقيقات لوسائل الإعلام. فمن جانبها، ذكرت شرطة مانشستر الكبرى أنه تم إلقاء القبض على شخص فى ضاحية موس سايد، ليكون بذلك الشخص العاشر الذى تحتجزه السلطات، فيما له صلة بالهجوم الذى وقع ليل الاثنين الماضي.وأشارت فى تغريدة على «تويتر» إلى أنه يوجد حاليا ثمانية رجال قيد الاحتجاز بعد إطلاق سراح رجل وامرأة من دون توجيه اتهامات. وتعتقد الشرطة أن منفذ الهجوم سلمان العبيدى لم يكن وحده، بل كان جزءا من شبكة أوسع مكونة من عدة أشخاص كانت وراء الهجوم الذى أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة العشرات. وفى السياق نفسه، أكدت الشرطة أنه تم استئناف عملية تبادل المعلومات مع الوكالات الأمريكية المختصة بعد توقف مؤقت عقب تسريب مسئولين أمريكيين لتفاصيل التحقيقات لوسائل الإعلام الأمريكية. وقال مارك رولى رئيس دائرة مكافحة الإرهاب البريطانية «نريد التأكيد على أنه بعد حصولنا على ضمانات جديدة، نعمل الآن بشكل وثيق مع شركائنا الأساسيين فى العالم، بما فى ذلك الشركاء ضمن تحالف «خمس عيون» المخابراتي». ويضم هذا التحالف الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا. وكانت الداخلية البريطانية أعربت عن استيائها من هذه التسريبات، فيما أعلنت تيريزا ماى قبل لقائها الرئيس الأمريكى فى بروكسل أمس الأول، أنها ستطلب منه منع تكرار ذلك فى المستقبل. ومن جانبه، أكد ترامب فى بيان أن واشنطن تقيم عاليا «العلاقات الخاصة» مع المملكة المتحدة، وأضاف أنه أعطى وزارة العدل والجهات المعنية الأخرى تعليمات لتحديد مصادر التسريبات ومعاقبة المسئولين عنها. من جهة أخري، قام ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكى بزيارة إلى لندن أمس، للتعبير عن تضامن بلده مع البريطانيين. وفى غضون ذلك، كشف مصدر فى الحكومة البريطانية أن رئيسة الوزراء ماى ستدعو خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى شركات الإنترنت إلى بذل مزيد من الجهود للتصدى لنشر مواد متطرفة على الشبكة بعد اعتداء مانشستر. وقال المصدر إن ماى ستنتهز الاجتماع مع أبرز قادة العالم للتشديد على ضرورة مكافحة انتشار الفكر الإرهابى على الإنترنت، حيث إن المعركة تنتقل من ميدان القتال إلى الإنترنت. وتريد ماى من هذه الشركات تطوير أدوات تتولى تلقائيا رصد هذه المحتويات وازالتها وتحديد أصحابها وإبلاغ السلطات عنهم. من جانبه، وعد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ماى خلال لقاء على هامش القمة فى مدينة تاورمينا بصقلية، بأنه سيفعل ما بوسعه لمساعدتها على مكافحة الإرهاب. وقال ماكرون «نحن هنا للتعاون ولنفعل ما بوسعنا فعله من أجل تعزيز هذا التعاون على المستوى الأوروبي، ولنقوم بالمزيد على الصعيد الثنائى ضد الإرهاب».