فى خطوة تظهر مدى تصاعد الأزمة بين البلدين، قررت بريطانيا أمس وقف اطلاع الولاياتالمتحدة على أى معلومات مخابراتية متعلقة بهجوم مانشستر الإرهابي، وذلك عقب تسريب أجهزة المخابرات الأمريكية معلومات وصورا حساسة متعلقة بالتحقيقات إلى مصادر من بينها صحيفة «نيويورك تايمز»، وهو ما اعتبرته بريطانيا «تقويضا لمسار التحقيقات». وأشارت مصادر بالحكومة البريطانية إلى أن رئيسة الوزراء تريزا ماى ستنتهز فرصة لقائها مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على هامش قمة حلف شمال الأطلنطى (ناتو) فى بروكسل للتعبير عن غضب الجانب البريطانى إزاء أزمة التسريبات المخابراتية. وقال متحدث باسم شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية إن المحققين يعولون على عامل «الثقة» مع شركائهم الأمنيين حول العالم، وأضاف أن «الخسارة تكون أكبر عندما يتعلق الأمر بالكشف عن دليل محتمل فى خضم تحقيق رئيسى بشأن الإرهاب». وأظهرت صور نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس الأول جهاز الصاعق الذى قيل إن المهاجم سلمان عبيدى حمله فى يده اليسرى خلال تنفيذه الهجوم، وشظايا بينها مسامير وقطع معدنية وبقايا حقيبة ظهر زرقاء. ونقلت الصحيفة فى تقريرها تعليق الخبراء على هذه الأدلة والتى أكدوا أنها تبرهن على «سرعة عصف الانفجار وقوة «القنبلة»، حيث وضعت القطع المعدنية بعناية وبشكل منهجي»، وفقا لما جاء فى تقرير « نيويورك تايمز» . يأتى ذلك فيما بدأت المزيد من التفاصيل تتكشف حول منفذ هجوم مانشستر، سلمان عبيدي، حيث نقلت قناة «سكاى نيوز» أمس عن المخابرات الألمانية تأكيداتها أن عبيدى كان فى ألمانيا قبل أربعة أيام من الهجوم، وتحديدا فى مدينة « دوسلدورف» الواقعة على بعد 482 كيلو مترا من العاصمة برلين. ويتجه المحققون إلى ترجيح أن عبيدى لم يكن «ذئباً منفرداً»، بل كان جزءا من شبكة أوسع تضم أفراداً أكثر خطورة، بينهم صانع العبوة الناسفة التى استخدمها عبيدى فى التفجير الذى أودى بحياة 22 شخصا. وكشفت المعلومات المخابراتية عن أن شابا بريطانيا يدعى رافاييل هوستى ( 24 عاما) ويلقب ب « أبو القعقاع البريطاني» كان بمثابة « همزة الوصل» الذى ساهم فى تجنيد عبيدى لصالح تنظيم داعش الإرهابى وأنه اشتهر باسم « أبو القعقاع» فى عمليات تجنيد المقاتلين الأوروبيين عبر مواقع التواصل الإجتماعى وأنه المسئول الرئيسى عن عمليات التجنيد التى جرت فى مانشستر تحديدا وشمال غرب بريطانيا بشكل عام.