مر 15 مايو الذكرى التاسعة والستون للنكبة والوضع الفلسطينى من سيىء إلى أسوأ والوضع الدولى فى التعاطى مع قضية الحق لآخر احتلال مازال بين الشجب والاستنكار بل والتراخى أمام مذابح ممتدة على مدار 69 عاما من القتل والتشريد، وضرب قرارات الشرعية الدولية بالتخاذل وغض الطرف عن قرارات مجلس الأمن ومعاهدات جنيف وقرارات الجمعية العامة وما انتهت اليه منظمة اليونسكو. الوضع الفلسطينى الفلسطينى متجمد عند الإنقسام، وفرص العودة الى الشعب صاحب الحق الأصيل فى تقرير مصيره عبر صناديق الإنتخابات منعدمة، ووثيقة حماس الجديدة مازالت فى طور المناورة السياسية لم تنتج أثرا يشى بصدق النوايا فى الطرح، ودولة إسرائيل لم تفارق نهج الهيمنة واستخدام القوة المفرطة وفرض الحقائق على الأرض الى حد ان طالب نائب رئيس الكنيست بإبادة الشعب الفلسطينى عملا بوصايا التوراة !!. والراعى الأمريكى يناور حاملا وجهة نظر اليمين المتعنت ويروج لها وخلافا للتمويه بين إدارة ترامب وإسرائيل حول جنسية الحائط الغربى للمسجد الأقصى، بعد ان اعلن البيت الأبيض ان الحل الأمثل هو السلام وليس حل الدولتين، وتترقب الأرض المحتلة زيارة ترامب فى 22 الجارى يعرض فيها افكار ادارته لحل الصراع عبر مفاوضات مباشرة تشارك فيها هذه المرة دول عربية منها مصر والأردن. استمع ترامب الى وجهة نظر نيتانياهو وصدق بأن عباس يدعم الإرهاب بدفع رواتب لاهالى المعتقلين والشهداء وراح الرئيس الأمريكى ينجرف بعيدا عن الاحتلال والإستيطان الى الإرهاب ودعم العنف «حسب التسمية الأمريكية» وتحول الإعلام الفلسطينى الى كتائب تشرح وتوضح الفرق بين المقاومة المشروعة والإرهاب بل زاد البعض باستخراج معنى كلمة إرهاب فى المعاجم واللغات ومن هم خلف الأسوار ليسوا إرهابيين بل مقاوميون يدافعون عن وجودهم ومستقبل اوطانهم، وفجأة اصبحنا بعيدين كل البعد عن اصل القضية وجوهر ولب الصراع وهو إنهاء الاحتلال ووقف البناء فى اراضى الضفة الغربية ،والمقلق بالنسبة إلى الفلسطينيين هو أن قبولهم أياً من الخطط الأمريكية القادمة سيكون أمرا بالغ الصعوبة، ورفض هذه المبادرات يعني المخاطرة بالتعرض لعقوبات أمريكية مثل قطع العلاقات وقطع المساعدات والتهديد بخلق قيادة بديلة، وتتبنى الولاياتالمتحدة بشكل سافر مايردده نيتانياهو بعدم وجود طرف فلسطينى جاهز للتفاوض. ومن المرجح أن يسعى الرئيس عباس للحفاظ على الوضع القائم على رغم ما ينطوي عليه من استمرار الاستيطان، إذ إن ذلك يظل أقل خطراً من الدخول في عملية سياسية مليئة بالألغام والمخاطر. ولا يملك اى مفاوض فلسطينى مثلا ان يتنازل عن حق العودة، واليمين الإسرائيلى يرفض ذلك جملة وتفصيلا، فقبول المبادرة الأمريكية القادمة يعني العودة إلى المفاوضات، بمشاركة عربية هذه المرة، من دون وقف الاستيطان، أو قبول أقل من دولة، اوأقل من حدود عام 67 والقدس بوضعها الخلافى الحاد. في إطار المشروع الذي يطرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يراعى البعد الأمنى لإسرائيل بالدرجة الأولى ثم مصالح الولاياتالمتحدة وفى ظل هذه الحقيقة فسرت تقارير المراقبين الخلاف الدبلوماسي بين إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية حول اعتبار «الحائط الغربي» للمسجد الأقصى جزء من الأراضي الفلسطينية، على انه مناوره سياسية ووصفوها بالمسرحية الأمريكية الهدف منها اقناع باقى الأطراف مثل روسيا والاتحاد الاوروبى والأممالمتحدة ان الراعى الأمريكى يطرح حلولا عملية وغير منحاز، مع الوضع فى الإعتبار ان قرارات اليونسكو الأخيرة اعتبرت ان كل المسجد الأقصى بما فيه الحائط الغربي إرثا إسلاميا، ومطالبة فلسطينية بأن تكون القدس مدينة دولية بما يعني أن القدسالشرقية منطقة محتلة. يذكر أن إسرائيل علقت كل نشاط مهني مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) على الفور بعد تصويت إحدى لجانها على مشروعي قرارين حول القدس، يعتبر إحداهما، المسجد الأقصى والحائط الغربي أماكن مقدسة خاصة بالمسلمين دون غيرهم. ويدعو المشروع إلى إعادة المسجد الأقصى إلى الوضع التاريخي، الذى كان قائما قبل حرب 1967، الذي بموجبه كان للوقف الأردني الحق في إدارة جميع الجوانب في المواقع بما في ذلك الصيانة والترميم وتنظيم الدخول. حسبما أعلنت السلطة الفلسطينية ان الرئيس ابومازن وجه الدعوة للرئيس ترامب لزيارة مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح حيث كنيسة المهد والمناطق الفلسطينية، بينما اذاع راديو إسرائيل ان الزيارة تأتى فى الثانى والعشرين من مايو الجارى تلبية لدعوة وجهها نيتانياهو للرئيس الأمريكى وقرينته. حتى جاء اعلان البيت الابيض عن الزيارة عبر مستشار الأمن القومي، الجنرال هربرت ريموند مكماستر، إن الرئيس ترامب سيقوم وهو وقرينته ميلانيا بزيارة الحائط الغربي للمسجد الأقصى في مدينة القدس، دون مرافقة أي مسئولين إسرائيليين، ويبدو أن ترامب يرغب في تجنب أي دلالات سياسية تتعلق بالسيادة. حيث سيطرت إسرائيل على حائط البراق، عقب احتلالها لمدينة القدسالشرقية عام 1967 وتطلق عليه اسم «حائط المبكى». وخلال الموجز الصحفي في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، أضاف مكماستر أن الرئيس ترامب سيتوجه، بصحبة السيدة الأولى، لزيارة كنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس، وأداء صلاة قرب الحائط الغربي، وسيلتقي بعدها رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو وقرينته، تلبية لدعوة خاصة لتناول العشاء. وفي اليوم التالي سيلتقي ترامب مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، ليعرب له عن تطلع الإدارة الأمريكية للعب دور في تسهيل التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع، وليحث القادة الفلسطينيين على اتخاذ خطوات تساعد في التوصل إلى السلام. وقبل وصول ترامب دعا نائب رئيس الكنيست، بتسلئيل سموتريتش، الى إبادة الشعب الفلسطيني، كواحد من خيارات ثلاثة يطرحها لحسم القضية الفلسطينية، وفق منظوره، وهي الطرد الجماعي، أو البقاء ساكنين مقيمين، ما يعني منزوعي الحقوق المدنية والقومية، وفي حال رفضوا هذين الخيارين، «فإن الجيش الإسرائيلي يعرف ما عليه فعله». وكشفت عن ذلك صحيفة هاآرتس العبرية إن سموتريتش القى خطابا في لقاء مع عدد من الشخصيات الاجتماعية من التيار الديني الصهيوني، وهو التيار المهمين على المستوطنين في مستوطنات الضفة والقدسالمحتلة، وحينما سأله أحد الحاضرين، إذ كان يقصد قتل العائلات والنساء والأطفال، فرد جازما: «في الحرب لاشىء غير الحرب». واستند سموتريتش في عرضه، إلى ما ورد في التوراة، في سفر يهوشع، إذ أن يهوشع بن نون وضع الخيارات الثلاثة هذه أمام أهالي مدينة أريحا قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، وحينها تم ابادة الأهالي ليحتلها العبرانيون. كما يستند سموتريتش إلى الحاخام «رمبام» (موسى بن ميمون، من القرن 12 م) الذي قال في احدى فتاويه، «إذا لم يهرب من هم ليسوا يهودا، فيجب أن تفرض عليهم قيود، ليكونوا بؤساء مهانين في الحضيض، لا يرفعون رؤوسهم في إسرائيل، وفي حال اعترضوا، فلن نتركهم يتنفسون» وذكرت الصحيفة أن قلة قليلة من الحاضرين احتجت على أقوال سموتريتش، بينما الغالبية بقيت صامتة، دون معرفة موقفها الذى كان اقرب الى الموافقة.