فنان من زمن الفن الجميل، حافظ على مكانته فى قلوب جماهيره فى مصر والوطن العربى طوال سنوات تاريخه الفنى.. هو المطرب القدير هانى شاكر، الذى يوصف بكلمة مطرب بكل ما تحمله الكلمة من معان للرقى والأصالة والاحترام، فقد استطاع هانى شاكر أن يتربع على عرش الطرب لتمنحه جماهيره فى مصر وخارجها لقب أمير الغناء العربى لإصراره على الوجود بشكل محترم كما عاصر الكبار والعمالقة من المطربين، فتعلم منهم اختيار الكلمة الراقية والمعنى الهادف والرسالة ذات القيمة واللحن البديع، وهو ما يحرص عليه فى كل أغنياته، فصنع رصيدا من النجاح وحافظ عليه طيلة مشواره الفنى، ولا يزال مصرا على تطبيق المعادلة الصعبة فى النجاح والاستمرارية والصعود، حتى لو كلفه ذلك عناء الصراع مع كل ما هو هابط وغير صحيح، ولذلك فهو يقف حائط صد كنقيب للموسيقيين إنتخبوه بإجماع كبير لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وبالفعل استطاع تحقيق نجاحات ملحوظة فى فترة توليه وحتى الآن رغم كل ما يعانيه جراء هذا الإصلاح. ...................................................... على هامش احتفالية وطنية ضخمة بمدينة شرم الشيخ أحياها هانى شاكر كان هذا الحوار مع الفنان الكبير عقب تكريمه من اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، والذى دار فى أثناء قيامه ببروفات الحفل على المسرح بقاعة المؤتمرات بشرم الشيخ. فى البداية تحدث أمير الغناء العربى عن شعوره بالسعادة لمشاركته فى المناسبات الوطنية المختلفة، وحرصه على إحياء الحفلات الوطنية، وكان آخرها حفل ذكرى عيد تحرير سيناء مشيرا إلى أن الجمهور يطالب بغناء مجموعة مختارة من الأغنيات الوطنية بالإضافة إلى الأغانى الرومانسية، وغالبا ما يتوافق الجمهور على أغنية بعينها يطالب بها فى الحفلات الوطنية، ولذلك يكون لدى توقع فى الغالب لما يهتم به الجمهور لألبى رغباته. هل إقبال الجمهور على الأغانى القديمة أم الجديدة؟ القديم والحديث مطلوبان طالما أنهما يمثلان الرقى والإبداع، وهناك الكثير من المطربين يحرصون فى اختياراتهم على أن تحمل أملا وحافزا لجمهورهم وهو ما أحرص عليه فى اختياراتى أيضًا واعتبره واجبا على كل فنان. وعن حضوره مهرجان جرش هذا العام قال: بالفعل وافقت على المشاركة والحضور بعد أن قاطعت المهرجان فى العام الماضى بسبب تصريحات ذكرت أنه لا يوجد أى فنان مصرى يشارك فى المهرجان فىالعام الماضى، وكأنه تباهى بعدم وجود الفن والفنانين المصريين بالدورة السابقة، ولم أغضب كنقيب للموسيقيين ولكن غضبى كفنان، حيث استفزنى هذا التصريح الذى كان قد تم تحريفه ليظهر الفن المصرى والفنانين المصريين بشكل يسئ إليهم وهو ما أرفضه تماما، لأننى أغار على بلدى وفن بلدى، ولابد أن تكون المعاملة بالمثل لأن مصر تحتضن الجميع. وتوجه الفنان الكبير بنداء لأصحاب القنوات الخاصة بأن يراعوا الأصوات المصرية ويقفوا بجانبها، مشيرا إلى أن بلدا بحجم مصر ولغة بقيمة لغتنا تعد جزءاً من الهوية المصرية التى أثرت فى العالم كله، مؤكدا أن ما يحدث يعد نوعا من أنواع الحروب التى تتعرض لمحو الهوية المصرية، فهل يعقل أن تستضيف قناة فضائية مصرية خاصة في موسم كامل الفنانين العرب ولا تتذكر فنانا مصريا إلا بعد حلقات عديدة من البرنامج، وتساءل هل ما يحدث مقصود منه التخلى عن دور الفن المصرى ومساندته، وكيف يكون البرنامج مصريا والمذيع مصريا والقناة مصرية ورأس المال مصريا، بينما الضيوف ليسوا مصريين، وهل هناك قناة أخرى غير مصرية يمكن أن تفعل ذلك فى أى بلد فى العالم. واستنكر تعامل الدولة مع الفنون متسائلا: أين إنتاج اتحاد الإذاعة والتليفزيون - والتى أصبحت الهيئة الوطنية للإعلام - وأين إنتاج الدولة واهتمامها بالمسلسلات والفن والسينما التى كان يتم إنتاجها، فمن منا لا يتذكر روائع الأعمال الدرامية بابا عبده ورأفت الهجان وليالى الحلمية وأرابيسك والشهد والدموع وبوابة الحلوانى وغيرها من الأعمال التى لا تنسى. وأشار هانى شاكر إلى أنه يرى أن ما يقدم من فنون ليس فى مصلحة الدولة، فقد أصبحت الدراما للأسف ترسخ للشتائم والدعارة، وللأسف الأكبر تختص بذلك شهر رمضان الكريم، فأصبحنا نرى مسلسلات نحرج و«نتكسف» من أن يراها أولادنا. وعن الاحتفال بالمناسبات الوطنية على الشاشات المصرية قال: أرى أن هناك تقصيرا ما، ف «الكونسيبت» أى المفهوم الوطنى أصبح غير موجود على كثير من الشاشات، وأنا كفنان مصرى أشعر بكل الفخر حينما أشارك فى مناسبة وطنية. وحول الصراعات التى يواجهها كنقيب للموسيقيين قال هانى أجاب: لم ولن أبخل بوقتى وجهدى من أجل مهنتى وزملائى وهو مجهود إضافى أقوم به بالنقابة لأساعد إخوتى وزملائى ممن يحتاجوننى بجانبهم وأتمنى دائما أن أكون قادرا على مساعدتهم وإسعادهم. وقد أقحمت بالفعل فى صراعات بالنقابة موجودة منذ 15 عاما، ولا شك أننا نعيش فترة صعبة على الجميع، وإن كنت أثق فى أنه لا يصح إلا الصحيح والرد قادم بالقانون على كل التجاوزات. وماذا عن الإنتاج الغنائى وندرته قال نقيب الموسيقيين: القرصنة دمرت صناعة الإنتاج ولابد من انتهاء هذه المشكلة والتدخل القوى والحاسم من الدولة للقضاء على القرصنة، ونتمنى تطبيق قانون حماية الملكية الفكرية حتى تعود صناعة الغناء. وطالب الفنان القدير هانى شاكر بأن نشعر جميعا بقيمة الفن ودوره فى تشكيل وجدان الشعوب، وعلى الدولة أن تدعمه وتسانده لأنه صناعة حقيقة وليست ترفيهية ولكنه تشكيل وجدان وسيعود دور الفن الإيجابى على كل أفراد المجتمع، وهنا أطالب كل فنان بأن يقوم بدوره لخدمة وطنه. وما هو سر النجاح الدائم والحفاظ على القمة وهو ما يميز المطرب هانى شاكر؟ قال: احترام الفنان لنفسه أولا ولجمهوره وعائلته والاجتهاد والإخلاص .. كل هذه مفاتيح للحفاظ على حب وتقدير الجمهور