قصة حياة شجرة

ربما كانت شجرة شهية الثمار، أو ورافة الظلال، أو عطرة الأزهار.. ترتوى بمياه النيل ، فتلمع أوراقها، وتراقصها نسمات الهواء.. الآن هى فى إحدى ورش «السبتية»، ترقد مكومة ضمن سوق خشبية كثيرة ، مابين العريض والنحيف.. الغامق والفاتح. سيقت من ريف مصر، بعد تقطيعها وبيعها بالطن.
عمرو القماط - صاحب الورشة الشاب؛ يعمل نجار خشب شجر منذ 18 عاما، وارثا المهنة عن أبيه وجده، يساعده إخوته وأقاربه الاصغر سنا. تنتج ورشتهم «قرم» تقطيع اللحوم التى يستخدمها الجزارون، والتى يكثر الطلب عليها قبيل عيد الأضحى ، لكن كما يكشف علاء- ابن خالة عمرو- لم يعد الطلب كما فى السابق، فبينما كان الاستعداد يبدأ قبل العيد بشهر، الآن يبدأ بأيام.
«بيوت الكلاب» هى التى قفزت للمرتبة الأولى
فى عمل الورشة بعد أن زاد اهتمام المصريين باقتناء وتربية الكلاب. علاء - الحاصل على دبلوم صناعى قسم أثاث - قال انه يستطيع بخبرته التى تمتد لعشر سنوات تصنيع "البيت" فى ساعتين، مشيرا إلى أن ساعات عملهم الآن قلت كثيرا عن السابق بسبب تراجع الاقبال على الشراء لارتفاع الاسعار، وإن ظلت بيوت الكلاب متصدرة للطلبات منذ أربع سنوات.
بينما يقوم عمرو بعمله الشاق فى تصنيف سيقان الأشجار وقياس أطوالها، ثم نقلها لطاولة التقطيع والتهذيب بالمنشار الكهربائى ، يحدثنا قائلا:" أجود أنواع الشجر هى السرسوع والسنط، ثم يليها التوت والفيكس والجازورين واللبخ.
أمام الورشة كان علاء قد بدأ فى تركيب «طاولة» بسيطة تتكون من قرصى خشب يربطهما فرع شجرة ، مشيرا الى أن البعض يقبل على شراء تلك الطاولات لتزيين الحدائق والكافيهات .