عندما يجتمع اكثر من300 صحفي يمثلون أكبر وسائل الإعلام العالمية من صحف ووكالات أنباء ومحطات إذاعة ومواقع الكترونية, ويكون همهم الأكبر مناقشة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي علي وسائل الإعلام التقليدية, فلا شك أن هناك مخاوف تتنامي يوما بعد يوم تجاه هذه المواقع. ولكن هذه المخاوف تتحول الي اتهامات شرسة توجه لهذه المواقع من قبل الدول التي تخشي حرية التعبير. وترتفع الأصوات من قبل ممثلي هذه الدول لوضع قواعد لتنظيم الفوضي الموجودة علي هذه المواقع وهي دعوات تهدف في الأساس إلي تكميم الأفواه والسيطرة علي ما تبقي من حرية تبادل معلومات في دول يعز فيها قول الرأي الحر. وفي قمة الاعلام الثانية بموسكو التي انتهت أمس أدلي العديد من خبراء الاعلام برأيهم في هذا الموضوع, فبينما رأي بعضهم أنها أدوات لإثراء الديمقراطية رأي البعض الأخر أنها أدوات لتوجيه الرأي العام والسيطرة عليه. فكوريا الجنوبية تتوقع مزيد من الانتشار لهذه المواقع وأنها سوف تؤثر تدريجيا علي وسائل الاعلام التقليدية ولكن لا يمكن لإحداهما أن تحل محل الأخري لأن لكل منهما وظيفة مختلفة, فوسائل الاعلام التقليدية دورها اشمل ولذلك يجب علي الوسيلتين أن يبحثا عن سبيل للتكامل. أما الجانبان الروسي والصيني فحذرا بشدة من التأثير السييء لهذه المواقع وطالبا بوضع تشريعات لتنظيمها لأنها مصدر للشائعات وكانت السبب الأكبر وراء ثورات الربيع العربي رغم أن حكومات هذه الدول كانت تسيطر علي وسائل الإعلام التقليدية. ورغم اختلافي مع بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك وتويتر الذين يعمدون إلي التهجم والتجريح وترويج الإشاعات ضد من يخالفونهم في الرأي, إلا إنه بعد ما رأيته من محاولات لتوجيه أراء قادة الإعلام تجاه تقييد هذه المواقع اتفق مع القائلين بأن الفوضي الحالية خير معلم للجميع وأن هذه الوسائل ستنظم نفسها وتضع قواعدها بنفسها عندما نتعلم جميعا كيف نتقبل الرأي الأخر وكيف نختلف. وإذا كنا حصلنا علي حرية التعبير بعد أكثر من30 عاما من القمع فيمكننا أن نصبر أعواما قليلة أخري حتي نفرغ ما بداخلنا نتيجة الكبت ونبدأ في التحاور بهدوء. موسكو: المزيد من أعمدة غادة الشرقاوى