قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الدولة تدرس قوانين للحد من النمو السكاني في البلاد، معتبرا إياها "قضية كبيرة لا تقل أهمية عن تحدي الإرهاب". وأكد السيسي، عبر اتصال هاتفي لإحدى وسائل الإعلام المحلية ضرورة اتخاذ إجراءات فيما يخص موضوع تنظيم الأسرة، "جُهدنا في مكافحة النمو السكاني دون المستوى، والموضوع مش بالقانون بس، ولكن يجب على الإعلام أن يعمل معنا، ويجب أن نتحرك بشكل مكثف في موضوع تنظيم الأسرة". وأردف قائلا إن "النمو السكاني قضية كبيرة، ويعد تحديا لا يقل عن تحدي الإرهاب، فحالة الفقر تدفع الناس للتشدد والتطرف". هذه الفكرة فكرة تحديد النسل ومكافحة النمو السكاني السريع، ظلت تراودني منذ نعومة أظافري، وكنت قد تناولتها في موضوع بحثي حين كنت في المرحلة الثانوية، بعنوان: (من أجل تنظيم الأسرة) وقد نلت عنه جائزة تقديرية في ذلك الوقت من قبل وزارة التربية والتعليم.. وعاد بي الزمان لأتناول موضوع تحديد النسل وتنظيم الأسرة مرة ثانية، ولكن هذه المرة من زاوية ليست بحثية. الأمر لم يعد يحتمل بحث أو نقاش، فنحن ننمو سكانياً بشكل رهيب، ونزيد في كل دقيقة عشرات الأطفال، الأمر الذي سيؤدي إلى تدمير بنيتنا الاقتصادية تماماً.. فلا يُعقل أن تنجب أسرة أبناء وهم في أشد الحاجة، بلا وعي وبدون تخطيط، الأمر الذي ينعكس سلباً على رب الأسرة والأسرة بأكملها، فبدلاً من العيش الكريم تنقلب حياتهم إلى فقر مدقع، وكل ذلك بسبب الانفلات الفكري والموروث الشعبي الذي مازال الكثير منا يعيشون فيه، والكثير من الأمثال وأشهرها (العيّل بييجي برزقه) (العيال عزوة) التي مازالت تشكل حياة الكثيرين! لماذا لا نستفيد من التجربة الصينية مثلاً ونحاول تطبيق ما يناسبنا منها، فالقوانين الأسرية هناك صارمة ولا تقبل الهزار. وإذا كان الرئيس قال: "النمو السكاني قضية كبيرة، ويعد تحديا لا يقل عن تحدي الإرهاب)".. فلابد هنا من سن قوانين مخصوص للأسرة ويتم تفعيلها بشكل سريع.. فمثلاً يشرّع قانون للأسرة ينظم مسألة الإنجاب (بالعافية) كأن تمنح الدولة الطفل الأول والثاني بعض المزايا مثل مجانية التعليم والدعم والحق في الحصول على خدمات الدولة بدءا من الصحة وصولاً للمشروعات السكنية لمحدودي الدخل والتي تموًّل الدولة جزء من هذه المشروعات.. وتنتهي هذه المزايا وتحرم منها الأسرة إذا ما أنجبت طفلاً ثالثاً أو رابعاً! من قلبي: أعرف بشكل قريب أسر لا تجد قوت يومها وتصّر على الإنجاب، دون مبرر أو هدف واضح، لمجرد أن ينجبوا أبناء يفتخرون بتعدادهم بين الجميع، وعلى الجانب الآخر، أعرف أسر أيضاً تتقي الله في أبناءها، وتكتفي بمجرد طفل لتحاول أن تجعله إنساناً محترماً يفتخرون بتربيته وبتعليمه! من كل قلبي: أرجوكم وأستحلفكم بالله أن تعقلوها قبل ما تخلّفوا، فالمسألة ليست بكثرة الإنجاب، نحن نعيش أزمات اقتصادية كلنا يعلمها ولا نعلم متى ستنتهي، ومتطلبات الحياة اليومية زادت على الجميع بتفاوت احتياجاتهم.. فلابد أن نعقلها ثم نتوكل على الله، ونطالب البرلمان بمناقشة هذا القانون وغيره من القوانين المهمة التي تنظم المجتمع على وجه السرعة. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;