مع بدء العد التنازلى لحلول شهر رمضان المعظم رصدت «الأهرام» ارتفاع اسعار الياميش والمكسرات والتمر بشكل كبير ، فيما بدت صناعة الفوانيس تشهد كسادا فى حركة البيع بسبب انشغال الأسر فى الإعداد لامتحانات العام الدراسى والارتفاع النسبى للأسعار وبالتالى اتجاه الناس لتوجيه الأولوية لتوفير السلع الأساسية. يقول رجب العطار رئيس شعبة العطارة وعضو غرفة تجارة القاهرة : ان تجارة الياميش والمكسرات ارتبطت بهذا الشهر الكريم حيث يحرص الناس على شراء التمور الجافة للإفطار والسحور، كما لاتخلو كثير من الموائد من المكسرات ، وتشهد هذه التجارة رواجاً يصل الى ان جملة الواردات من المكسرات والياميش تقدر بنحو 100 مليون دولار فى شهر رمضان فقط فى الاعوام الماضية، لكن مع تراجع قيمة الجنيه وازمة الدولار الحادة التى تواجه الاقتصاد اضطرت الحكومة الى فرض رسم وارد على هذه المنتجات بلغ 30% هذا الموسم علاوة على 150% فروق العملة وارتفاع اسعار هذه المنتجات فى بلد المنشأ بنسبة 20% بسب ضآلة الانتاج فانخفضت الكميات المستوردة الى اقل من 15 مليون دولار هذا العام لتمثل ادنى معدل استيراد منذ اكثر من 20 عاماً مضت. ويضيف العطار ان اسعار المكسرات ارتفعت 3 أضعاف العام الماضى لتتعدى حاجز ال300 جنيها للكيلو خاصة البندق والفستق، مؤكداً ان الإقبال ضئيل للغاية على هذه المنتجات. وارتبطت موائد الإفطار والسحور الرمضانية أيضا بالتمور كما يقول نعيم ناشد معوض عضو شعبة الغلال بغرفة تجارة القاهرة حيث يؤكد ان اسعار البلح تتراوح هذا الموسم ما بين 10 و15 جنيها للكيلو للأصناف الجيدة مثل (الشبح )(والسكوتى) الذى يصل سعر كل منهما الى 15 جنيه للكيلو بل هناك( الشامية ) وهو منتج شعبى يصل سعره الى 7 جنيهات مؤكداً ان المعروض من التمور بلغ هذا العام100 ألف طن تم توريدها من أسوان والأقصر وكوم امبو مشيراًً الى ان الطلب على التمور يشهد اقبالا يزيد على العام الماضى بنسبة تصل الى 20% بسبب ارتفاع اسعار المكسرات والياميش لذا ارتفعت اسعار التمور هذا العام بنسبة 25% على العام الماضى بسبب ارتفاع اسعار النقل. ويضيف معوض ان المنتجات المعروضة ذات جودة عالية ويحرص المصدرون على تصديرها الى دول أوروبا لتنافس المنتجات الخليجية والعراقية بل ان وزارة التموين حرصت ايضاً على ان تتعاقد على طرح كميات كبيرة من هذه التمور فى المجمعات بأسعار مناسبة، مشيراًً الى ان موسم رمضان يكون فرصة سانحة لشباب الصعيد واصحاب المشروعات الصغيرة للاتجار فى هذه التمور قبل حلول شهر شعبان حتى النصف الثانى من رمضان وهى تجارة رائجة يدر هؤلاء من ورائها مصروفاتهم الدراسية. فى حين يقول عتريس عرفة اقدم كنفانى بمنطقة السيدة زينب عرفها المصريون منذ تصنيعها للخليفة الفاطمى عبد الملك ابن مروان ،واصبحت منذ ذلك الحين صناعة يدوية يحترفها الكثير فى المناطق الشعبية وتقوم على استخدام الافران اليدوية ثم عرفت الصناعة استخدام الماكينات الحديثة فى تصنيعها ولكن رغم ذلك تظل الصناعة اليدوية هى الأساس ويفضل منتجاتها أبناء المناطق الشعبية لجودتها العالية بل ان الصناع كانوا يصدرون كميات كبيرة منها الى السعودية ودول الخليج حتى انتشرت هذه الصناعة هناك على ايدى المصريين لكن السوريين خطفوها. ويضيف عرفه انه رغم ارتفاع اسعار الطاقة والدقيق واجور الصناع الا انه حرص على بيع الكنافة هذا الموسم ب15 جنيها للكيلو والقطايف ب16 جنيها وكانتا تباعان ب12 جنيها للعام الماضى فى محاولة لتحريك الركود فى الاسواق خاصة وان عملية تصنيع الكنافة مستمرة طوال العام لكنها تنشط فى رمضان بنسبة 100% حيث يتم الإقبال عليها اعتباراً منذ 15 شعبان حتى يوم 25 رمضان ثم ينشغل الصائمون بشراء كسوة العيد للابناء فيتجاهلون شراء الكنافة. فيما يقول خالد فاروق اقدم صانع للفوانيس بمنطقة تحت الربع بالدرب الأحمر ان هذه الصناعة ظهرت منذ قدوم الخليفة الفاطمى المعز لدين الله عام 973 ميلادية عندما دخل مصر واستقبله أهلها بالفوانيس لينيروا له الطريق حتى باب قصره ومنذ ذلك الحين تطورت هذه الصناعة اليدوية واحترفها المئات من الحرفيين وتطورت هذه الصناعة من الفانوس الصاج الذى يصنع من الصاج والزجاج والقصدير الى الفانوس البلاستيك.