◙ من المتوقع أن يشهد العالم مجاعة جديدة فى منطقة القرن الأفريقى تشبه ما حدث فى عام 2011 في حواره مع الأهرام، أكد «أدريان إدواردز» المتحدث باسم مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين تصدر اليمن لقائمة الدول الأكثر توقعًا لحدوث كوارث إنسانية في 2017، ويشاركها المأزق نفسه دول جنوب السودان ونيجيريا وغرب أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي وعلى رأسها الصومال نظرًا لتصاعد مخاطر النزوح والموت الجماعي بسبب الجوع كنتيجة لموجات الجفاف المتتالية، فضلًا عن استمرار العنف وعدم الاستقرارونقص التمويل بصورة حادة لدرجة توقع تكرار المجاعة التي شهدتها منطقة القرن الأفريقي عام 2011، والتي راح ضحيتها أكثر من 260 ألف شخص أكثر من نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة. في الوقت نفسه ارتفع عدد النازحين في العالم من 35 مليون نازح في 2006 إلى 65 مليون نازح في بداية 2016 وما زال الرقم مرشحا للزيادة مع عدم وجود حلول واضحة في الأفق
وإلى نص الحوار : ◄ كيف ترى المفوضية اليمن في ظل تدهور الأوضاع في العامين الماضيين؟ الوضع في اليمن في تدهور متسارع منذ بداية الأزمة في 2015، حيث تشهد البلاد أكبر أزمة إنسانية في ظل احتياج أكثر من ثلثي سكانه وقدرهم نحو 19 مليون شخص للمساعدة الإنسانية، يعاني منهم نحو 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ومن بينهم 1.9 مليون من النازحين داخليًا، وهو ما يضع اليمن على قمة الكوارث الإنسانية لعام 2017 بتجاوزها ما حدث في سوريا والعراق وأفغانستان. يعاني سكان ثلاثة أرباع الأماكن التي خصصتها المفوضية للنازحين داخل اليمن من النقص الحاد في الطعام، وهو ما يجعلهم مستعدين للنزوح لأماكن أخرى في داخل البلاد ليست بأفضل حظًا، أو في خارجها. وفي الوقت الذي كانت فيه اليمن محطة وصول عبر البحر للكثير من اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، بدأ هؤلاء اللاجئين رحلة رجوع عكسية إلى بلدهم. ◄ مع دخول الصراع في سوريا عامه السابع وخفوت موجات اللاجئين، ما هو وضع النازحين الآن؟ إجمالًا، أوجدت الأزمة في سوريا أكبر أزمة لاجئين في العالم سواء فيما يتعلق باللاجئين المسجلين أو غير المسجلين أيضا. وكما جاء في مؤتمر بروكسل حول دعم مستقبل سورية والمنطقة الذي انعقد في بداية إبريل الحالي هناك أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري مسجل يعيشون في مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا، فضلًا عن الأعداد التي اضطرت للقيام بالهرب عبر البحر والبر إلى دول القارة الأوروبية وغيرها، وغيرهم من ثلث السكان الذين نزحوا من أماكنهم في الداخل. في العامين الماضيين، شهدت سوريا انخفاض نسب الخارجين منها ليس لتحسن الأوضاع ولكن لاعتبارات عدة أهمها الصعوبات المتزايدة وندرة فرص الخروج في ظل العنف المتبادل داخليًا والحدود المغلقة. كما بدأ سوريو الداخل في النزوح من مكان لآخر تبعا لقوة المواجهات أو البحث عن أماكن آمنة مع ملاحظة صعوبة نقل المعونات داخل سوريا لمن بحاجة إليها. والموقف ما زال معرضًا للانفجار، حيث يحتاج أكثر من 13.5 مليون شخص للمساعدة والحماية والوصول الآمن لمياه الشرب والمساعدات الطبية اللازمة، فضلًا عن توفير المساعدات لمواجهة الشتاء القادم للملايين منهم. ◄ منذ عقود، تنتقل نار الأزمات من منطقة لأخرى في أفريقيا ، هل من أمل في انفراج أزمتها؟ يبدو الأمر معقدًا بشكل كبير في أفريقيا، حيث يوجد حوالي 20 مليون شخص في مناطق متأثرة بالجفاف، من بينهم 4.2 مليون لاجئ دون مصدر رزق. يشكل الأطفال غالبية اللاجئين، ويعانون الآن مع غيرهم تقليص المساعدات الغذائية التي يوفرها برنامج الأغذية العالمي نتيجة لنقص التمويل. من جهة أخرى، ومع تزايد حالات النزوح لعام 2017، تم تعديل تقديرات المفوضية، إذ من المتوقع أن يرتفع عدد النازحين من جنوب السودان من تقديرات أولية بنحو 60 ألف شخص إلى نحو 180 ألف، بينما يرتفع المتوقع في أوغندا من 300 ألف إلى 400 ألف شخص. في شمال نيجيريا، يعاني نحو سبعة ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي في بعض الولايات لتضرر مواسم الحصاد مرات متتالية. في الصومال، تسبب انعدام الأمن بارتفاع حالات النزوح الداخلي ومعدلات سوء التغذية. في جنوب شرق إثيوبيا، تتراوح معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال اللاجئين الصوماليين الواصلين حديثاً الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وخمسة أعوام، بين 50 و79%، وهي النسب التي إذا ما استمرت في الارتفاع فسوف تؤدي إلى خسائر في الأرواح. ◄ هل من أمل أو ما يدعو للتفاؤل لتجاوز عام 2017 بأقل قدر من الخسائر في الأرواح؟ الأمر بكامله اختبار لصبر وقدرة المجتمع الدولي على المشاركة في دعم المفوضية لتحقيق الحد المعقول لمساعدة اللاجئين وإتاحة فرص العمل والتعليم والسكن وغيرها من متطلبات لتفادي إلقاء العبء على كاهل الدول أو المجتمعات المستضيفة والعمل على القضاء على أي توجه عدائي ضد اللاجئين. إجمالًا، تسعى المفوضية بدعم المانحين لتحقيق أقل قدر من الخسائر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الموقف الذي يزداد سوءًا في إطار دورنا الذي ينحصر في الإبقاء على حياة المتضررين، ولكن في كل البلاد التي نشعر بالقلق حيالها اليوم ومن بينها اليمن ونيجيريا وغرب أفريقيا فالوضع حرج للغاية، وللأسف لا تتفق موارد التمويل مع الاحتياجات التي تتزايد مع استمرار وصول النازحين، حيث أعلن السكرتير العام للأمم المتحدة في نهاية مارس المنصرم عن الحاجة لنحو 4 بليون دولار ، وما زال العمل مستمرا لتلقي المعونات ولكن في إيقاع متباطئ.