أ ش أ - افتتح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية اليوم الأربعاء، أعمال مؤتمر أصدقاء اليمن الذي يعقد في العاصمة السعودية الرياض بحضور ممثلي 37 دولة، من بينها مصر التي يرأس وفدها وزير الخارجية محمد عمرو كامل ، في حين يرأس وفد اليمن إلى هذه الاجتماعات رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة. ويركز المشاركون في الاجتماع على ثلاثة محاور تتناول الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية وكذا الخطوات التى تم اتخاذها لتنفيذ المبادرة الخليجية لتحقيق الانتقال السلمى للسلطة باليمن وأهمية تنفيذ آلياتها وسبل دعم حكومة الوحدة الوطنية وتشجيع الحوار الوطنى بين مختلف التيارات السياسية في اليمن.
وقال الأمير سعود الفيصل: "إن بلاده تتعهد بتقديم 3 مليارات و250 مليون دولار لدعم الاقتصاد اليمنى"، مؤكدا حرص المملكة على دعم أمن واستقرار اليمن وسلامة ووحدة أراضيه، معربا عن أمله في أن يكون مؤتمر أصدقاء اليمن عند حسن ظن حكومة الوفاق الوطني في اليمن ولن يخيب آمال الأشقاء في اليمن.
من جانبه، أكد سالم باسندوة أن الحكومة اليمنية بدأت خطوات عملية في السير نحو مسيرة الإصلاح الشامل والاستجابة لتطلعات وآمال الشعب اليمنى، مشيرا إلى أهمية دعم الأشقاء والأصدقاء لاستكمال المسيرة واجتياز المرحلة الانتقالية بنجاح .
وقال باسندوة: "إن الشعب اليمني وحكومة الوفاق الوطني تعلق آمالا كبيرة على هذا المؤتمر في إنجاح كافة المهام المناط بها في المرحلة الانتقالية ومنها تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وتجاوز الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وكذا الإعداد لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمشاركة كافة الأطياف السياسية ووضع الأسس واللبنات لبناء اليمن الجديد".
وأضاف رئيس وزراء اليمن أن انعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن بمثابة تظاهرة دولية لدعم اليمن وتأكيد التزام المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب اليمن والحرص على ترسيخ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.
وأشار باسندوة إلى أن التحديات الماثلة أمام حكومة الوفاق الوطني، وما تمثله من ضرورة تستوجب الالتزام الصادق بثوابت المرحلة الوفاقية وتعهدات المجتمع الدولي بالمساعدة للانطلاق منها لترسيخ الأمن والاستقرار، وإزالة كافة التوترات وإنجاح المرحلة الانتقالية.
من جهة أخرى، قال مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين يعقوب الحلو: "إن الاحتياجات الأساسية في اليمن في تنامي مستمر، لاسيما مع استمرار تصاعد مستويات النزوح الداخلي والتدفق الكبير لأعداد اللاجئين من القرن الأفريقي لليمن".
وأعرب الحلو عن سوء الواقع الاقتصادي والإنساني في اليمن، المحاط بدول الخليج الغنية بالموارد النفطية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وأضاف "على الرغم من ذلك الواقع المؤسف، إلا أن اليمن هو البلد الوحيد في شبه الجزيرة العربية الموقع على اتفاقية 1951 وبروتوكول 1967، ومنذ العام 1991 يوفر اليمن ملجأ للصوماليين الذين أجبرتهم الحروب على الفرار من بلادهم، حيث يمنحهم اليمن حق اللجوء الجماعي منذ الوهلة الأولى للوصول إلى أراضيه".
وعبّر في بيان صادر عن المفوضية عن امتنان المفوضية للجمهورية اليمنية لكرمها الدائم نحو اللاجئين والدور الذي تبذله من أجل تخفيف معاناتهم، وفقا للوكالة.
وأكد التزام المفوضية والمنظمات الإنسانية بتقديم وتوفير المساعدات الإنسانية والحماية لما يقرب من 750 ألف شخصاً من النازحين داخلياً واللاجئين في البلاد.
وأوضح البيان أن 43 ألف لاجئ ومهاجر وصلوا إلى اليمن من القرن الأفريقي منذ بداية العام الجاري، مشيراً إلى أن هذا الرقم هو الأعلى مقارنة بذات الفترة من الأعوام السابقة، وقد أدى هذا التدفق الكبير إلى زيادة أعداد اللاجئين في اليمن حيث بلغ إجمالي اللاجئين المسجلين لدى المفوضية 220 ألف لاجئ.
وفضلاً عن ذلك تستمر أزمة النزوح الداخلي، ليرتفع عدد النازحين داخلياً إلى 470 ألف، منهم 95 ألفا نزحوا خلال العام الحالي جراء القتال الذي اندلع في جنوب اليمن وشمالها، وفقا للبيان.
ولفت الحلو الانتباه إلى أن معالجة قضايا النزوح الداخلي أحد العوامل الرئيسة لتحقيق الاستقرار في اليمن، وبمعالجتها يمكن إيجاد حلول دائمة للصراعات القائمة.