◙ الفلاحون : ارتفاع إيجار الأراضى الزراعية للضعف .. وزيادة البذور والكيماوى والمبيدات 3 أضعاف ◙ تجار الجملة : جميع الخضراوات متوافرة بأسعار مناسبة وعمولتنا من 2 إلى 5% فقط ◙ تاجر التجزئة يحصل على المنتجات بأسعار زهيدة ويبيعها بأثمان مرتفعة جداً ◙ الطماطم ارتفع سعرها لتوريدها من الإسماعيلية فقط .. وتصل للمستهلك بأضعاف ثمنها
السوق المصرية تشهد حالة من الفوضى فى ارتفاعات غير مبررة للأسعار بسبب جشع تجار ، والمواطن يشكو من هذه الارتفاعات المتتالية بدون أسباب حقيقية ، «تحقيقات الأهرام» توجهت إلى سوق الجملة أو سوق تجميع الخضر والفاكهة فى منطقة برقاش على حدود محافظة الجيزة لكى نشاهد حقيقة هذه الارتفاعات فهل السبب غياب الرقابة أم هناك مشاكل عند الفلاحين تجعلهم يرفعون الأسعار؟ الفلاحون الذين التقينا بهم اشتكوا من ارتفاع إيجارات الأراضى الزراعية إلى الضعف وارتفاع أسعار المبيدات الحشرية إلى 3 أضعاف، والبذور والتقاوى الزراعية إلى أكثر من الضعف، ولكن المشكلة كما قالوا هى أن تاجر التجزئة يأخذ الخضراوات بأسعار زهيدة ويبيعها بأسعار مرتفعة جداً، فالمشكلة تكمن فى صاحب «الكفة والميزان» وهو البائع الذى يجب تشديد الرقابة عليه حتى تهدأ الأسعار فى السوق. فى البداية يقول محمود زكى تاجر فاكهة بالجملة فى منطقة تجميع الخضراوات والفواكه بمنطقة نكلا وبرقاش إننى كنت تاجر فاكهة فى سوق روض الفرج وهذا من زمن وهذه المهنة ورثتها عن والدى وهى تجارة الفاكهة حيث تم نقل السوق الى منطقة العبور ووقتها رفض معظم التجار الكبار وأنا منهم الذهاب إلى هناك ولكن الدولة أصرت على ذلك وكان لها كل الحق والذى ترك محله فى روض الفرج تم تعويضه بمحل آخر فى سوق العبور ، ولكن رفضنا والذى تسلم هذه المحلات الصبيان الصغار الذين أصبحوا الآن تجارا كبارا وهم ملوك السوق ولهم كلمتهم ، ولكن الزمان لا يرجع للوراء ومن المستحيل أن أقول «ياريت كنت أخذت محلا بدلاً من المحل الذى تركته فى سوق روض الفرج» ولكن عملت بهذه المهنة فى هذا السوق وهو سوق برقاش. «تاجر وسيط» وهذا السوق يتم فيه تجميع الفاكهة لدى التجار وعليهم أن يبيعوا إلى التجار الصغار أو بائع »الكفة والميزان« فمثلا الفراولة فى سوق الجملة تباع بسعر 3جنيهات للكيلو والكنتالوب يتراوح سعره بين 5 إلي6 جنيهات فى سوق برقاش والتفاح المستورد جملة الأحمر يباع بسعر 11 جنيها للكيلو والأصفر يباع ب 12 جنيها للكيلو وهكذا الأسعار وإننى هنا تاجر وسيط بين المزارع والتاجر التجزئة ، فالمزارع يقوم بتوريد محصوله إلى المحل بالسعر المتفق عليه أو سعر السوق وأقوم ببيع هذا المحصول يومياً مقابل عمولة تتراوح مابين 2 إلى 5% حسب الإنفاق فإن المزارع يقوم بإنزال المحصول كله بعد أن نقوم بوزنه ويأخذ إيصالا منى بسعر البيع اليوم والكمية والمطلوب سداد المبلغ المتفق عليه نهاية اليوم أو غدا ، وبعد أن أقوم بالبيع كله آخذ العمولة المتفق عليها ويأخذ هو المبلغ الباقى ويقوم بتمزيق الإيصال الذى أعطيته له حرصاً منى عليه وعلى الأمانة التى وضعها عندى لأن الإنسان منا لا يملك عمره وإن الأعمار جميعا بيد الله. «موسم الطماطم محروق» ويقول الحاج محمود زكى بالنسبة للطماطم هذا العام وخاصة فى الأيام التى نمر بها الآن فإن موسم الطماطم محروق «أى أن الزرع قد مات» نتيجة وجود فيروس فى الطماطم قد أصابها جميعاً، وإن مصر الآن تستهلك الطماطم من منطقة واحدة هى الاسماعيلية ، لذا فإن الطماطم تباع من قلب المزرعة هناك بسعر 6 إلى 8 جنيهات للكيلو وعدية الطماطم «القفص» تزن من 20 إلى 22 كيلو بسعر 175 جنيها ولكن بائع التجزئة «الكفة والميزان» هو السبب الرئيسى فى ارتفاع الأسعار للمواطنين فإن اكتفى بمكسب بسيط فسوف يرحم المواطن ويكسب الكثير لأن البيع يكون كثيرا . «تكاليف الزراعة» وكان يتابع الحديث أحد المزارعين اسمه منسى صابر من منشية رضوان - يقول جميع تكاليف الزراعة ارتفعت دون أى مبرر حيث إن سعر البذرة للغيار على سبيل المثال كانت فى العام الماضى تباع ب جنيه واحد وهى تعطى شجرة ولكن هذا العام تباع البذرة ب 235 قرشا وشيكارة الكيماوى التى كانت تباع بسعر 80 جنيها تباع هذا العام ب 225 جنيها وزنة الشيكارة 50 كيلو ، مع ارتفاع أسعار الأدوية حيث أن عبوة الأدوية الرش التى تباع ب 100 جنيه ارتفع ثمنها إلى 600 جنيه والآن تباع ب 1200 جنيه وهذه العبوة تكفى لرش فدان واحد فقط ، مما جعل المزارع يقوم هو الآخر برفع سعر المحصول الذى يقوم بتوريده للتاجر. وأننى أقوم بالزراعة فى الجبل وأزرع بنظام الشتلات فإن البلاستيك كان العام الماضى طن البلاستيك يباع ب 15 ألف جنيه وهذا العام 37 ألف جنيه للطن مع ارتفاع سعر العمالة حيث يأخذ العامل 90 جنيها يومية من الصباح حتى بعد أذان الظهر، وإننى كفلاح وجميع أولادى مؤهلات عليا وخريجو جامعات وتقديرهم جيد جداً أستعين بهم فى الزراعة بدلاً من استئجار عمال من أجل توفير الكثير من الأموال على العمال فإن أولادى الآن أحق بها، ولكن يريدون العمل فى مجالاتهم المختلفة. وفى نفس السوق قمنا بجولة بين «الشنايش» المحلات المختلفة التى تقوم بتجميع المحاصيل الزراعية من الفلاحين وبيعها لتجار الجملة والتجزئة وأخذ نسبة من البيع تكون متفقا عليها بين الفلاح والتاجر وهى لا تتعدى نسبة صغيرة من ثمن البيع ، يقول أيمن صلاح تاجر جملة ببرقاش إنه يبيع خضرا فقط ، وأن الكوسة تباع الكيلو ب 250 قرشا ، والفاصوليا الخضراء الكيلو الذى يباع فى الأسواق 17 جنيها و16 جنيها فإن الجوال به 25 كيلو يباع الكيلو بسعر 5 جنيهات ، والباذنجان سعر الكيلو 3 جنيهات ، والفراولة 3.5 إلى 4 للكيلو والأسعار هذه الأيام غير مستقرة فى السوق ، وهذا بالنسبة للجو واختلاف الموسم مع وجود بعض الآفات التى تدمر المحاصيل الزراعية فإن السوق يستوعب جميع المحاصيل التى تأتى من الاسماعيلية وخاصة الطماطم حيث يتم جمع فدان الطماطم 500 عداية «قفص»، ولكن هذا الوقت من السنة أصبح الفدان يجمع 300 عداية قفص فقط. «عرض وطلب» وعندما تجولنا بين الأسواق كان لافتا للنظر تكاثر العديد من تجار التجزئة يلتفون حول محل صغير به العديد من أقفاص الطماطم وجميع الخضراوات المختلفة فإن تاجر التجزئة إذا أراد الشراء يقف إلى محل أسعاره أقل من غيره فى السوق كما قال التجار فوقفنا أمام التاجر مسعد شعبان تاجر خضر فى سوق برقاش العروة الموجودة أو المحصول الموجود حالياً على مستوى الجمهورية هى المحاصيل التى تأتى من الاسماعيلية وخاصة الطماطم حيث انتهى موسم الطماطم فى جميع المحافظات وخاصة صعيد مصر والموجود حاليا هو الاسماعيلية. ويقول عندى كيلو الخيار سعره يتراوح مابين 2 إلى 2.5 جنيه وقفص الكابوتشا بسعر 5 جنيهات به حوالى 18 واحدة للقفص وإن الخضار جميعاً عرض وطلب فإذا زاد الطلب وقل المعروض الأسعار ترتفع فيوجد لدى بصل صعيدى سعر الكيلو يتراوح مابين 3 الى 3.75 إلى 4 جنيهات . وبالنسبة للسوق فهناك العديد من التجار يقومون ببيع الفاكهة فإن كيلو البرتقال الصيفى بسعر 3 جنيهات والخوخ يتراوح سعره من 6 إلى 7 جنيهات والأناناس «الكنتالوب» سعره من 6 إلي7 جنيهات للكيلو . سوق التجزئة وقامت «الاهرام» ايضا بجولة فى بعض الاسواق الشعبية لكى نتابع تجار التجزئة فتوجهنا الى سوق امبابة ، سألنا التاجر منصور عبد الصمد »بائع فى سوق امبابة« عن الاسعار ؟ فقال سعر كيلو البطاطس الصالح للتحمير 6 جنيهات و 7 جنيهات والطماطم من 10 الى 12 جنيها والخيار من 5 الى 6 جنيهات. ومن هنا لاحظنا وجود فجوة كبيرة والسعر يحرق جيوب المواطنين حيث يكون مكسب كيلو البطاطس من 3 الى 4 جنيهات فى الكيلو الواحد وهكذا الطماطم 6 جنيهات فى الكيلو الواحد والخيار المكسب فى الكيلو من 3الى 4 جنيهات ولذا فبائع الكفة والميزان هو صاحب المكسب الاساسى ولابد من أن تضع الدولة الضوابط الصارمة ، وانتقلنا الى سوق القطاعى بالسيدة زينب وتقابلنا مع البائع عبد العليم شعبان الذى قال ان الاسعار والنقل للخضر والفاكهة من سوق العبور الى هنا مرتفعة مما يضيف تكلفة النقل على السلعة . وفى الاسواق المختلفة اشتكى معظم المواطنين من الصعود الجنونى فى اسعار الخضر والفاكهة ولذا فالمطلب الاساسى لمعظم فئات الشعب المصرى هو القضاء على غول الاسعار الذى توحش بصورة مفزعة فى الفترة الاخيرة وأصبحت ميزانية الأسرة لا تحقق حتى حد الكفاية من الضروريات الحياتية. وسألنا عددا من المواطنين من مرتادى سوق امبابة فأكدوا ارتفاع الاسعار بصورة ملحوظة وقد كنا نعتاد على هذه الزيادة فى المواسم والاعياد الا انها فى هذه المرة زادت بصورة متوحشة . يقول محمد عبد النبى موظف وعنده خمسة أولاد ومعه والدته , اصبحت الاحتياجات اليومية من السلع والخضراوات هما كبيرا يشغل المواطن ليل نهار . وتقول حسناء محمود السيد موظفة ان ارتفاع اسعار كل الخضراوات مستفز جدا والباعة يقولون ان السبب الرئيسى فى ارتفاع الاسعار بهذا الشكل بسبب تزايد الاقبال عليها وقلة المعروض منها بالاضافة الى جشع التجار الكبار (الحيتان) الذين يتحكمون فى الاسعار لصالحهم فى ظل عدم سيطرة الاجهزة الرقابية وغياب القوانين التى تحمى المستهلك. وزارة التموين والمزارعين ويقول الدكتور رشاد عبده خبير ورئيس المنتدى المصرى الاقتصادى والاستراتيجي: أصبح تاجر التجزئة أو الوسيط هو الذى يأخذ أكبر هامش ربح له فالمهم لديه هو الحصول على مكسب عال جدا بدون اى مجهود منه ، لذا فان وزارة التموين لابد من تفعيل دورها الان من خلال مشروع تتعاقد فيه مع الفلاحين بشكل مباشر من الحقول والمزارع وتستطيع ان تأخذ المحصول بأكمله وخاصة ان الفلاحين يقومون بتجميع المحصول فى اقفاص ووزنه حتى يتم تسويقه ومن هنا تأخذ المجمعات الاستهلاكية هذا المحصول سواء كان خضرا أو فاكهة بشكل مباشر بواسطة السيارات الكبيرة وبيعه فى الاسواق بأسعار مناسبة ومخفضة للمواطنين فمن هنا نقضى على جشع التجار تماما ولن يوجد تاجر وسيط واذا كان هناك تاجر وسيط فعليه ان يلتزم بالاسعار التى يبيع بها للمواطنين ، فالطماطم عند الفلاح فى الريف تباع ب 6جنيهات وفى السوق ب15 جنيها وكذلك البطاطس من على رأس الغيط ب 2 جنيه وتباع بالاسواق ب 7 جنيهات، اما الخيار فسعره فى ارضه من 1.5 الى 2 جنيه وفى السوق من 6 الى 7 جنيهات للكيلو، اما اذا قامت وزارة التموين بالدفع بسيارات لخدمة المواطنين لأجهزت تماما على التاجر الوسيط وهذه تعتبر الخطوة الاولي، اما الخطوة الثانية فهى اتحاد الغرف التجارية فلابد ان يتخذ القرارات التى تصب فى صالح المواطن ولا يقف هذا الموقف البعيد كل البعد عن المواطن ومعاناته ، وعلى الشركة القابضة توفير جميع السلع الغذائية للمواطنين عن طريق الشركات التى تمتلكها.