هويدا أرملة فى الرابعة والخمسين من العمر، كان زوجها يعمل أرزقيا، وأنجبا ثلاثة أبناء (ولدين وبنتا)، وقد بذل أقصى جهده لتحسين ظروف معيشتهم، ثم رحل فجأة عن الحياة تاركا لها المهمة الصعبة فى تربية الأولاد، إذ لم يكن له معاش تستند إليه بعد رحيله فى تدبير متطلبات المعيشة، فلجأت إلى وزارة التضامن الاجتماعى، وحصلت على معاش قيمته ثلاثمائة وستون جنيها، وخصصت لها الجمعية التابعة للمسجد المجاور لها مبلغ خمسين جنيها كإعانة شهرية، وعكفت على تربية أبنائها وتعليمهم، إلى أن تزوج الولدان، وأصبح لكل منهما أسرته، وانشغلا فى شئونهما الخاصة، أما ابنتها فقد حصلت على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، والتحقت بالعمل فى إحدى الصيدليات، وتعيش فى كنف والدتها، وأخيرا تعرضت هويدا لبعض الآلام فى الصدر والعين، فذهبت إلى الطبيب، وخضعت للفحوص الطبية، كما أجريت لها قسطرة علاجية، وتبين إصابتها بانسداد فى شرايين القلب، وأوصى بأنها تحتاج إلى عملية قلب مفتوح، وعندما زارت طبيب العيون، أفاد بأنها تعانى نزيفا وتليفا بشبكية العين اليسرى، وقرر إجراء جراحة عاجلة لاستئصاله، وتكلفتها ستة عشر ألف جنيه، وحالتها حرجة جدا، ولأنها تقضى حياتها يوما بيوم فهى لا تملك هذا المبلغ، فمجموع المعاش الذى تتقاضاه، وأجر ابنتها من الصيدلية يكفى بالكاد متطلباتهما اليومية، كما أنها تعانى السكر والضغط، وتتناول أدوية بصفة مستمرة، وفاتورة علاجها باهظة، وكل ما تطلبه هو مساعدتها فى نفقات العلاج، وإجراء الجراحتين لها. إيناس الجندى