من يستطيع أن يجمع شتاتنا, ويوحد فرقتنا, ويوقف هذا الكره, ويزرع الحب ليصنع الأمل, ويوحد الوطن؟ وهل يدرك الرئيس الفائز في الانتخابات أن عدد أصوات من لم يختاروه مع عدد من أبطلوا أصواتهم أكثر عددا ممن اختاروه؟ فلو وعي ذلك جيدا وفهمه ولم تغره شهوة الانتصار, سيكون قادرا علي أن يضع قدمه علي الطريق الصحيح, ويبدأ الخطوات الأولي في طريق زرع الحب, نعم الواجب عليه تماما وعلينا جميعا الآن وبعد أن انتهي العرس الديمقراطي أن نمد أيدينا لبعضنا بعضا من أجل وطن ثبت لنا جميعا أن الآراء فيه مختلفة ومتفاوتة, وأن الوطن للجميع أغلبية ومعارضة, وأننا لا نستطيع أن نقصي أحدا فيه مهما اختلفنا معه في الرأي, وأن نبدأ حديث الحب والمصالحة والاتفاق بدلا من أحاديث الكره والانقسام والشقاق, لأنه لو استمرت بنا هذه الحال فلن تقوم لنا قائمة, وسندخل في دوامة لن تنتهي من الفتن والنزاع والشتات, ولن ينفع الندم بعدها. فهل ننتبه الآن أم ننتظر لبعد فوات الأوان ونحن ندور في فلك لعبة توازن القوي, وتصارع السلطات؟ للأسف من جعل حياته كرها فقط لن يجد فيها مكانا للحب, ومن افتقد الحب افتقد السعادة, وراحة البال, وانشغل بالناس بدلا من نفسه, فاللهم كما جاء في جميع الكتب السماوية اهد قلوبنا للحب, والسلام, والوئام. د. هاني أبو الفتوح