على العالم العربى الآن أن يقبل الأمر الواقع ما بين القوة الأمريكية التى أعطت نفسها كل الحق فى ضرب عاصمة عربية بالصواريخ وما بين قوات روسية وإيرانية تحارب فى سوريا..مع ضربة الصواريخ على يد رئيس امريكى جديد ندخل فى مسلسل لن يختلف كثيرا عن أحداث سبقت لأن هذه الضربات وجهت من قبل إلى العراق فى عهد بوش ووجهت إلى ليبيا فى عهد اوباما وها هى تتكرر بنفس الأسلوب ونفس الأسلحة فى عهد ترامب..إن الحقيقة الوحيدة فى هذه الأحداث أن العالم العربى يعيش خارج قراراته وان كل شئ يخص هذه المنطقة من العالم أصبح بعيدا عن شعوبها وحكامها..حين فرط العالم العربى فى حقه فى إدارة شئون أوطانه أعطى الفرصة للتدخل فى شئونه فى كل صغيرة وكبيرة لا فرق هنا بين احتلال أمريكا للعراق وتصفية الجيش العراقى وما بين ما يحدث فى سوريا..كان الجيش الروسى على بعد خطوات من الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات ولم تقترب شظية واحدة من جندى روسى لأن البنتاجون اخبر الروس ببدء العملية العسكرية وطلب الابتعاد وهو بالتأكيد حدد الأماكن التى ستتعرض للصواريخ أليس فى ذلك تواطؤ كامل وهل يعقل أن تكون الضربات بهذه الدقة وتفرق بين الأحياء والقتلى فى عملية واحدة..الم يكن من الممكن أن تطلق القوات الروسية أسلحتها المضادة للصواريخ لحماية المطار ومنع الكارثة..إن الأزمة الحقيقية ليست فى قوى الاحتلال أو العدوان ولكنها فى العالم العربى الذى فقد القدرة تماما وهو يواجه هذا المصير المؤلم..لقد فشلت مفاوضات جنيف حول قضية السلام فى سوريا ولابد لها أن تفشل حتى تتم مواجهات أخرى بين تلك القوى التى ترسم مستقبلا جديدا للمنطقة وكل طرف له أطماعه وحساباته وكان الشعب السورى هو الضحية ما بين ملايين المهاجرين والقتلى..إن الحقيقة الوحيدة فى كل ما يجرى الآن أن أربع دول عربية قد انهارت تماما وان هناك دولا أخرى تنتظر دورها ما بين روسياوأمريكا وتركيا وإيران..لقد حاول الرئيس ترامب أن يؤكد أن أمريكا لم ولن تخرج من حشود السباق حول الغنائم فى العالم العربى. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة;