من باب الأمانة الصحفية نحن ننشر اليوم هذه الرسالة أو صيحة التحذير.. التي يطلقها أحد خبراء السياحة والعلاقات العامة الدولية بالنمسا للمسئولين عن السياحة المصرية خوفا علي مستقبل هذه السياحة. فقد اختص الرجل صفحات سياحة وسفر.. بهذه الرسالة من خلال صديقه الدكتور حازم عطية الله نائب رئيس جامعة حلوان وعميد كلية السياحة السابق ومستشار مصر السياحي والثقافي السابق في النمسا.. فله كل الشكر علي ثقته في الأهرام وتحديدا صفحات سياحة وسفر.. ودورها. وللحقيقة أنني فوجئت بموضوع هذه الرسالة وخاصة ما يتعلق منها بحملات التسويق والتنشيط والترويج المصرية لأنني طالما تحدثت في هذه القضية مؤكدا أن الأفكار تتغير والعالم يتغير والعلم يتقدم.. وعلينا أن نتغير وألا نظل أسري لأفكار تقليدية. ودائما اقول لقد تغيرت أفكار الترويج والتسويق بمرور الزمن وتطور المجتمعات.. ففي الماضي كان هناك المجتمع الزراعي الذي كان الناس يعتمدون فيه علي تبادل السلع, ثم المجتمع الصناعي وكان فيه الناس علي استعداد للدفع مقابل الخدمات أو المنتجات ثم مجتمع المعلومات الذي يعتمد علي التكنولوجيا والانترنت, وأخيرا نحن نعيش ما يسمي عصر أو مجتمع الاحلام الذي بدأت فيه عمليات التغيير في أفكار الترويج والتسويق ليكون الدفع مقابل التجربة الفريدة, فهو مجتمع عاطفي يتطلب في عالم السفر خلق المتعة والتجارب الفريدة, ولابد أن يظهر ذلك في الحملات الدولية حتي تظل هذه أسيرة للافكار التقليدية. علي العموم سأنتقل إلي هذه الرسالة وما فيها من أفكار ورؤية لعلنا نستفيد.. لكن سأبدا بهذه السطور التي وصلتني من الصديق الدكتور حازم عطية الله.. ويقول فيها: الأخ الأستاذ/......... تحية طيبة.. وبعد لقد وصلتني من مواطن نمساوي من عشاق مصر والذي زار مصر أكثر من ثلاثين مرة خلال العشرة الأعوام الماضية رسالة بالبريد الالكتروني( مرفق).. يشيد فيها من ناحية بما حبا مصر بها الله من أنماط سياحية متفردة.. ومن ناحية أخري فهو يتألم من مظاهر السلبية والتي استشرت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة في قطاع السياحة المصري, حيث لمس ذلك وصفة خاصة خلال زيارته الأخيرة لمصر خاصة كونه يعمل في مجال العلاقات العامة من خلال الشركة النمساوية التي يترأسها والتي تعمل كجهة استشارية في مجال السياحة لدول عديدة. ومرفق لسيادتكم صورة لهذه الرسالة, حيث طلب مني عرضها علي جهة إعلامية متخصصة مهتمة بطرح مثل هذه الموضوعات علي المسئولين والرأي العام. وإنني لم أجد أفضل منكم ومن خبرتكم الشخصية المتميزة وذلك من خلال جريدة الأهرام وصفحات سياحة وسفر المهتمة أيضا اهتماما خاصا بصناعة السياحة والحريصة علي النهوض بالصناعة السياحة في مصر, حيث تقدمون النصح والمشورة للمسئولين لحل مثل تلك المشكلات.. وتفضلوا سيادتكم بقول وافر الاحترام والتقدير ا.د/حازم عطية الله نائب رئيس جامعة حلوان وعميد كلية السياحة والفنادق السابق والآن إلي تفاصيل رسالة الخبير النمساوي دون تدخل مني.. حيث يقول في البداية هذه رسالة مفتوحة موجهة لمن هم أو لمن يعتبرون أنفسهم مسئولين عن السياحة المصرية الأجازة في مصر.. أنت لا تعرف ابدا ماذا سوف تحصل عليه؟! إنني من هواة الغطس وأعشق مصر.. فقد سافرت منذ عام3002 أكثر من ثلاثين مرة إلي مصر لمزاولة رياضتي المحببة بمعدل ثلاثه أو أربع مرات كل عام. وقد عشقت عائلتي نفس الرياضة.. فأصبح أبنائي أيضا من عشاق هذه الرياضة والتي تجمعنا جميعا في زيارتنا إلي مصر. وقد أدي حبي لمصر إلي أن ابدأ في تعلم اللغة العربية كي يسهل علي التفاهم خلال وجودي بمصر. في حالة وجود الأزمات وبصفة خاصة الآن في مصر.. فهي محظوظة لوجود البحر الأحمر كي يتمكن السائحون من زيارتها دون التأثر بما يدور في القاهرة أو خارجها علما بأن الغطاسين لديهم الاستعداد للمغامرة. لهذا السبب كان السائحون في الماضي يزورون مصر بالرغم من الاعتداءات والتفجيرات واعتداءات سمك القرش والتي ازدادت مؤخرا وتلوث بعض الشواطيء بالزيوت ومشاكل المطارات خارج القاهرة ومضايقات الشرطة وبعض الموظفين وجهات أخري.. ناهيك عن المعاملة السيئة من قبل منظمي الرحلات بجانب الفساد وما إلي ذلك. أنا وعائلتي زرنا مصر في عام1102 خلال الثورة وكذا خلال عام2102 لقد زرنا مصر في وقت تخوف فيه أصدقاؤنا من القدوم إلي مصر وذلك بسبب الإعلام وما يكتب في الصحف. أما نحن فلدينا أصدقاؤنا في مصر وهم سوف يخبروننا عن حقيقة الأمر في حينه. لم نشعر بأي خطر خلال وجودنا بمصر خاصة في مناطق البحر الأحمر حتي خلال الثورة بالرغم من سماعنا عن بعض الحوادث الإجرامية.. ولكن السائحين بمن فيهم نحن لم يحدث لنا أي شيء. ولكن هل نتفهم نحن محبي مصر وآخرين لماذا تلك الانتقادات الكثيرة خلال وجود السائحين في مصر.. نعم نحن نعلم هذا ولماذا؟ أهم وأكبر مشكلة تواجه السائح في مصر أنك لا تعرف ابدا ماذا سوف تحصل عليه, وكما ذكر في إحدي أفلام هوليوود للممثل توم هانكس عندما قال: الحياة مثل علبة شيكولاتة أنت لا تعرف ماذا سوف تحصل عليه منها..( أي من الخارج شيء.. وفي الداخل تجد المفاجآت). هكذا تكون الزيارة إلي مصر مثل علبة الشيكولاتة.. فأنت في الواقع لا تعرف ما سوف تحصل عليه من خدمة مقابل ما تدفعه من مبالغ كبيرة لرحلتك. عند قدومك إلي مصر سوف تكتشف ذلك.. فهناك مفاجآت سلبية أيضا ومع الأسف لقد ازداد ذلك علي مر السنين. بصفة عامة.. هناك قاعدة فحواها: إذا دفعت مبالغ ضئيلة عليك أن تتوقع خدمات ضئيلة.. وإذا دفعت مبالغ كبيرة من حقك أن تنتظر خدمات عالية.. وهذا اتفاق عادل, ولكن الآن في مصر أنت لا تعرف ماذا سوف تحصل عليه. الشيء المحزن أن الأسعار قد ارتفعت في مصر خلال الثلاث السنوات الأخيرة.. حتي أن بعض الفنادق تجرؤ أن ترفع أسعارها بعد الثورة اعتقادا منها أنها سوف تحافظ بذلك علي دخلها بالرغم من عدد السائحين الضئيل! لم تعد مصر مقصدا سياحيا رخيصا بجانب ارتفاع أسعار الطيران.. بالطبع هناك بعض العروض الرخيصة. المشكلة كبيرة في مصر وخاصة في فنادق البحر الأحمر.. التفاوت الكبير في الأسعار والخدمة. فيمكنك علي سبيل المثال تنظيم رحلة لعائلة من أب وأم وولدين لمدة أسبوعين بمبلغ0023 يورو لقد كانت لنا التجربة الجيدة في فندق قام بتقديم خدمة ممتازة مقابل هذا المبلغ( فندق سولي مار دار المدينة في كورايا بي).. غرفة جميلة ونظيفة خدمة مدربة ولطيفة موائد نظيفة وأكواب زجاجية نظيفة تشكيلة رائعة من الأطعمة وحفلات سمر رائعة كلها أشياء تجلب السعادة وتشجع علي الزيارة مرة أخري. بنفس المبلغ في فندق آخر علي البحر الأحمر( سفاجا بلاس) علي مقربة من سفاجا.. هذا الفندق لا يقدم أكثر من01% مما يجب أن يقدمه من خدمات. المبني قديم غير مشجع خدمة بطيئة غير مدربة وغير لطيفة طعام سييء مشروبات سيئة أكواب من البلاستيك الطعام والشراب في أوقات محدودة بالرغم من أن الإعلان عنallinclusive.. لا توجد حفلات تسلية بالمرة. مع الأسف السائحون الذين يحضرون لأول مرة إلي مصر يعتقدون أن جميع فنادق مصر هكذا. سوف تتعجبون.. فبالرغم من كل تلك السلبيات ما زلت أسكن في هذا الفندق عند زيارتي لمصر.. لأنه يحوي علي أفضل شاطيء في الغطس بما في ذلك أجمل شعب مرجانية.. ولأنني أقضي معظم الوقت علي ظهر سفينة الغطس. استيقظوا! يجب علي هيئة تنشيط السياحة المصرية والوزير المختص أن يستيقظوا.. فهناك الكثير الذي يجب أن يتم وفورا كي تستطيع مصر أن تستعيد ثقة السائح. إنني لا أتحدث عن الدعاية الروتينية.. الكل يعرف أن هناك أهرامات في مصر يمكن زيارتها.. أنني أتحدث هنا عن علم سبل الاتصال والبعض يسميها علاقات عامة. ضع المعايير وصل المعلومات للأفراد تحدث إلي الإعلام تحدث عن تاريخك استعمل الفيس بوك وما إلي ذلك ابن علاقات. كل ذلك بهدف أن تدخل في ديالوج.. ساعد السائح الذي يزور مصر لأول مرة كي يسعد بزيارتها ويتحول إلي زائر دائم سخر السوق لخدمتك. إن ذلك ليس بالصعب.. انظر إلي تونس والمغرب وحتي تركيا.. كل هذه الدول لها مشاكلها, ولكنهم حريصون علي شرح مشاكلهم ومواجهتها بغية حلها. في نفس الوقت نجد هيئة تنشيط السياحة المصرية مستمرة في حملات التنشيط الروتينية النمطية.. فهم يعرضون الأهرامات كما لو لم يحدث تغير جذري في المقاصد السياحية المصرية خلال السنوات الأخيرة دون أن يكون هناك نوع من الحوار المبني علي علوم السياحة الحديثة. هناك العديد من الخبراء المصريين والأجانب الذين يستطيعون أن يقدموا المساعدة.. تحدثوا إليهم انظروا بعين أخري للسائح الدائم فهو أفضل وسيلة للدعاية لمصر في الخارج استخدموهم كسفراء لكم في بلادهم. السائح يحب أن يعرف مقدما.. ماذا سوف يحصل عليه مقابل ما دفعه للرحلة. يجب أن يحصل السائح علي ما هو قيمته ما دفعه. يورجن جنجولي كاتب هذه السطور مستشار في مجال العلاقات العامة بالنمسا وهو زائر دائما لمصر منذ عشرة أعوام يهوي الغطس في شواطيء البحر الأحمر سافر إلي مصر أكثر من ثلاثين مرة فاز بجوائز عالمية في التصوير تحت الماء..( كلها صور عن مصر وشواطئها). شكرا لهذا الرجل العاشق لمصر!! [email protected] المزيد من مقالات مصطفى النجار