بعد أن كان الهدف منها مساعدة التلاميذ على الاستيعاب والتركيز خلال اليوم الدراسى، وتحقيق النشاط والصحة البدنية والذهنية طبقا للاشتراطات الصحية العالمية.. أصبح ومع الأسف تسمم التلاميذ وليس تغذيتهم من نتائجها. هذا ما حدث بالفعل فى أعوام دراسية سابقة والعام الحالى أيضا 2016 -2017 والذى أوشك على الانتهاء، وتاهت مسئولية سلامة الوجبة المدرسية بين وزارات التربية والتعليم والصحة والتموين والزراعة وأيضا كأولياء أمور ومواطنين فى المجتمع فى هذه المتاهة وحتى كتابة هذه السطور لم يفدنا أحد إفادة رسمية بمن المسئول عن وقوع 4887 حالة تسمم من تلاميذ مدارس محافظات مختلفة على مستوى الجمهورية منذ بداية العام الدراسى الحالى طبقا لما نشر فى هذا الصدد، مما دفع المسئولين أخيرا إلى إصدار قرار بإيقاف صرف وجبات التغذية المدرسية (جافة بسكويت) وكذلك الوجبات الموجودة فى مخازن المدارس على مستوى جميع المديريات التعليمية فى الجمهورية خلال الأسابيع القليلة المتبقية من العام الدراسى الحالى على أن يستكمل التوزيع اعتبارا من العام الدراسى المقبل آخذا فى الاعتبار أى إجراءات قد تكون مطلوبة لتحسين منظومة توزيع الوجبات المدرسية بدءا من المصانع المنتجة وحتى إجراءات تسلمها فى المدارس.. وحتى يتم إصلاح هذه المنظومة أسأل د.سعيد متولى إخصائى التغذية بالمعاهد الأزهرية حول كيفية احتمال حدوث تلوث كما حدث بالوجبة المدرسية التى تم إيقاف توزيعها، وما يجب أن تكون عليه الوجبة المدرسية الصحية الآمنة حتى تحقق الهدف منها للتلاميذ فى المدارس؟.. قال: من المعروف أن الوجبة المدرسية التى كانت تقدم فى المدارس عبارة عن ثلاثة أنواع من الوجبات وكانت تقدم لأطفال الحضانة والابتدائى والإعدادى، النوع الأول: بسكويت بوزن 80 جم للمراحل التعليمية من الابتدائى الى الإعدادى، 50 جم إلى الحضانة مصنعة بدهن نباتى ودقيق فاخر.. والنوع الثانى: فطيرة مدرسية محشوة بعجوة والدهن بها نباتى.. والنوع الثالث: وجبة مكونة من 2 فينو وقطعة جبنة نستو بها دهن نباتى وقطعة حلاوة طحينية وعصير.. وكل محافظة تقرر ما يتم صرفه منها حسب الظروف المناسبة لها.. والدهون النباتية سهل تأكسدها وتزنخها بالتعرض لضوء الشمس المباشر او الرطوبة أثناء التخزين السيىء، وممكن حدوث تلوث ونقل لعدوى من العمال القائمين على إعداد الوجبات او أثناء النقل غير المجهز لذلك.. ويستكمل إخصائى التغذية ردوده قائلا: الوجبات يجب أن تقدم للطالب صباحا فى الحصص الأولى من اليوم الدراسى لتعظيم الاستفادة منها وتوفير عدم الشعور بالجوع، وأيضا توفير قدر من السعرات الحرارية الناتجة من مكونات طبيعية للطالب حسب عمره ونشاطه البدنى المبذول بواقع ثلث احتياجاته اليومية تقريبا من (500 الى 800 سعر حرارى) ويجب أن تحتوى على ( 5-60%) كربوهيدرات، 25% بروتين ،20% دهون، ولابد من مصدر للفيتامينات والأملاح المعدنية (الفاكهة الطازجة او الخضراوات) مع توفير الماء النظيف للشرب.. ويتمثل ذلك فى عمل وجبة مكونة من: خبز من الحبة الكاملة كمصدر كربوهيدراتى، 2 بيضة مسلوقة أو قطعة جبن مصنعة من ألبان عالية القيمة أو 100 مللى لبن طبيعى مجهز بطريقة مناسبة، مع إضافة حلوى طحينية من سكر السكروز الطبيعى والسمسم الجيد كمصدر دهنى وكربوهيدراتى او عبوة عسل نحل طبيعى جيد المواصفات 30 جم او عبوة مربى من فاكهة طبيعية وسكر سكروز، بالإضافة إلى صنف مناسب من الفاكهة يرضى الذوق العام للطالب على أن يكون طازجا وفى موسم إنتاجه بوزن كاف لنقل الفيتامينات والأملاح المعدنية، وتوزع يوميا على المؤسسات التعليمية تحت رعاية صحية مناسبة.