قبل أقل من عشرين يوما على إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، انتهت المناظرة الثانية بين المرشحين الرئيسيين بتفوق واضح لتيار اليسار المتطرف ومرشحه جان لوك ميلونشون، وهيمنة قضية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وركزت المناظرة التى حصدت أكثر من 6 ملايين متابع عبر شاشات التليفزيون على عدد كبير من القضايا الداخلية مثل الأداء الاقتصادى للبلاد وكيفية تحسين معدلات البطالة، بالإضافة إلى سبل دعم المؤسسة الأمنية فى فرنسا ومكافحة الإرهاب. وركزت المناظرة أيضا فى جانب كبير منها على مستقبل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وتراوحت مقترحات المشاركين فى المناظرة بشأن أزمة البطالة بين ما أورده فرانسو فيون مرشح حزب الجمهورية اليمينى المعتدل حول تعديل قانون العمل وتقليل الأعباء الضريبية على الشركات تحفيز الاستثمار فى مجالات التكنولوجيا الجديدة وتخفيف معايير العمل فى القطاع الزراعي. وركز مرشح أقصى اليسار ميلونشون إلى استعادة نظام الدعم الاجتماعي، بينما طالبت مارين لوبان مرشح حزب الجبهة القومية المتطرف إلى تنشيط مبدأ «الأفضلية الوطنية» لتعيين مواطنى الدولة وفرض عقوبات على الجهات التى توظف المهاجرين. وبينما يخص الإرهاب، وصفت لوبان بلادها بأنها تحولت مركز لحشد الإرهابيين وربطت بين أزمات الإرهاب و الهجرة، مطالبة بتأمين أفضل للحدود الفرنسية، فيما جاءت مواقف باقى المرشحين لهذا الشأن أقل حدة مثل دعوة فيون إلى تشكيل تحالف دولى فعال لمحاربة الإرهاب. وحول العلاقات مع الاتحاد الاوروبي، طالبت لوبان بطرح مستقبل هذه العلاقة لقرار الشعب الفرنسي وكشف استطلاع لمعهد «إيلاب» للدراسات أن مرشح اليسار المتطرف ميلونشون خرج من المناظرة كأكثر المرشحين إقناعا بنسبة 25٪ من إجمالى المشاركين، يليه ماكرون بنسبة 21٪، ثم فيون بنسبة 15٪. وأكد الاستطلاع ذاته أن ايمانويل يعتبر صاحب أفضل برنامج انتخابى بنسبة تأييد بلغت 23 ٪، يليه ميلونشون بنسبة متقاربة 22٪ وفرانسوا فيون بنسبة 18٪.