فى مفاجأة جديدة قد تكشف عن الكثير من كواليس محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو الماضى، أكد كمال كيليتش دار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهورى التركى المعارض عن امتلاكه معلومات خطيرة تثبت تدبير الحكومة التركية للمحاولة من أجل المزيد من السيطرة على الحكم وقمع المعارضة. وقال دار أوغلو، فى تصريحات إعلامية، إنه يملك دلائل تؤكد أن الانقلاب الفاشل الذى استهدف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان كان «انقلابا تحت السيطرة»، وأن السلطات تركته يحدث لاستغلاله لاحقا، وهو ما حدث بالفعل. ونقلت صحيفة «ميلليت» عن زعيم المعارضة التركية قوله إن «ما لا يقل عن 180 شخصا يعملون فى الإدارات الرسمية للدولة استخدموا وسيلة اتصال مشفرة للإعداد للانقلاب، وأن المخابرات التركية كانت تملك قائمة بأسمائهم». وأضاف: «ما دامت هذه اللائحة ما تزال سرية فهذا يعنى أن ما حصل فى 15 يوليو، كان انقلابا تحت السيطرة»، لافتا إلى أن «السلطات كانت تملك معلومات عن الانقلاب قبل وقوعه». وأكد دارأوغلو أنه أعد «ملفا خاصا» جمع فيه كل هذه المعلومات عن المحاولة الفاشلة، التى تتهم أنقرة عسكريين موالين للداعية المعارض فتح الله جولن المقيم فى الولاياتالمتحدة بإعدادها. وفى السياق نفسه، سارع أردوغان إلى شن حملة انتقادات لاذعة للزعيم المعارض، وقال خلال افتتاح عدد من المشاريع الخدمية فى ولاية طرابزون شمالى تركيا أمس «إذا كان لديك ملف لماذا لا تكشفه؟. إلا أن الأمر لا يعدو كونه كذبة كبيرة». وردا على مطالبة المحتشدين خلال كلمته بإعادة عقوبة الإعدام فى تركيا، قال أردوغان «فى 16 أبريل - تاريخ إجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية - سيكون أيضا يوما يكتب فيه قرار معاقبة قتلة شهدائنا». وأكد أنه سيصادق على قرار إعادة الإعدام فى حالة إقراره من جانب البرلمان عقب إجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية التى تشمل الانتقال إلى النظام الرئاسي.وعلى صعيد متصل، أشارت صحيفة «جمهوريت» إلى أن وجود مخاوف جدية لدى قياديى حزب «العدالة والتنمية» الحاكم فى أن يخذلهم أنصار حزب الحركة القومية اليمينى فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية. ووفقا لمصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية، تواجه الحكومة صعوبة فى إقناع رموز من القوميين للتصويت ب«نعم» على التعديلات الدستورية، مما دفعها إلى تقديم وعود لهم بإسناد عدد من الحقائب الوزارية لهم بعد الإعلان عن نتيجة الاستفتاء. من جانب آخر، أعلن والى محافظة شرناق عن مقتل 3 جنود وإصابة 5 آخرين بانفجار عبوة ناسفة كانت معدة للتفجير عن بعد فى المحافظة الواقعة جنوب شرق تركيا، واتهم عناصر حزب العمال الكردستانى بتدبير الهجوم، مشيرا إلى أنه جرى القضاء على 5 عناصر من الحزب فى العمليات العسكرية المستمرة فى منطقة ألتين تبه بناحية أولودره بشرناق وجبل جابار. جاء هذا فى الوقت الذى واصلت فيه السلطات الأمنية التركية ملاحقاتها لأنصار ما تصفه بالكيان الموازى الإرهابى فى إشارة إلى تنظيم الداعية فتح الله جولن. وذكرت شبكة «إن تى في» الإخبارية أنه تمت إقالة 45 قاضيا ومدعيا عاما، منهم 3 قضاة أمروا الأسبوع الماضى بإخلاء سبيل 21 متهما بقضية «البنية الإعلامية» لجولن. وبحسب صحيفة «حرييت»، فإن أكثر من 4 آلاف قاض ومدع عام أقيلوا من وظائفهم منذ منتصف يوليو الماضى، بتهمة الارتباط بتنظيم جولن.