ولد مهرجان المسرح الدولى للشباب قويا فى العام الماضى برئاسة سيدة المسرح العربى سميحة أيوب ومشاركة النجم الكبير محمود الحدينى وإيزيس المسرح المصرى سهير المرشدى والفارس أحمد ماهر والنجم أحمد عبدالعزيز رئيسا للجنة التحكيم الدولية.. وحملت الدورة الأولى اسم المخرج الداعم للشباب طول حياته الراحل هانى مطاوع.. وفى هذا العام شهدت مدينة السحر والجمال شرم الشيخ دورة أقوى تحمل اسم واحد من أهم رواد التجديد فى المسرح العربى هو كرم مطاوع، وبمشاركة 32 دولة تنوعت مشاركاتهم بين عروض مسرحية وورش فنية وندوات، ومن بينها أمريكا وروسيا وانجلترا والأرجنتين وكوريا الجنوبية وبنين، بالإضافة إلى الأشقاء العرب من معظم الأقطار، وهو ما يشير إلى حرص كل ثقافات العالم على الوجود فى مصر والتنافس وتبادل الخبرات بين المبدعين الشباب أمام لجنة تحكيم دولية برئاسة د. سميرة محسن. وقد افتتح المهرجان نجم الغناء العربى لطفى بوشناق باعتبار أن دولة تونس ضيف الشرف، وبدأت الفعاليات التى تستمر عشرة أيام ما بين عروض وورش متخصصة فى تقنيات مسرح الشارع والتمثيل والإخراج والسينوغرافيا والعرائس والأقنعة.. كما يقوم المهرجان بتكريم عدد من رموز المسرح المصرى والعالمى أسهموا بدور فعال فى دعم الشباب مسرحيا، وهم المخرج الكبير جلال الشرقاوى أحد رموز العصر الذهبى للمسرح فى الستينيات والذى تولى عمادة المعهد العالى للفنون المسرحية مرتين، كما كان مديرا لمسرح توفيق الحكيم وقدم عشرات النجوم ومازال مستمرا فى دعم ورعاية الشباب من خلال المسرح الذى يديره ويحمل اسمه، وكانت بداية مشواره مع الإخراج عام 1965 بمسرحية أرملة وثلاث بنات ثم مدرسة المشاغبين والجوكر وقصة الحى الغربى وانقلاب، ودستور يا اسيادنا وعطية الارهابية، وغيرها من العلامات المضيئة فى تاريخنا المسرحى، كما ضم التكريم الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن الذى صاغ بقلمه الرشيق أهم قضايا وطنه فى مسرحيات منها عريس لبنت السلطان وحفلة على الخازوق والحامى والحرامى وكوكب الفيران، فضلا عن أعماله الدرامية الأخرى سينمائيا وتليفزيونيا مثل فيلم ناصر 56 ومسلسلى بوابة الحلوانى وأم كلثوم. ومن تونس تم تكريم الفنانة شاكرة رماح بطلة أهم المسرحيات التونسية مثل المجنون لجبران خليل جبران وهنا تونس ولصوص بغداد للمخرج توفيق الجبالى، وأسند لها المخرج لطفى عاشو بطولة مسرحية حب ستورى وشاركت مع الشاذلى العرفاوى فى مسرحيات «سهرت» و«برج الوصيف» كما شاركت فى أعمال سينمائية وتليفزينية أخرى كثيرة.. ومن لبنان الممثلة رندا جوزيف الأسمر التى اختارتها هيئة المسرح العربى فى الشارقة عام 2012 للتكريم عن بلدها بمناسبة عام المرأة فى المسرح العربى ولها أعمال كثيرة مع كبار المخرجين اللبنانيين مثل ريمون جبارة وجواد الأسدى ونضال الأشقر وشكيب خورى وغيرهم، ثم تم تكريم نجم الكوميديا سامح حسين احد أبناء الدفعة الأولى لمركز الإبداع الفنى بالأوبرا وقدم بطولات عديدة فى المسرح من بينها أنا الرئيس على المسرح الكوميدى وعلى بابا لفرقة مسرح مصر فضلا عن شخصية رمزى الشهيرة التى لعبها فى رجل و6 ستات وبطولة أفلام ومسلسلات درامية كثيرة من بينها اللص والكتاب وكابتن عزوز وغيرها. ونجم الكوميديا والتراجيديا المميز نضال الشافعى زميل سامح حسين فى نفس دفعة مركز الإبداع، ومن أهم مسرحياته محاكمة غانم سعيد والمجند 311 ومسافر ليل ومدرستنا.. كما شارك فى بطولة العديد من الأفلام مثل ملاكى اسكندرية والجزيرة والديلر وبدل فاقد ومسلسلات مثل تامر وشوقية فى دور سيد وفرقة ناجى عطاالله وفيرتيجو وغيرها. كما كرم المهرجان المؤلف شاذلى فرح الذى يحمل بصمة خاصة فى التعبير عن مشكلات أهل الصعيد وله دور بارز فى مسرح قصور الثقافة ومن أهم أعماله ليل الجنوب للمخرج ناصر عبدالمنعم واسمها ناعسة والمولد ونعناع الجنينة.. وكان من المكرمين المؤلف المسرحى الشاب محمود جمال صاحب تجربة شديدة النجاح والاختلاف حملت عنوان 1980 وانت طالع ومن أهم أعماله أيضا العراف وهانيبال ويوم أن قتلوا الغناء التى تعرض حاليا على مسرح الطليعة، ورايحين على فين والغريب. ولعل أبرز إيجابيات مهرجان هذا العام هو تخصيص جائزة لشباب النقاد المسرحيين والمقالات النقدية ومسابقة للتأليف المسرحى لشباب المبدعين، فضلا عن حضور 50 شابا وفتاة من أبناء سيناء الغالية فى كل العروض لاختيار العرض الأفضل من وجهة نظرهم لتأكيد أهمية تفاعل المشاهدين مع العروض المقدمة وللحث على تقديم مسرحيات جاذبة وتتماس مع مشكلات الشباب.