مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر له تاريخ طويل وأثر بارز على الحركة المسرحية كلها لأنه يلعب دورا بارزاً فى الربط بيننا وبين الحركة المسرحية العالمية، ووجود مهرجان كهذا فى مصر يمنحه ثقلا ويمنح دوره قدراً عظيماً. وعودة المهرجان بعد توقف ست سنوات تعنى ما هو أكثر من استعادة أنشطته المسرحية. شارك فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى هذا العام الذى يعود بعد توقف ست سنوات فى دورته ال23 الذى أقيم مؤخرا، ثلاثون عرضا مسرحيا من 15 دولة شاركت مصر فيها ب 13 عرضا فيما شارك من خارجها 17 عرضا من إيطاليا والسويد وبولندا ومولدوفا وأرمينيا وتشيلى والمكسيك والصين والولايات المتحدة وروسيا ورواندا وتونس ولبنان والإمارات. وأقيمت العروض على مسارح الهناجر والغد والطليعة والفلكى والعرائس وميامى ومتروبول ومركز الإبداع الفنى والمسرح الصغير بالأوبرا ومسرح وزارة الشباب والرياضة. • المهرجان بدون مسابقة تحدث المخرج «عصام السيد» منسق عام المهرجان عن أن عدم وجود مسابقة بين العروض هذا العام ليس لضعف ميزانيته كما يتردد لكن لأن المهرجانات الكبيرة لا يوجد بها مسابقة بين العروض، فالمسابقة تخلق حالة تنافسية غير مرغوبة ويفقد معها المتلقى متعة المشاهدة فقط للاستمتاع، لذلك ألغى المهرجان بدءا من هذه الدورة مبدأ التنافس ومنح الجوائز اقتداء بمهرجانات دولية مثل مهرجان أفينيون الدولى للمسرح فى فرنسا ومهرجان أدنبره فى أسكتلندا، وحتى يكون الهدف نقل أحدث تجارب المسرح المعاصر لمصر واطلاع الغرب على المسرح العربى. أما عن قلة ميزانية المهرجان هذا العام التى تقلصت إلى أقل من النصف بكثير عن ميزانية الدورات السابقة له فقد أثرت بالفعل لكن هناك جوانب أخرى منها عدم قدرة إدارة المهرجان على طباعة وترجمة الكتب واستبعاد فرق مسرحية وورش فنية طلب أصحابها أجورا مقابل انضمامهم للمهرجان. والجديد فى المهرجان هذا العام قال السيد: أضفنا ست ورش تدريبية أقيمت على هامش المهرجان قدمها متخصصون من الهند وباكستان وتشيلى والولايات المتحدة ليستفيد منها الموهوبون تضمنت (التمثيل، الارتجال الحركى، السينوغرافيا، الإخراج، المسرح والكتابة). كما تم التعاون بين المهرجان وبين المعهد الدولى للمسرح ( ITI) وما سيعود من ذلك على المهرجان بالاستفادة الكبيرة والدعم الفنى له ووضعه على جدول المهرجانات الدولية. وعن الأهمية الكبيرة لبروتوكول التعاون بين المهرجان مع المعهد الدولى للمسرح قال «على مهدى» سفير السلام وأمين عام المعهد الدولى للمسرح: إن المعهد الدولى للمسرح التابع لليونيسكو هو أكبر منظمة دولية تعنى بفن المسرح فى العالم ويترأسها حالياً رئيس عربى وهو المهندس الشاب محمد سيف الأفخم، ومهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبى يعد أهم مهرجان مسرحى فى المنطقة العربية، إذن سيساهم هذا التعاون بلا شك فى إثراء الحركة المسرحية فى مصر والمنطقة العربية، كما أن الاتفاقية تشير بلا شك إلى التقدير الكبير لدور مصر فى تأسيس المعهد العالى الدولى للمسرح وفى تأسيس الفنون والآداب فى الوطن العربى. • ليال دبلوماسية فى المهرجان حضر عروض المهرجان مجموعة من الدبلوماسيين الذين اهتموا بمشاهدة عروض بلادهم المشاركة فى المهرجان، حيث اصطحب سفير دولة تشيلى فى القاهرة معه عدداً من سفراء دول أمريكاالجنوبية فى مصر لحضور عرض «بانكر» الذى أقيم فى مركز الإبداع الفنى والذى يمثل تشيلى فى المهرجان ومن بينهم سفير دولة بنما وسفير بارجواى. بينما اهتم الملحق الثقافى الروسى بحضور عرض الفرقة الروسية «يجب ألا نقتل عمدا» بصحبة شريف جاد مدير المركز الروسى فى مسرح الغد بالعجوزة، وحضرت سفيرة دولة أرمينيا العرض المسرحى «مرسيدس» فى مركز الهناجر للفنون، بينما حضر الملحق الثقافى التونسى العرض المسرحى «الصابرات»، الذى عرض فى مسرح العرائس. كما رحل أثناء فعاليات المهرجان المخرج المسرحى محمود الألفى الذى وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض إثر أزمة قلبية. وقررت إدارة المهرجان حينها أن تقف كل المسارح دقيقة حدادا على روحه قبل بداية تقديم العروض. مومبى كاجوا: المسرح المصرى قوى وجمهوره يملأ القاعات كرم المهرجان هذا العام (الفنانة الكينية مومبى كاجوا، المخرج الصينى لو آنج، المخرجة الأمريكية تورانج يحيازريان، رئيس المعهد الدولى للمسرح الإماراتى محمد سيف الأفخم، الكاتب المسرحى النيجيرى فيمى أوشوفيسان، الفنان المصرى جميل راتب). وقد عبرت مومبى كاجوا عن سعادتها بتكريم المهرجان لها، وهى فنانة كينية متعددة الاهتمامات ما بين المسرح والسينما والتليفزيون، لها باع واسع فى المسرح الاجتماعى، وهى تكتب الكثير من أعمالها المسرحية وتخرجها كما أنها ممثلة مسرحية وسينمائية، وتتولى حاليا منصب مديرة مسرح كانفاس. أعجبها عرض «الغريب» وأبهرتها دار الأوبرا وتكريم المهرجان للفنانين وامتلاء قاعات المسرح بالجمهور وذلك أكد لها وجود مسرح قوى لدينا مقارنة بمسرحهم فى كينيا الذى وصفته بالفقير جدا وافتقاده لجمهور حقيقى. وتعد هذه هى الزيارة الأولى لمومبى لمصر وغيرت هذه الزيارة أفكارها عن المرأة العربية وتمنت أن تترجم مسرحياتها إلى اللغة العربية ليطلع عليها الناس فى مصر. • لو آنج: تكريمى فى مصر يعد احتفاء بالصين كما شعر البروفيسور لو آنج عميد قسم الإخراج المسرحى فى أكاديمية شنغهاى للمسرح ونائب رئيس جمعية شنغهاى للمسرح بالفخر الشديد لتكريم المهرجان له قائلا: أشعر أن تكريم المهرجان لم يذهب لى وحدى بل للمسرح الصينى وعن رأيه فى مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبى قال: المهرجان معروف فى الصين. وكثير من مخرجى المسرح لدينا اعتادوا المشاركة فيه خلال دوراته السابقة، كما أنه يتميز بالجمع بين مختلف أنواع المسرح فضلا عن التنوع الجغرافى والثقافى والوجود الكبير لدول جنوب المتوسط وهى فرصة لا يجدها الفنان المسرحى فى الصين فى المهرجانات التى تعقد فى آسيا وأوروبا مثلا. ويذكر أن لو أنج أخرج أكثر من 70 عملاً مسرحيا فى الصين وخارجها وله العديد من الكتابات فى النقد المسرحى ونظريات الإخراج. كما أنه حاصل على جائزة التميز المسرحى من وزراة الثقافة وجائزة التميز فى الفن من قطاع شنغهاى وجائزة «ون هو» الأكاديمية لثمانى مرات. كما اشتهر «لو آنج» بالربط بين الثقافات المسرحية المختلفة حول العالم وبين المسرح التقليدى الصينى وعرض بعض أعماله فى الكثير من دول العالم وبعضها الآخر يتكرر عرضه سنويا فى بعض مدن العالم. • ورش تدريبية.. جديد هذا العام كاثرين كوراى: تحرر الجسد من القيود تعددت الورش التى أضيفت للمهرجان هذا العام واستفاد منها المتدربون لكن كان ينقصها التنظيم الكافى الذى أفقد الكثيرين القدرة على الاشتراك بها، فقد كثرت الشكوى حول عدم رد المنظمين على إيميلاتهم لمعرفة ميعاد الورشة ومكانها. وفى ورشة التمثيل والحركة المسرحية التى نظمها المهرجان بمركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية لخصت كاثرين كوراى ما تريد أن تعلمه للمشاركين بقناعتها الشديدة أن كل شىء موجود داخل جسم الإنسان وهدفها أن يصل الممثل إلى الإبداع ويجده داخل جسمه لذا أرادت تحرير أجسادهم من القيود. واستمرت الورشة ثلاث ساعات شارك فيها 16 متدربا وحضرت معهم الفرقة التشيلية المشاركة فى المهرجان بعرض «بانكر»، لذا ركزت فى التدريبات على الحركة فى الفراغ واتساق الجميع فى حركتهم مع بعضهم البعض وسادت الورشة أجواء من المرح والمرونة ولم يشعر المتدربون بمرور الوقت. • كارين مالبيد: الكتابة مثل المعجزة الغامضة الكتابة مثل المعجزة الغامضة.. هكذا وصفت كارين مالبيد معنى الكتابة لمتدربيها فى ورشة «الكتابة من القلب المفكر» التى أقيمت على مدى يومين بمشاركة 16 متدرباً. ولم تكن ورشة تدريبية بالمعنى المتعارف عليه، فلقد تعمدت كارين ألا تقف فى موقع المعلم وأن تكون ورشتها التدريبية أقرب أن تكون جلسة عصف ذهنى ومناقشات متبادلة بينها وبين المتدربين حول الكتابة المسرحية. كما ترى كارين أن الكتابة لا تصلح أن تكون تحت ضغط ولذلك قررت إعطاء ورشتها التدريبية على يومين وفى آخر اليوم الأول للورشة طلبت من المتدربين البحث عن بداية لأعمالهم المسرحية أو لو كانت لديهم أعمال مسرحية أن يذكروا الحدث الرئيسى الذى تنطلق منه الأحداث لمناقشتها فى اليوم التالى. • روح.. مازال يتصدر قائمة الإعجاب تميزت العروض المشاركة وكثر الإقبال على بعضها مثل عرض «روح» المأخوذ عن نص «الوردة والتاج» للكاتب الإنجليزى «جى. بى. بريستلى» والحائز على جائزة أفضل عرض مسرحى فى الدورة الثامنة للمهرجان القومى للمسرح المصرى وجائزة أفضل مخرج صاعد وعدد من الجوائز الأخرى، الذى تصدر قائمة الإعجاب والإشادات فى أذهان الجماهير التى عاشت معه مراحل نجاحه على مدى فترة زمنية طويلة، ونظراً للإقبال الشديد من قبل الجمهور عليه اضطر مخرجه «باسم قناوى» إلى إعادة تقديمه أكثر من مرة حيث كان من المقرر تقديمه مرة واحدة. حتى إن الكثيرين شاهدوا العرض أكثر من مرة لتقارب حالته النفسية والفكرية مع توجهاتهم أخيراً. • بس أنا بحبك.. تسبب زحاما فى مسرح الغد أيضا شهد العرض اللبنانى «بس أنا بحبك» للمخرجة اللبنانية لينا أبيض إقبالاً كبيرا من الجمهور وضيوف المهرجان خاصة أن مشاركته فى المهرجان اقتصرت على يوم واحد فقط، وتم عرضه مرتين فى السادسة والعاشرة مساء، وتزاحم الناس على دخول العرض مما تسبب فى أزمة، حيث إن قاعة مسرح الغد لا تسع أعداداً كبيرة، وقامت د.دينا أمين مديرة المهرجان بإعادة ترتيب مقاعد صالة العرض بما يسمح بدخول أكبر عدد ممكن من الجمهور فى العرضين الأول والثانى. • القروش الثلاثة.. تقديم بسيط لدراما • بريخت كما تكرر الزحام على العرض المصرى «القروش الثلاثة» للمخرج السعيد منسى فى قاعة زكى طليمات بمسرح الطليعة، وهو حاصل على الجائزة الأولى فى المهرجان القومى للمسرح المصرى. وتدور أحداثه حول صراع رئيس مجموعة الشحاتين مع مجموعة الحرامية، وقد عمد الإعداد لتبسيط الحكاية حتى آخر مدى فما الصراع الحادث إلا تجل لفكرة من يقود ذلك العالم سيئ السمعة، كما توجه العرض مباشرة نحو تفعيل طرق الأداء الخارجية فالأداء التمثيلى كان يعتمد على أسلبة طرق النطق والحركة بحيث يمرر للمتلقى حالة من حالات الوعى بالمعنى المقصود. • فراجيل.. فن الارتجال حرص الفنان «محمود حميدة» على متابعة فعاليات المهرجان خاصة عرض «فراجيل» الذى لاقى نجاحا خلال عرضه منذ عامين وتكرر نجاحه فى المهرجان هذا العام. والعرض نتاج ارتجال لعدة مشاهد مختارة من مسرحية «حوارات معفرتة» للكاتب الفرنسى «رولانديبيار» ومن بطولة وإخراج أمير صلاح الدين بمشاركة الفنان محمد فهيم. • الرمادى.. فى مواجهة الديكتاتورية والفكر المتحجر حمل العرض المسرحى «رمادى» الذى عرض بمسرح الهناجر رسالة مهمة وهى إما أن نؤمن بالاختلاف ونتعايش معه أو نموت جميعاً.. والمأخوذ عن رواية «جورج أوربل 1984». ويذكر أن العرض حصل على المركز الثانى لأفضل عرض فى المهرجان القومى للمسرح المصرى. حقد هاملت.. ميوزيكال شو على الطريقة المكسيكية كسرت الموسيقى كل التوقعات فى مشهد الحقد فى العرض المكسيكى «حقد هاملت» الذى قدم رؤية تجريبة معاصرة فى صيغة ميوزيكال شو لنص هاملت بكل ما يتضمنه من عناصر متمثلة فى: الموسيقى، الغناء، اللوحات الراقصة، الحوار، الأكروبات، العرائس. فهو صيغة مسرحية مرنة يمكنها احتواء عدد كبير من الفنون وقد استطاع فيه مخرج العرض وهو نفسه مؤلفه الموسيقى بالمشاركة مع ماركوس إسكالانتى تقديم رؤية موسيقية متنوعة تجمع ما بين البدائية والمعاصرة والشعبية. وتمحور العرض حول «هاملت» الذى يحركه حقده وظهر فى العرض بهيئة عروس ضخمة يقودها شخص بداخلها أو مجموعة من الأشخاص من خارجها. • صراعات موليير استضاف مسرح الفلكى بالجامعة الأمريكية العرض البولندى «موليير» لفرقة بوزنان لمسرح الحركة. ويكمن تميز العرض فى أن فريقه استخدم تقنيات الحركة والعرائس لتقديم فصول من حياة الكاتب المسرحى الفرنسى «موليير» الذى كرس حياته لفن المسرح ليصبح مؤسس الكوميديا المسرحية الجادة. ويتناول العرض العوائق التى حالت بين موليير وبين حلمه فى أن يصبح واحداً من أهم ممثلى المسرح الفرنسى. • مسرحية إذاعية.. البوح عبر الأثير كما قدمت فرقة Amizerokompagnie من رواندا عرض «مسرحية إذاعية» من إخراج ويسلى روزيبيزا الذى شارك بالعرض أيضا. والعرض عبارة عن مسلسل إذاعى يحكى عن محطة إذاعية موجودة فى إحدى مناطق وسط أفريقيا. وينتمى العرض للكوميديا السوداء واستعراض الواقع بشكل ساخر. •