بعد أن استقبلها الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الأول تقديرا لتبرعها بكل ثروتها وهى 200 ألف جنيه ومصوغاتها الذهبية لصندوق «تحيا مصر»، عاشت قرية «ميت العامل» مركز أجا بمحافظة الدقهلية فرحة كبيرة وأجواء بهجة غير مسبوقة لدى عودة الحاجة سبيلة على أحمد عجيزة (78 سنة ) من القاهرة بعد لقاء الرئيس وفى زيارة ل ( الأهرام ) للقرية ومنزل الحاجة سبيلة تدفق الجيران والأهالى والأقارب لتهنئتها على خطوتها الكبيرة التى تجسد عطاء المرأة المصرية وتضحياتها ومشاركتها فى معارك البناء الوطنى ، بينما علت زغاريد النساء وذبح أولادها « عجلا « تعبيرا عن الفرحة. وبصوت ممزوج بالفخر والشجاعة حكت الحاجة سبيلة ل ( الأهرام ) حكايتها وقالت إنها أم لأربعة من الذكور وثلاث من الإناث تزوجوا بعد أن علمتهم جميعا وهم جمال محمد رسلان 58 سنة موظف بوزارة الزراعة ويعمل بالخارج، وحمودة 55 سنة موظف ، وأحمد 53 سنة موظف بالوحدة المحلية ، وأمل 50 سنة ربة منزل، وطارق 47 سنة صاحب مكتب استيراد وتصدير، وعبير 45 سنة ربة منزل، وحنان 42 سنة ربة منزل، ولها عدد كبير من الأحفاد منهم أثنان فى كلية الطب بالعريش محمد وإيمان . وتوفى زوج الحاجة سبيلة ،الحاج محمد رسلان عام 1996 ، فوهبت نفسها للعمل العام ومساعدة أبناء القرية وبنت مسجدا باسمه فى مواجهة منزلها. تقول الحاجة سبيلة : أنا من عشاق الرئيس السيسى ، فى انتخابات الرئاسة كنت أطبع صوره وأوزعها على الناس بنفسى وكنت متأكدة إن الله ارسله كى ينقذ مصر من الإرهاب والفوضى ، وكان كل حلمى اقابله وأشكره على كل ما يقدمه لبلده ، فجمعت كل مدخراتى وذهبى من حصيلة الهدايا التى يقدمها لى أبنائى فى المناسبات وأعياد الأم ومصروفى الشهرى ، وحرصت على ادخار المبلغ للزمن ، ولم أجد أولى من أن اتبرع بها لصندوق تحيا مصر ، ثم طلبت الرئاسة لاقدم التبرع وحضرت حفل عيد الأم وفوجئت أن الرئيس سوف يقابلنى ويكرمنى ، لم أصدق نفسى ، حتى لقيت نفسى امامه فاحتضنته ، ودعوت له ربنا يحفظه ويقويه وينصره ، وهو كان متواضعا وبسيطا ولم يتركنى إلا عند السيارة . وحول رد فعل أبنائها على قرارها بالتبرع بثروتها كلها أوضحت الحاجة سبيلة أنها عرضت الأمر عليهم ووجدت التشجيع الكبير والدعم ، فهم أبناء بررة ، وأنهم ينوون التبرع العام القادم بمبلغ مليون جنيه من ثروتهم لصندوق « تحيا مصر « ، وقالت ان ابنها طارق اشترى شاحنة سكر تضم 15 طنا ووزعه على أهالى القرية أثناء أزمة السكر ، مشيرة إلى أنها من أسرة مستورة وكبيرة فى القرية . وحول دوافعها للتبرع بكل ثروتها ، أجابت أن البلد يمر بأزمة ولازم كلنا نقف الى جواره من اجل مستقبل ابنائنا ، وأن مصر لن تركع أبدا ولا تنحنى إلا لله ووجهت الحاجة « سبيلة « الدعوة لكل قادر أن يقدم شيئا لبلده ،واضافت : أنا لم أفعل ذلك إلا للواجب وما يحتمه على ضميرى ، كما أن حبى للرئيس وتقديرى لإخلاصه من أسباب التبرع. سألنا الحاجة سبيلة هل طلبت شيئا من الرئيس ، قالت هو سألنى ماذا اطلب قلت له سلامتك وربنا يسعدك ويوفقك وينصرك على من يعاديك فقام بتقبيل رأسى و»طبطب» على وأكرمنى ، ويؤكد طارق نجل الحاجة سبيلة الأصغر أنه وأشقاءه فخورون كل الفخر بوالدتهم لأنها قامت بعمل شيء يفيد مصر والجيش والشرطة، قائلا : ياريت كل واحد قادر على حاجة يعملها لمصر ونقف جنب جيشنا وشرطتنا فى هذه الظروف التى أصبحت فيها التضحية فرض عين على كل من يستطيع ، أما عبير إبنة الحاجة سبيلة فترى أن والدتها شرفت الأسرة والقرية ومصر كلها بهذا العمل العظيم ، وأنها وأخواتها وأزواجهم راضون كل الرضا عما فعلته حبا للوطن . وتؤكد حفيدتها أمل محمد طالبة بالثانوية العامة أنها سعيدة بما فعلته جدتها ولم تصدق نفسها عندما أخبرها زميلاتها فى المدرسة باستقبال الرئيس لجدتها . الأمر نفسه أكده محمد أحمد حفيد الحاجة سبيلة ، الطالب بكلية آداب المنصورة ، مضيفا أنه تعلم من جدته حب الوطن والولاء والانتماء ، وأنه ينوى بعد تخرجه إنشاء مستشفى خيرى فى القرية لعلاج الفقراء . وتشيد زينب زوجة أبن الحاجة سبيلة بما قدمته لمصر معتبرة أن ذلك ليس غريبا عليها فهى سيدة كريمة محبة للخير . وتحدثت جارات الحاجة سبيلة إلى ( الأهرام) وهن يزغردن مرددات كلمات الامتنان والتقدير لها ، كما فعلت كل من الحاجة سعاد الغريب والحاجة مهيرة محمد أبو حسن والحاجة فاطمة السيد منجود .حيث أكدن أن الحاجة سبيلة تقدم المساعدات لزواج البنات اليتيمات والمرضى سرا ، ولا تدخر جهدا لتلبية طلب محتاج وبيتها مفتوح دائما لكل سائل. من جانبه قال الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية أثناء زيارة الحاجة سبيلة فى قريتها ، أن هذه السيدة المصرية الأصيلة تضرب النموذج والمثل الرائع فى الانتماء والبذل وتعلم الأجيال قيمة مصر التى يجب أن نحافظ عليها جميعا ،. وأضاف المحافظ : الأمر يتجاوز مبالغ مالية والذهب أو ممتلكات إلى درس حى للصغير والكبير بأن هذه السيدة المسنة قادرة على البذل السخى ولديها شعور وطنى يتجاوز الحناجر إلى العمل.