كشف الدكتور خالد العنانى اول امس ان الكتابات الهيروغليفية هى التى حسمت هوية تمثال المطرية الذى عثرت عليه البعثة المصرية الألمانية الأسبوع الماضى فى منطقة سوق الخميس، حيث اكدت بما لا يدع مجالا للشك انه يرجع للملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين (664-610). والذى حكم مصر 54 عاما، حيث وجد على ظهر التمثال نقش لأحد الأسماء الخمسة للملك (نب عا) وهو الاسم الذى يعرف فى علم الآثار بالاسم النبتي. وأوضح العنانى انه سيتم اجراء المزيد من الدراسات على التمثال للتأكد مما اذا كان التمثال صنع لهذا الملك ام انه كان يخص ملك قبله. من ناحيته قال الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق ان الشكل الفنى للتمثال وضخامته و مادة الكوارتزيت التى صنع منها كل هذا يدل على ان التمثال لا يمكن ان يكون لملك من الاسرة ال26، لانه رغم ان هذا العصر اطلق عليه عصر النهضة إلا ان الامكانات المادية وقتها كانت محدودة، ولا تسمح بعمل تماثيل بهذه الضخامة ومن هذه المادة، واضاف ان تمثالا بهذا الحجم من الأرجح انه يعود للاسرة ال19 وان يكون صاحبه هو الملك رمسيس الثاني،حيث ان هذه المنطقة كان بها أضخم المعابد لرمسيس الثانى فى هليوبوليس القديمة، مضيفا انه قام بكشف عن تمثال له فى هذه المنطقة، وأوضح حواس ان الملك باسماتيك الاول فى الأرجح أراد ان يقدم معبدا لإله الشمس فى منطقة هليوبوليس، فوضع اسمه على احد تماثيل رمسيس الثاني، لان إمكانيات هذا العصر لم تكن لتسمح له عمل مثل هذا التمثال لنفسه، مشيرا الى ان الذى سيؤكد صحة هذا الكلام هو العثور على باقى التمثال نفسها الذى من الممكن العثور عليه فى المنطقة. وأشار حواس الى ان أفضل مكان لهذا التمثال هو المتحف القومى للحضارة الذى يتحدث عن الحضارة المصرية، ومدينة هليوبوليس بدأت منها الحضارة حيث وجد بها اقدم جامعة فى التاريخ وهى جامعة «أون» التى تعلم فيها سيدنا يوسف الذى تزوج ابنة كاهن اون، كما تعلم فيها فلاسفة اليونان، فهذا التمثال سيمثل فجر الحضارة ويحكى بداية اقدم عاصمة دينية فى مصر، وبالتالى سيكون أفضل ترويج ودعاية للمتحف.