قال وزير الآثار المصري خالد العناني، إن نقوشا على التمثال الأثري الملكي المكتشف حديثا بمنطقة المطرية بالقاهرة ضربت توقعات خبراء الآثار بشأن هوية صاحب التمثال ، كاشفا أن هوية التمثال تعود إلى الملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين وليس الملك رمسيس الثاني. وقال العناني، في مؤتمر صحفي بالمتحف المصري مساء أمس، "عندما أخطروني بالعثور على أجزاء لتمثال ضخم من حجر الكوارتزيت طوله يتخطى الثمانية أمتار ووزنه يتخطى سبعة أطنان كان أول انطباع أن تمثالا بهذا الحجم وفي هذا المكان يخص رمسيس الثاني." وأضاف: "عندما استخرجنا الرأس في أول يوم بدأنا نتحفظ قليلا ولاحظنا بعض التفاصيل الدقيقة، مثل شكل التاج وملامح الوجه والعين والتفاف التاج حول الأذن مما دفعنا ألا نجزم بهوية صاحب التمثال." وتابع قائلا "بعد انتشال الجزء العلوي عثرنا على أربعة حروف هيروغليفية تحمل لقب "نب عا" ومعناها صاحب الذراع أو القوي وهو أحد ألقاب الملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين." وقال العناني في المؤتمر، الذي حظي بحضور كبير لدبلوماسيين أجانب في مصر ووسائل إعلام محلية ودولية، "رغم أن النقش يعود للملك بسماتيك الأول إلا أنه لا يمكننا التأكيد أيضا بنسبة 100 بالمئة أنه من شيد التمثال.. فمن المحتمل أن يكون أقيم في عهد سابق وأعاد بسماتيك الأول استخدامه." وأضاف: "لن نجزم نهائيا بشيء لكننا سنعمل خلال الأيام والأسابيع القادمة على البحث والتنقيب وانتشال أجزاء أخرى من التمثال للتأكدرمن هوية صاحبه." من جانبه أكد عيسي زيدان مدير عمليات الآثار بالمتحف المصرى، أن عملية رفع التمثال المكتشف بمنطقة المطرية كانت تمثل تحدىا كبيرا حيث تم الرفع عن طريق شفط المياه من حول التمثال . وأشار زيدان إلى أن التمثال كان مغمورا بتربة من المياه فتم استخراجه وتغليفه بمواد واقمشة قطنية وتم نقله من المطرية بالتعاون مع القوات المسلحة واستخدام الاوناش حتى تم نقله بصورة مشرفة. واوضح انه تم الكشف عن معبد سوق الخميس ، وجارى التنقيب عن باقى الكشف الاثرى ، حيث ان المنطقة تمتلئ بالعديد من الاكتشافات الاثرية سيتم الكشف عنها المرحلة المقبلة. من جانبه قال مؤمن عثمان مدير عام الترميم بالمتحف المصرى ان عملية الانتشال تمت بطريقة عملية حتى تم تثبيت القطع بالمتحف المصرى والفترة المقبلة سيتم تهيئة القطع ومواءمتها ببيئتها الجديدة . الجدير بالذكر أن بسماتيك الأول مصر لمدة 54 عاما من 664 إلى 610 قبل الميلاد وهو مؤسس عصر النهضة في مصر المعروف باسم "العصر الصاوي". وعرض خلال الاحتفالية فيلما تسجيليا حول مراحل توثيق عمل البعثة المصرية الألمانية فى منطقة آثار المطرية. وسيتم عرض القطع الأثرية بمتحف المصرى بالتحرير بمعرض مؤقت تمهيدا لنقلها للمتحف المصرى الكبير، لدخولها معامل الترميم وعرضها خلال الافتتاح الجزئى للمتحف فى 2018.