الدكتورة رسمية ربابي نموذج مشرق للمرأة العربية التي نجحت في تخطي العقبات المجتمعية والوصول إلي أعلي الدرجات العلمية. ولدت بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية وتعلمت من أسرتها كيفيه مواجهة صعوبات الحياة والاعتماد على الذات والاستفادة من كل الظروف المحيطة بها والتغلب عليها حتى تمكنت من الحصول علي درجة الدكتوراه في سيكولوجية النفس الانسانية. .......................................................... وقد تحدثت ل «الأهرام « عن واقع وقضايا المرأة العربية فقالت: لا استطيع القول ان واقعها الحالي سلبي او ايجابي بل هو متأرجح صعودا وهبوطا وذلك لعدة اسباب منها النظرة الدونية للذات وسببها عدة نواحي منها البيئة الخارجية المتمثله في المدرسة والأصدقاء والمجتمع او البيئة الداخلية مثل الاسرة والتي تترعرع فيها مفاهيم التقليل من الشأن وعدم القدرة علي التعبير والبوح بما لديها من مهارات وقدرات او ما يمكن ان نطلق علية «فوبيا الظهور الاجتماعي» وايضا سيطرة مجموعة من العادات والتقاليد البالية التي تسلب الفتاة حقها في المجتمع والتي لا تزال تكرّس الصورة النمطية السلبية للمرأة والتي تشكل عقبه في طريق النهوض بأوضاعها وتنمية قدراتها وتدعيم مشاركتها في البناء التنموي وتحقيق التكافؤ الاجتماعي. فحين تنعدم أو تضعف مشاركة المرأة في رسم السياسات المحلية او الخطط الوطنية طويلة الاجل فان دورها لا يكتمل في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وحين تقدم العادات والأعراف رؤية مشوهة للتعاليم الدينية ويرضخ المجتمع لها فان الظلم يظل قابعا على دورها المجتمعي ، وحين يعجز الإعلام في زمن الثورة المعلوماتية عن تغيير نقله ومشاركته للصورة النمطية المشوهة لها لا تستطيع المرأة أن تكافح للوصول إلى وضع جدير بقدراتها. هل هذا الواقع يتأرجح صعودا أم هبوطا فى الفترة الحالية؟ المرأة في الوطن العربي أصبحت تحتل مناصب مرموقة ومهمة ولكن الاهم من ذلك هو ضرورة ان تتغير نظرة المجتمعات العربية لفكرة تعليم وعمل المرأة لان هذه هي نقطه الانطلاق الحقيقية في تفعيل الدور المجتمعي لها علي كافة الاصعدة. وعلينا ان نعي جيدا أنّ المرأة هيّ نصف المجتمع عدديّا، وهي من ناحية أخرى عماده الأساسي ومدرسته ومربّيته الأولى. لذلك فإنّ العناية بها عناية جادّة، وإنزالها في المجتمع منزلتها التّي تستحقّها كأمّ ومربّية له، وعضو فاعل فيه، مثلها في ذلك مثل الرجل من شأنه أن يحقّق معنى العدل والنّديّة بينها وبين الرّجل بصورة ايجابية تخدم اغراض تطور المجتمع كافة. أى من الدول العربية نجحت في إيجاد مناخ ايجابي للمرأة؟ لا يمكنني اطلاق احكام جازمة فى هذا الشأن لان كل دولة لها سياستها الخاصة وبالتالي مناخها العام المتفق مع عاداتها وتقاليدها وأعرافها ولكن دعنى اطوف بك علي بعض النماذج المشرقة والمبهرة لتكون مؤشرا لما اود ان اشير اليه مثل الاماراتية نوره الكعبي وهي الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية في أبو ظبي وعضو في المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة. و تعتبر أول إمارتيه ضمن لائحة أفضل 100 مفكر عالمي في مجلة فورين بوليسي في عام 2013 والكويتية مها الغنيم رئيسة دار الاستثمار العالمي «جلوبال» والباحثة السعودية حياة السندي الحاصلة على الدكتوراة من جامعة كامبريدج. التي تمكنت من تطوير عدة وسائل لتشخيص الأمراض بطريقة بسيطة وليست مكلفة بهدف تحسين الحالة والشروط الصحية في البلدان الفقيرة.والبحرينية هدي جناحي الرئيس التنفيذي لشركة خدمات الشحن الشاملة والحاصلة علي لقب رائدة الأعمال الريادية، والعمانية شريفة البرعمي مؤسِّسة شبكة رواد الاعمال العمانيين والأردنية الدكتورة رنا الدجاني الحاصلة على درجة الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية من جامعة آيوا بالولايات المتحدةالأمريكية. وهي نصيرة التعلم القائم على حل المشكلات وقراءة الروايات والدراما ووسائل الإعلام الاجتماعية.وعالمه الفيزياء المصرية الدكتورة مها عاشور عبدالله التى اختارتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) مستشارة رئيسية في وضع خطّة الأبحاث الأساسية في فيزياء الفضاء كما حصلت على جائزة نساء العلم الأميركية و اصدرت ما يزيد عن 100 بحث علمي وتعمل كمدرس في قسم الفيزياء و الفضاء في جامعة كاليفورنيا كما تشغل ايضاً منصب مدير مركز الابتكار الرقمي، و عالمة الفضاء والفيزياء السورية شادية رفاعي حبال التى تشغل منصب أستاذة كرسي فيزياء الفضاء في جامعة ويلز في بريطانيا وترأس تحرير المجلة الدولية الخاصة بفيزياء الفضاء. وساهمت في الإعداد لأول رحلة مركبة فضائية إلى الهالة الشمسية.والسودانية الدكتورة هند أبو شامة الباحثة في علم الوراثة المناعية والمغربية الدكتورة اسمهان الوافي المختصة في علم الوراثة،والتي اختيرت من اهم 20 امرأة في قائمه النساء الاكثر نفوذا وتأثيرا في العالم الاسلامي في مجال العلوم واليمنية الدكتورة مناهل ثابت الحاصلة على درجتي الدكتوراه الأولى في الهندسة المالية والثانية في رياضيات الكم والحائزة على جائزة عبقري العام ممثلة عن قارة اسيا لعام 2013 . و تعد المرأة العربية الوحيدة المتخصصة في مجال الهندسة المالية. والتونسية أحلام المراكشي أول امرأة عربية وإفريقية تقود طائرة إيرباص . ودعني اقول لك ان القائمه طويلة جدا والأسماء متنوعة من كل الاقطار العربية ولكن يجب ان نعترف بان اله الاعلام العربية للأسف تجهل تلك الاسماء المشرفة ولم تمنحها حقها من التغطية اللازمة واللائقة بهن وهو ما يكرس نوعا من الجهل المجتمعي تجاه جهود المرأة في ميادين العلم والعمل. ماذا نحتاج كي نتمكن من صنع مناخ عربي داعم للمرأة؟ هذا سؤال صعب من حيث الإجابة والتطبيق ويحتاج الي جهود كبيرة كي ننجح للوصول الي نتائج ايجابية بشأنه ولكن في البداية يجب ان نعتبر قضية تعليم المرأة قضية امن وطني بالنسبة لنا ذلك ان كثير من مجتمعاتنا العربية مازالت تعتقد ان المرأة ليست في حاجة الي التعليم لان مآلها في النهاية للزواج وبالتالي فلماذا تضيع وقتها فيما لا فائدة منه؟ ولابد من إجراءات عقابية رادعه لكل من يتقاعس او يتكاسل عن اداء واجبه فى تعليم المرأة وتكليف المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية بوضع خطه محددة المعالم والأهداف لنشر ثقافة حقوق المرأة في المجتمع، وايضا هناك عبء كبير علي المجتمعات العربية فى حماية المرأة من شبح ما يسمي بجرائم الشرف والتي بسببها تزهق ارواح بريئة لمجرد الشك او التسرع في فهم الاحداث كما انه مطلوب منا ان ننشأ ابناءنا علي ان اسم المرأة ليس عارا او امرا يجب ان يخجلوا منه فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يجاهر باسم زوجته عائشة بل أسماء زوجاته كلهن رضي الله عنهن وأرضاهن. والأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ له مقوله رائعة في هذا الشأن تقول إن «المستهين بقدرات النساء أتمني أن تعاد طفولته بدون أم» ويقول الاديب توفيق الحكيم: « ان عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات».