كتبت على صفحتى مازحا. ألا خصومة بين الدولة ونقابة الصحفيين. لكن الخصومة مع سلم النقابة الرخامى ذى الست عشرة درجة، والذى يتصور أنه الهايدبارك. واقترحت أن يتم دمج نقابتى الصحفيين والموسيقيين فى نقابة واحدة. ويستعاض عن السلم الرخامى بالسلم الموسيقي. ولم تكن المزحة خفيفة الظل لأن ما حدث بين النقابة وإحدى مؤسسات الدولة, كان ظله ثقيلا على القلب. والغريب أن الداخلية لا النقابة هى التى تعطى تراخيص للتظاهر على سلالم النقابة. سألنى أحد الزملاء: لو كنت نقيبا وحدث أن اختلفت وجهتى نظر السلطة والجمعية العمومية ماذا تفعل. هل تمتطى جواد الدولة ام جواد جموع الصحفيين. مع العلم بأنه ليس فى استطاعتك أن تمتطى الجوادين فى آن واحد. قلت لن أكون نقيبا حتى لا أضع نفسى فى هذا الاختيار لكنى سأعود بك لقصة القانون 93. حين اختار النقيب إبراهيم نافع ان يصطف مع أعضاء الجمعية العمومية على اختلاف مشاربهم وأطيافهم الفكرية، فى لوحة موزاييك بديعة، لايزال سحرها يخايل عينى . كان ليحيى قلاش وزملائه دور يعرفه كل من عاصروا هذه الأزمة. وكان يقف فى ظهره ناصحا ومرشدا المثقف الكبير وصاحب النظرة العاقلة والرؤية المستقبلية نقيب النقباء كامل زهيري. وكعادتها انتصرت النقابة فى النهاية. وكعادتها استعدت لمواجهات أخرى مقبلة. تواجه فيها المتربصين باستقلاليتها من الخارج والمشتاقين للصعود على أكتافها من الداخل. ولا تزال ابنة الخامسة والسبعين تناضل وكأنها شابة فى العشرين. وها هى تترقب بقلق مصير قانون النقابة المعروض أمام مجلس النواب فى مناخ يعلن فيه البعض جهاراً نهاراً عداءهم الصريح لحرية الصحافة. الأيام اختلفت. والعمل النقابى فى ظروف كالتى نعيشها الآن, يحتاج لجهد كبير حتى يكتمل، لكن دعونا ننظر بتجرد إلى حصيلة العامين الفائتين من عمر النقابة . يزعم من ينظرون إلى مصالحهم الضيقة أنها فترة بلا ملامح .بينما يعرف الكثيرون ممن ملأ زئيرهم فضاء شارع عبد الخالق ثروت، ودعونى أدرج اسمى بينهم، إنها كانت حافلة بالإنجازات. وسأورد بعضا منها. حصول النقابة على أعلى دعم مالى فى تاريخها .أوصل ميزانيتها الى 62 مليون جنيه .كما وصل الفائض فى الميزانية مع انتهاء مدة المجلس الحالى إلى رقم غير مسبوق بلغ 40 مليون جنيه. كما بدأت الإجراءات التنفيذية لإنجاز النادى البحرى للصحفيين بالإسكندرية. وهو الحلم المؤجل منذ الثمانينيات. وتم تدبير التمويل اللازم للبدء فى التنفيذ. ويجرى متابعته حاليا أيضا بدأت الإجراءات التنفيذية لإنشاء وتأسيس ناد اجتماعى وثقافى للصحفيين وأسرهم على كامل الدور السابع بالنقابة. كذلك معهد للتدريب بالدور السادس مزود بأحدث التقنيات. وتسلمت الشركة المنفذة الموقع وبدأ التنفيذ بالفعل منذ أربعة أشهر. ومن المقرر الانتهاء منهما قبل عام. كان من المؤسف أن يتحول الاصطفاف عند بعض الزملاء على مواقع التواصل الاجتماعى إلى حفلات التشويه المقيت الذى لا يليق بمن ينتمون لنقابة تشكل الوعى العام. ولا بمن بضاعتهم الكلمة النظيفة. ولمن؟ لنقيب له تجربة ثرية ونظيفة فى العمل النقابى بدأها من تحت السلاح قبل أن يصبح عضوا بالمجلس. ولم يكن يشغله فى كل المواقع التى شغلها مصلحة أو منصب. ولا شيء غير مستقبل النقابة. وقوانين المهنة. وعصامية النقابة التى لأول مرة تتكسب من عرق جبينها دون انتظار لأمطار موسمية شحيحة تجيء أو لا تجيء. حتى خصومه من الشرفاء يشهدون له بالنزاهة. ويضعونه فى مكانة عالية حيث لا يلحق به أدنى قدر من الشبهة. وهو اختار ألا يرد ويرفض التلاسن الخشن. وهو لم يتخل أبدا عن واجبه أينما كان موقعه. وأشهد أننى عايشت مشكلات بعض الصحفيين الشباب مع صحفهم والتى اجتهد معهم فى حلها وهو أيضا خارج أروقة النقابة. وكان على من أجهدوا أنفسهم فى النيل منه بطرق كلاسيكية عفا عليها الزمن. أن يبتكروا طرقا جديدة مثل لماذا لا يلبس رابطة عنق حريرية تليق بنقيب الصحفيين. ولماذا ينزل من الميكروباص على ناصية عبد الخالق ثروت؟. لماذا يفتح باب مكتبه طوال اليوم على مصراعيه وكأنه ديوان المظالم؟ ولماذا لم يتكسب من موقعه ؟ نأمل أن يكون يوم الانتخابات كالعادة عرساً جميلاً يليق بنقابتنا العريقة التى هى بيت لكل المصريين. ولسلطة صحافتنا التى هى فوق كل السلطات. ويوماً دافئاً نجدد فيه خيوط التواصل والصداقة. ونعلو بأنفسنا فوق الخلافات الآنية الصغيرة. ليكن الاختيار الحر وسيلتنا لنقابة مستقلة. لمزيد من مقالات سعد الدين شحاتة