الجميع لا حديث ولا جهد له إلا صب اللعنات والنيل من الجامعة العربية دون بذل أى جهد أو دور للحفاظ أو إحياء دور هذه الجامعة باتوا يستسهلون الحديث عن تدبيج الكتابات واطلاق الشعارات الرنانة عن كمون وانتكاس دور الجامعة دون أن يكلفوا الخاطر جهدا للخروج من هذا المأزق حتى باتت الجامعة العربية تموت من الضجر. تنأسوا أن مشاكل العرب وازماتهم ودور جامعتهم جراء أزمات متراكمة من عشرات السنين وبدلا من أن يرمم ويرفع بعضهم دورها تجاوز إلى عقابها فقرروا وقف تسديد حصصهم لموازنة الجامعة انتقاما من بعضهم البعض. وسط كل هذا الضجيج والصراخ وجدت هناك من لا يزال يحمل رؤية وحسا تفاؤليا يسعى بديناميكية وحركية عرفت عنه لضخ دماء الحياة من جديد فى شرايين الجامعة وتقوية وتعزيز أذرعها ومؤسساتها، صحيح أن الأزمة المالية ربما تكون اكبر محبط ومثبط للهمم لكن الرجل وهو بالطبع الأمين العام الجديد أحمد أبو الغيط الذى لم يكمل عامه الأول بعد لم يحبط أو تتراجع جهوده وادواره، مازال يراهن رغم تلك العتمة التى تلف العالم العربى وورثها من سلفه السابق إلا أنه قرر أن يتحلى بميراثه وتاريخه الدبلوماسى الطويل، حيث مستقبله ونجاحاته وراءه فى الأممالمتحدةوعواصم الغرب ورئاسة الدبلوماسية المصرية سنوات طويلة قد فتح ثغرات عديدة فى جدار أزمات العرب فضلا عن ضرورة التفتيش عن مخارج لعودة واشراك دور الجامعة العربية فى حل تلك الأزمات والإرث المتراكم من مشاكل وكوارث العرب حاليا من خلال الدخول من جديد وبدور لاعب رئيسى فى تلك الأزمات رافضا سياسة الابعاد والاقصاء التى مارسها البعض فى الاقليم واللاعبون الدوليون سنوات لتهميش دور الجامعة والنأى بها عن مسارح العمليات السياسية والدبلوماسية وحتى الانسانية، ولهذا قرر أبو الغيط المرابطة والتمسك بقوة وعزيمة أمين الجامعة العربية ببيت العرب لا تلين على أنه لا مفر ولا مناص من عودة دور واشراك الجامعة فى توفير استحقاقات الحل ودفع الجهد لاقناع كل الفرقاء فى اكثر من أزمة بالجلوس على طاولة المفاوضات والحوار بعد أن أقنع الجميع بأن الجامعة العربية ستكون الحاضنة الأولى والأخيرة لهم. ذهبت اليه وسعيت للقائه داخل الجامعة العربية فى الأيام الماضية وقبل الذهاب إلى قمة عمان فى البحر الميت بالأردن نهاية هذا الشهر، فوجدت أبوالغيط رغم ظلمة المشهد فى العالم العربى مازال يحمل بين طياته نبرة تفاؤل مفعمة بمزيد من الجهد والحركية المعهودة عنه ساعيا ومتسلحا بثقة اقطار عربية ينسق معها حاليا بدأب ومنهجية لحلحلة عديد العقد العربية وتقريب وجهات نظر بين عواصم عربية اعتراها بعض التباين وربما التباعد لفترة من الوقت لن تطول من أجل جسر الهوة واعادة الحميمية لتلك العلاقات وفاعلية هذه العواصم. سألته عن فجوة العلاقات المصرية السعودية وجهده وتوقعاته لقمة عمان العربية القادمة بعد اسبوعين.. فأجابنى الأمين العام أبو الغيط بارتياح مفعم بالأمل أن هناك جهودا جيدة بذلت لتنقية الأجواء بين القاهرة والرياض وان الأيام القادمة تحمل آمالا ونجاحات رغم أنه ليس مطلعا على التفاصيل الدقيقة بشأن مجريات الاتصالات. ولكنه يحدوه الأمل فى تحقيق نجاح مرتقب لقمة عمان العربية القادمة، حيث كشف لى النقاب عن جهد وتحركات ماراثونية تبذل بينه وبين المسئولين فى الأردن لاعداد قمة وجدول اعمال وبيان ختامى يحمل بيان ووثيقة عمان العربية ستكون بمنزلة المفتاح السحرى لاحداث الفاعلية والحراك المرتجى للعمل العربى وصياغة حلول عملية لازمات ومشاكل العرب، حيث لم ينس أبو الغيط ان يخبرنى أن القيادة فى الأردن لديها اهتمام جيد وايجابى للغاية يجعل هذه القمة فى عاصمتهم قمة فريدة واستثنائية من حيث الحضور والمشاركة العربية وتدارس وصياغة حلول وطرح خطط عملية لتجاوز معظم الأزمات العربية بعيدا عن الأطر التقليدية التى صاحبت قمما عربية سابقة ولهذا فانا متفائل هذه المرة بأن قمة عمان سيكون لها مردود إيجابى فى مسيرة وتاريخ العرب والعمل العربى المشترك، حيث لا خطوط حمراء أمام مناقشة أى قضية أو معالجة أى مشكلة، حيث ألمس من خلال تحركاتى واتصالاتى رغبة مشتركة من قبل القادة ووزراء الخارجية العرب وكبار المسئولين العرب فى ضرورة القيام بجهد استثنائى فى قمة عمان القادمة لتجاوز كثير من الأزمات والمنعطفات السلبية التى تلف المشهد والساحة العربية، حيث كل القضايا ستطرح على طاولة البحث والحوار سواء خلال الجلسات المغلقة أو حتى داخل الاجتماعات الثنائية التى ستعقد بين القادة والزعماء على هامش اعمال القمة. وبالتالى كما يؤكد أبوالغيط ربما نشهد انفراجات عديدة فى ازمات عربية وصياغات لخرائط طريق عديدة لبعض الأزمات واجواء ومنعطفات تؤثر بالايجاب على العلاقات العربية العربية من ناحية وحلول مرضية لأزمات مستعصية ومستحكمة، وبالتالى دعونا نتفاءل ونترقب قمة عمان هكذا قال الأمين العام للجامعة. وفى تقديرى أن قمة عمان تلك هى أفضل الفرص والخيارات أمام العرب لانقاذ وتوفير الحد الأدنى من حلول واستحقاقات لحل أزماتهم ووقف انتكاساتهم قبل فوات الأوان، وهذا بالطبع يتوقف ويتأتى بتوحيد ارادتهم وجمع مواقفهم عاجلا فى عمان حتى تتحقق نبوءة أبو الغيط لانقاذ العرب وجامعتهم ومنع انهيار وتقسيم دولهم. لمزيد من مقالات أشرف العشري;