فى لحظة تأمل تساءل أ. أحمد البرى: «وماذا بعد الفكرة العبيطة؟» فى إشارة إلى تصريح الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم الجديد - فور توليه مقاليد الأمور بالوزارة - بشأن نظام البوكليت المقرر تطبيقه هذا العام بامتحانات شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة، وقد استوقفتنى عبارة «الوزارات فى مصر تسير بسياسة (الشخصنة) وليست هناك فلسفة واضحة يمكن الاعتماد عليها فى منظومة التعليم، وسوف يظل الاعتماد على شخص الوزير فى تسيير أمور الوزارة مشكلة كبرى ليس لها حل»! وتعليقا على ذلك أقول إن «الشخصنة» سياسة عقيمة وممجوجة وعرجاء، وتعد من إفرازات الدكتاتورية البغيضة، حيث يبسط الوزير نفوذه على الجميع نوابا ووكلاء وزراء ومساعدين، فلا صوت يعلو فوق صوته، ولا رأى يطرح أو فكرة تطبق أو إجراء يتخذ إلا وهو مصدره الرئيسى والأوحد يأمر فيطاع ويطلب فيستجاب له ويشير بأصبعه فيمتثل الجميع ولا ينطق أحد ببنت شفة ! كما يعد الوزير فى وزارته الحاكم الآمر الناهى، إذ يقوم بترسيم حدود تعامل مرءوسيه معه، وتحديد الخطوط الحمراء التى يتعين على رعاياه عدم تجاوزها، وإلا فليواجهوا مصيرهم المحتوم من إقالة أو نقل أو حرمان من الترقية أو المكافآت أو ...إلخ!، وحل هذه المشكلة المزمنة يقع على عاتق رئيس مجلس الوزراء بصفته رئيس الحكومة، والمسئول الأول عن أداء الوزراء ومتابعة ما يطبقونه من آليات، وما ينتهجونه من سياسات، وما يتخذونه من قرارات وما يحققونه من نتائج بوزاراتهم فى إطار إستراتيجية عامة يحددها، ويضع خطوطها العريضة ويقوم بمراجعتها وتقييمها وتقويمها إذا حاد البعض عنها أو حدثت تجاوزات من شأنها إلحاق الضرر بمنظومة العمل والسياسة العامة للدولة، وطمس معالم التوجه القومى بترسيخ ثقافة العمل بروح الفريق مما يكفل تحقيق النجاح المأمول وبلوغ الأهداف المنشودة. مهندس هانى أحمد صيام قطاع البترول سابقا