كاد المٌعلم أن يكون .. ذئبا

مهنتهم علي خطي الأنبياء يحملون مشعل النور وضياء الحكمة.. فالمدارس مصنع الرجال الأشاوس ومعمل النساء الماجدات، لكن هذا لا يعني أن كل قاعدة بدون شواذ. ففي مدرسة إعدادية بقرية شنشا مركز أجا وقعت كارثة هزت الآفاق، فالجاني هنا معلم ومرب ومدرس علوم عمره 40 عاما اسمه «شريف» وُضعت الطالبات في أمانته فاستغل ولايته لتلويث شرف فتاة قاصر في الصف الثالث الإعدادي لا يتجاوز عمرها 15 عاما مستغلا براءتها فكانت النتيجة صادمة بكل المقاييس وحملت الفتاة في أحشائها جنينا.
القصة بدأت نهاية السنة الماضية عندما انتهي اليوم الدراسي، وعقب أن أتم مدرس العلوم مجموعته الدراسية لعدد من الطالبات داخل المدرسة حاول تأخير الطالبة بحجة شرح مسألة لها وإعطائها دروسا في التقوية، ومن ثم أغلق باب الحجرة وانهال عليها بالضرب واغتصبها حسب إفادة أهلها ولا يقلل من حجم الجريمة البشعة إدعاؤه بأن ذلك تم بموافقة وإرادة من البنت كونها قاصرا وهو معلم، كما أنه لم يراع حرمة المكان الذي يتلقي فيه الطلاب العلم والأخلاق ولم يجد هنالك إدارة تراقب وتتابع بدقة مجريات الأمور مثل كثير من المدارس التي يتركز كل هم إداراتها ومعلميها في التوقيع بالحضور والانصراف وتضبيط الأوراق الرسمية واستهلاك الوقت في النميمة والقصص دون الاعتبار لثقل الأمانة الملقاة علي عاتقهم.
وكشفت أم الفتاة الضحية في التحقيقات أنها شعرت قبل أيام بتغيرات علي ابنتها، وعندما واجهتها اعترفت لها بكل تفاصيل العلاقة بينها وبين المدرس، وبالفعل اتصلت بالمدرس، وحدثت مقابلة بينهما، وواجهته واعترف وطلب منها الانتظار بعض الوقت لإنهاء إجراءات الزواج من ابنتها، كونه متزوجا ولديه أولاد، وحاول اقناع الأم بالتخلص من الجنين.
وبعد اعتراف المدرس بجريمته الشنعاء شفويا وتحريريا حيث كتب اعترافا بما فعله وقدمه لوالدتها مشفوعة بشهادة إثنين، ورغم قوله لوالدتها إن الشيطان هو السبب وأنه يحب الفتاة ويريد الزواج منها، توجهت الأم مباشرة إلي نيابة أجا لتقديم بلاغ في المدرس فأصدر المستشار أيمن عبد الهادي المحامي العام الأول لنيابات جنوب الدقهلية أمرا بالتحقيق في الواقعة وسرعة ضبط المتهم، وشكل العقيد فايق الزكي مأمور مركز أجا فريقا برئاسة الرائد عمرو بكر رئيس المباحث تمكن من القبض عليه ولم ينكر جريمته فأمرت النيابة بحسبه.
وبصوت باكٍ قالت أم الفتاة «الناس تروح فين طالما مفيش أمان في المدارس كده، وطالب الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، لوضع تقرير بالواقعة تمهيداً لإيقاف المعلم عن العمل. ونقله ووقف مدير المدرسة عن العمل ونقله.