«الطريق الى 30 يونيو .. الثورة و الهوية و التحول الديمقراطى فى مصر» عنوان كتاب جديد للدكتور عبد العليم محمد مستشار مركز الدراسات السياسية و الإستراتيجية بالأهرام عن الثورة بموجتيها فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، وهو يتناول بنظرة متعمقة ثقافية وفلسفية، أهم التحديات التى طرحتها الثورة والقضايا التى أثارتها فى مجال الهوية والتحول الديمقراطى والكتاب صادر عن مركز الأهرام للترجمة و النشر. الكتاب ينفرد بمعالجة قضايا الهوية من منظور علوم التاريخ و الاجتماع و السياسة و الثقافة و يقدم للهوية تعريفات متعددة من حيث مدلولات الهوية و تحدياتها، وتتميز فصوله الأربعة بالتحليل والوصف والرؤية النقدية، كما يقدم دراسات مقارنة عن التحول الديمقراطى من منظور مصرى وعربي، مقارنة بدول شرق أوروبا. كما يتناول محددات و تحديات التحولات الديمقراطية المصاحبة للثورات وكذلك قضايا الإرهاب والهوية بشكل يجسد الصورة الحالية للواقع ويلقى ظلاله على الماضى وتنحاز دراسات الكتاب «للمدينة الفاضلة» التى حلم بها المصريون فى ثورتهم بموجتيها، لتسود المساواة و الكرامة والعيش الكريم، كما تؤكد الدراسات على أن الحلم لايزال قائما، طالما توفرت للمصريين القدرة على الحلم فإنهم واصلون لا محال إلى تحقيقه. يرسم الكتاب خريطة طريق للباحثين والدارسين لمراحل الهوية و ارتباطها بالأحداث والظروف السياسية، ففى مصر ثار الجدل حول الهوية فى الثلاثينات بأن مصر تقترب من ثقافة حوض المتوسط، كما أعيد الجدل فى المرحلة الناصرية وتصدرت الهوية القومية العربية آنذاك المشهد السياسي، وفى عهد الرئيس أنور السادات تعددت انتماءات و طبقات الهوية و ما اذا كانت هوية مصر عربية أو متوسطية أو فرعونية. أما على الصعيد الخارجى و مع ظهور العولمة استنادا الى ثورة الاتصالات و المعلومات و البث المباشر فقد انطوت العولمة على بعث البحث عن الخصوصيات و الهويات الوطنية و المحلية خاصة و ان العولمة بدت أحادية ولا تعبأ بهويات و ثقافات الاخرين و يمكن القول ان الدكتور عبد العليم محمد قد تبنى قضايا الهوية من منظور بحثى متعمق ليؤكد ان السؤال المتعلق بالهوية الذى أعقب نجاح الثورة المصرية ليس جديدا، وإنما يكمن الجديد فى طرح هذا السؤال فى المناخ السياسى الذى أعقب الثورة وفتح الباب أمام تشكل نظام جديد ديمقراطى يحترم حقوق المواطن ودولة القانون كما سيلاحظ القارئ أن المؤلف استطاع نقد و كشف الأخطاء فى أفكار و آراء ومناهج الجماعات و الأحزاب السياسية المختلفة بما فيها أحزاب الإسلام السياسى كما عكس أفكار ومناهج و رؤى المجتمع المدنى واقترب من المواطن الثورى البسيط الذى عايش معارك سياسية وفكرية وحياة معيشية صعبة، أفضت إلى الثورة والمطالبة بالعيش والحرية والعدالة والكرامة والمساواة . يؤكد الدكتور عبد العليم أن الثورة حملت نزعا قويا للإصلاح بجانب التغيير الثوري، كما قدمت الفرصة للدولة المصرية لإصلاح هياكلها ومؤسساتها ويركز على أن إنجاز مهمات الإصلاح يفرض على النظام السياسى الجديد فى مصر، أن يراعى فى الممارسة دائما حيدة ونزاهة الانتخابات والالتزام بنص وروح الدستور والحفاظ على طبيعة وهوية الدولة المصرية.