مازالت سجلات التضحيات الوطنية تشهد يوما بعد آخر تسجيل أسماء أبطال سطروا أسماءهم بحروف من نور، انضم إليهم حديثا الشهيد «محمد صبرى عبد الرازق خضر» ابن عزبة أبو عشوب التابعة لمركز تلا، الذى طالته يد الغدر والخسة واستشهد فى سيناء. يقول والد الشهيد: أشعر بالفخر ببطولة ابنى واستشهاده، وأنه جاد بروحه حتى لا يتمكن الإرهابيون من نشر سمومهم فى بقاع مصر. وأضاف أن نجله كان شجاعا ولا يخشى الموت طالما كان فى معركة انتصار الحق على الباطل. وتابع: ابنى الشهيد ، كان خاطبا لإحدى الفتيات وتركها من شهرين ، والسبب هو خوفه عليها من شقاء حياة الأرامل، وكان يقول «أنا خايف أظلمها معايا يا بابا، أنا متطوع فى الجيش وحاطط روحى على كف إيدي، ومستنى الشهادة فى كل دقيقة.. وفى آخر اجازة له، قبل استشهاده بأسبوع، وقف أمام شهادات تفوقه ال 6 وظل ينظر لها باستغراب وكأنه يودعها، فقلت له: لماذا الاستغراب هكذا ، فقال لي: أنا حاسس يا بابا إن دى آخر مرة هاشوف شهاداتي، وياترى هتزيد عن كده، ولا هتفضل ويتكتب جنبها الشهيد . ولم يكتف بذلك ، فأحضر جميع صوره الشخصية، ووضعها أمامه وكأنه يسترجع ذكرياته مع كل صورة منها ويضحك، وعندما سألته لماذا الابتسامة؟ فقال لى «أدينى بأضحك، ومش عارف بكرة مخبى لى إيه». وعن يوم استشهاده يقول انه تلقى اتصالا من نجله الشهيد فى الصباح على غير عادته، فقلت له « فيه حاجة يا محمد، انت مش متعود تتصل بى بدرى كده ، هو انت كويس وأخوك كويس ، فقال لى « بلاش أصبح عليك يا حاج ، طيب ما تزعلش أنا مش هاصبح عليك تاني، وكأنه كان يريد سماع صوتى لآخر مرة، وبالفعل، تلقيت خبر استشهاده، مساء اليوم ذاته. أما والدته فقالت: كلنا فداء لمصر وجيشها, ابنى مش خسارة فى مصر، محمد كان الابن والأخ والحبيب، وكان نفسه يسفرنى أحج وأشوف الكعبة.