سادت حالة من الفرح والاجواء الاحتفالية الشارع المصري مساء الاحد الماضي ابتهاجا بفوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية. بينما سادت الدهشة والحزن مؤيدي الفريق أحمد شفيق المرشح المنافس ووسط هذه الاجواء وبينما كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة والنصف مساء, فجأة ودون سابق إنذار سمع صوت انفجار قوي هز عمارات شارع النقراشي والمشهور بشارع الساحة في طوخ بالقليوبية, تعالت الصيحات والصرخات أنبوبة انفجرت هرع الشباب والجيران الي المكان, منزل صغير لاتتعدي مساحته30 مترا علي طابقين, تطايرت النوافذ في كل اتجاه والدخان يتصاعد بكثافة وألسنة اللهب قوية,وروائح نفاذة تخرج من الدور الثاني. مسرح الجريمة حاول الشباب اقتحام المنزل لكن الباب الرئيسي كان مغلقا بالسلاسل والاقفال,قفز عدد منهم من إحدي الشقق المجاورة علي الشرفة, بينما حاول بعضهم تحطيم الاقفال. في داخل الشقة الصغيرة كان المشهد قاسيا ثلاثة شباب يصرخون يستنجدونأغيثونا أحدهم ساقه مبتورة وكذلك يده,وآخر مسامير كبيرة مخترقة رقبته,والثالث الدماء تنزف منه بغزارة,وبسرعة فائقة حملوهم الي سيارات الاسعاف,ونقلوا الي المستشفيات, توفي اثنان منهم علي الفور,والثالث بعد24 ساعة. لحظات كانت الاجهزة الامنية في مكان الحادث بقيادة العميد أسامة عايش رئيس المباحث والعقيد محمد شرباش مفتش المباحث والعقيد عادل فكري رئيس مباحث المرور والمقدم عماد حمدي رئيس مباحث طوخ والمقدم أحمد عيد مفتش بالأمن العام. بدأت المعلومات تخرج وتنتشر أن الذي حدث هو انفجار لقنبلة أو مواد متفجرة وليساسطوانة بوتاجاز وأن هؤلاء الثلاثة لهم نشاط سياسي جهادي, و كانوا ينتوون استخدام المتفجرات في أعمال تخريبية وعلي الفور انتقلت جهات التحقيق إلي موقع الحادث لاستجلاء الحقيقة, من خلال معاينة النيابة بمعرفة محمد يوسف وكيل نيابة طوخ ومعه خبراء المفرقعات,وفي الثالثة فجرا حضر خبراء من المعامل الجنائية بوزارة الداخلية,وعثر علي أجهزة تستخدم للتفجير عن بعدوكتب لتصنيع القنابل والمتفجرات,وطلقات خرطوش,وجهاز لاب توب,و4 هواتف محمولة,واسطوانة غاز صغيرة في الصالة لم تنفجر,وعلي الفور أخطر اللواء أحمد جاد مدير الامن والذي أمر بتشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواءات أبو بكر الحديدي حكمدار القليوبية و مليجي فتوح مساعد مدير الامن وعاطف المرصفاوي مساعد مدير الأمن وهشام خطاب مفتش الامن العام. الضحايا من هم ؟ وقد كشفت التحقيقات عن مصرع محمد زكريا45 عاما مهندس زراعي,محمود عبد الوهاب27 عامابكالوريوس علومومندوب مبيعات في شركة أدويةومحمد ضاحي23 عاما طالب بكلية الطب جامعة عين شمس, الاول والثاني لهما نشاط سياسي..وبدأت نيابة طوخ برئاسة أيمن عمران التحقيقات والاستماع الي اقوال الجيران, الذين أكدوا أنهم يعرفون محمد زكريا المهندس وهو مستأجر الشقة مسرح الجريمة منذ عام, كما أنه يمتلك سوبر ماركت صغيرا علي الشارع الرئيسي يبعد مسافة500 متر من تلك الشقة, التي كان يتردد عليها أناس آخرون معه كل فترة,ولم يلاحظوا اي سلوك مريب عليه بل يعرفونه بالتزامه دينيا لكنه كان متشددا ومتعصبا في كثير من المواقف ومنها الانتخابات الرئاسية حيث كان يراهاخلافةاو بيعةولايوجد مسمي انتخابات في الشريعة الاسلامية, كما بدأت النيابة بالاستماع إلي ضباط الامن الوطني وإجراء تحريات حول ظروف وملابسات الواقعة ونشاط الضحايا السياسي من عدمه وفحصت النيابة سيارة زكريا فيات125 والتي تحمل أرقام854 ج ب وكما طلبت الاستماع الي أقوال أهالي الضحايا وأصدقائهم. مفاجأة خطيرة وقد كشف مصدر أمني عن مفاجأة خطيرة عن هذه الواقعة في أنها لم تكن الأولي ولا الأخيرة التي كانت ستحدث في مصر,بل هناك أعمال تخريبية عديدة كان يجهزها المئات من الشباب,وان هناك إحدي الشقق في قرية كبيرة اكتشف الاهالي بها تواجد أعداد من الشباب بصورة مريبة,فاقتحموها ووجدوا كتبا لتصنيع القنابل وبعض الادوات التي تستخدم في إعدادها,وعلي الفور تم تسليمهم لذويهم وأغلقوا الشقة وانتهي الامر قبل أن تحدث الكارثة, ولكن حادث التفجير بدا محيرا, فالقضية صارت لغزا,خاصة بعد مصرع الشباب الثلاثة,الذين لم يستطيعوا أن يدلوا بأي أقوال أمام النيابة,فهل مات سرهم ودفن معهم أم أن هناك حقائق خفية سوف تكشف عنها التحقيقات فالشبهات بدت تشير الي أنهم كانوا يعقدون النية علي تفجير أماكن حيوية ومنها مركز شباب طوخ الرياضي والكنيسة,وقسم الشرطة..الخ, وآخرون يدافعون عنهم غير مصدقين أو حتي متصورين أنهم يفعلون ذلك, فهل هم ضحايا أم متهمون؟ اما مصطفي قرطام ومحمد إبراهيم وعادل محمد فيؤكدون أن صوت الانفجار كان عنيفا,وأن المئات من الشباب هرعوا الي المكان, وحاولوا كسر الباب الذي كان مغلقا بالجنازير وقفلين دون جدوي,فصعدت الي أعلي المنزل المجاور-والكلام علي لسان محمد-وقفزت من الشرفة فوجدت محمود عبد الوهاب في رقبته مسماران والدماء تنزف منه في الطرقة بالقرب من باب الشقة, ومحمد ضاحي تنزف الدماء من رأسه وهو ملقي بجوار محمد زكريا والذي بترت يده وساقه,ورائحة البارود قوية كادت تخنقنا. وحول سر العلاقة التي كانت تجمع هؤلاء الشباب ببعضهم خاصة أن أعمارهم غير متقاربة؟ قال أحد الجيران إنهم كانوا يجتمعون في أحد المساجد بعد الصلوات ومعهم شباب آخرون ولاندري فيما كانوا يخططون؟! أما محمد ضاحي23 عاما الطالب بكلية الطب جامعة عين شمس,فهو من أسرة متدينة,لم تعرف والدته حقيقة ماحدث,كل ماتعلمه أن اسطوانة بوتاجاز انفجرت فيه داخل شقة أحد الاصدقاء, محمد له شقيقتان الاولي طبيبة والثانية في كلية الطب,وآخر مهندس. قال أحد المقربين من أسرته أن محمد حضر صباح يوم الواقعة من الشقة التي يقيم فيها مع أصدقائه بعين شمس علي غير عادته,حيث يحضر كل خميس فقط,, فسألته والدته أنت جيت ليه يامحمد؟فقال إن أحد الجيران بالعمارة التي يقيم فيها بالقاهرة يقيم فرحا وهو لا يستطيع أن يذاكرفي هذه الظروف, وأضاف المصدر أنه قبل العشاء توضأ وارتدي أجمل ملابسه وراح ينظر كل فترة الي والدته كأنه يودعها,ثم أخذ اللاب توب وبعض الكتب وسلم علي أمه وقال لها أنا رايح أذاكر عند واحد صاحبي وأرجوك تسامحيني وتدعي لي, فكان اللقاء الاخير بينهما. أما محمود عبد الوهاب27 عاما بكالوريوس علوم,فقال أحد أقاربه إنه في الفترات الاخيرة أطلق لحيته وأصبح متشددا في الدين,ومنذ شهر تقريبا كان يدخل منزله ويقول لوالدته:استودعيني عند ربنافكانت تبكي وتقول له:بلاش الكلام ده أنت ليه بتقول كده؟فكان لايرد, وربما كشفت التحقيقات ملابسات الحادث واسراره الدفينة.